عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"كرباج وراء" فولكلور مصري !!

"كرباج وراء" فولكلور مصري !!

بقلم : د. حماد عبدالله

وصف مصري قديم، حينما يدخل بعض (فتوات) الحي على فرح منصوب لم يدفع أصحابه ( الدية)، أو الراتب أو الرسوم المفروضة من فتوة الحي على إقامة الفرح يدخل صبيان الفتوه لكي يضربوا ( الكلوبات ) وهو ( المصباح الجاز ذو الرتينة النسيج ) الذي كان يستخدم في الإنارة قبل انتشار المصباح الكهربائى.



وإذ بالكراسي تقوم بإظلام الفرح وما يترتب على ذلك من نقل الجرحي والمصابين إلى " المستوصفات " وهي أيضا بديل المستشفيات! ولقد تأصلت هذه الصفة في المناطق الشعبية المصرية، وكذلك بعض المدن والقري، حيث لا يوجد رقابة حكومية مسيطرة على كل الأرجاء بل العكس حيث كانت الحكومة ( الداخلية ) تعتمد في كثير من الأحيان على ( فتوة ) المنطقة لمساعدتها في ضبط المخالفات التي تؤذي الحكومة مثل الوطنيين الذين يعملون في السياسة أو حيازة الأسلحة أو المنشورات أو ما عدا ذلك، من مخدرات أو دعارة أو بلطجة يغمض العين عنها مؤقتاً! ولكن كل شيىء مرصود، هذه هي البيروقراطية المصرية في إدارة شؤون الحياة في الماضي، حيث زمن الباشوات والفتوات والغلابة والأفنديات !!

ولعل تأصيل لهذة المظاهر فقد إستطاعت سينما الأبيض والأسود أن تصيغ الدراما وأيضا الكوميديا وتفوق في تشخيص دور الفتوة كثير من كبار فنانينا "المرحوم محمود المليجى، والمرحوم فريد شوقى" ولكن الذي لايتفوق علية أحد في ضرب الكرسي في الكلوب فناننا الكبير المرحوم توفيق الدقن ( الله يرحمه ) بطل ضرب الكرسى في الكلوب وتعبيراته التي دخلت كلاسيكيات السينما المصرية مثل ( يا أه يا أه ) أو ( أحلي من الشرف مفيش ) وغيرها من تعبيرات..

ومازالت الحياة المعاصرة في مصر تحتشد بعدد غير قليل من ضاربي الكرسي في الكلوب – رغم إختفاء الكلوب وإختفاء أيضا الكرسى ( العفى )!

إلا أنه في مناسبات كثيرة يفرح فيها شعب "مصر" سواء بقرار جمهورى رائع رافعاً من شأن دخول المصريين أو رافع معنويات المواطنين أو الإقتراب من مشاكل الناس بقرار إنساني يحمل في طياته لغة "المسؤول، المسؤول عن شعب"، إلا ونجد أن هناك من يمسك بتلابيب الشعب غير سامح بالفرحة أن تبقى أسبوع أو شهر، شيىء مدهش جداً إن ضرب الكرسي في كلوب فرح المصريين دائماً يأتي من بعض المسؤولين أو من بعض جماعات لا تسمح بالفرحة أن تستمر أو بالضحكة أن ( تفرقع ) فالضحك عيب، وفي الأمثلة الشعبية حينما نضحك نقول ( الله ما أجعله خير )

أى استكثرنا على أنفسنا الضحك، وغالباً بعد الضحك سوف يأتي " النكد " شيىء غريب جداً في سلوك الشعب المصري وكذلك ضاربى الكلوبات بيننا !!

ولعل عنوان هذا المقال قد اقتبسته من مقال للأستاذ "سليمان جودة" في "المصري اليوم" حيث الأذى، أصبح مكون أساسي في الثقافة المصرية، نحن أمام فئة من شعب مصر غاويين نكد !!

هذا هو حظنا الهباب في ثقافة موروثة أكثر هباباً، وإن جاز هذا بين العامة فلا يجوز بين الخاصة من أهل مسؤولى إدارة هذا الوطن !!

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز