دعوة للتسامح من جامعة فاروس

بقلم : د. شريف درويش اللبان

على مدار يوميْ الثلاثاء والأربعاء الماضييْن عقدت كلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية مؤتمرها العلمي الدولي الثاني تحت عنوان "الإعلام وثقافة التسامح"، وذلك تحت رعاية أ.د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، وإشراف الأستاذ محمد رجب رئيس مجلس أمناء جامعة فاروس والمهندس علاء رجب نائب رئيس مجلس الأمناء وأ.د. محمود محيي الدين رئيس الجامعة ورئاسة أ.د. فوزي عبد الغني عميد كلية الإعلام، وأمانة د. رجاء الغمراوي و د. السيد السعيد.

ويمثل هذا المؤتمر العلمي دعوة لنشر ثقافة التسامح، وإدماج قيمة التسامح في المنظومة القيمية للمواطن المصري، كجزء أكبر من منظومة متكاملة تحض على السلام المجتمعي في فترة تشهد عديد من دول المنطقة العربية والعالم صراعات ذات مستويات متباينة، كتمهيد لكارثة أكبر يخطو إليها العالم ليدخل ما يُعرف بعصر الاضطراب العالمي الذي لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمآلاته ومخاضاته الصعبة في ظل تشابك القوى وتعقد الظروف والعوامل الداعمة لمثل هذه الاضطرابات الكبرى.

من هنا جاءت أهمية المؤتمر الذي عقدته جامعة فاروس والذي شهد ما يزيد عن 40 بحثًا علميًا في الموضوع، ومشاركة نخبة من عمداء كليات ورؤساء أقسام وأساتذة الإعلام من مصر والدول العربية، في احتفالية علمية جرى تنظيمها والإعداد لها على نحوٍ جيد أشاد به الجميع، وهو ما نطالب به كل كليات الإعلام في الجامعات الخاصة لعقد مؤتمرات شبيهة لما تعقده كلية الإعلام جامعة فاروس لمناقشة القضاي التي تهم الدولة المصرية في مجال الإعلام، لأن مثل هذه المؤتمرات والعلماء الذين يشاركون فيها هم مراكز البحث والتفكير في هموم الوطن وقضاياه الملحة.

وقد شَرُفت بإدارة الحلقة النقاشية الرئيسة التي أعقبت الجلسة الافتتاحية في قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة والتي كان عنوانها "الإعلام ونشر ثقافة التسامح" بمشاركة أ.د. سامي ربيع الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، وأ.د. هويدا مصطفى رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة. وقد طرحنا في هذه الحلقة النقاشية عديدًا من الرؤى والأفكار لكيفية تفعيل دور وسائل الإعلام التقليدية والجديدة في نشر ثقافة التسامح وبسط ثقافة السلام المجتمعي في المجتمع المصري الذي عانى من التوظيف السيئ لآليات الاستقطاب في الفترات التي أعقبت ثورتيْ 25 يناير و30 يونيو.

 

وقد اختتم المؤتمر أعماله بالتوصل إلى جملة من التوصيات المهمة المتعلقة بدور الإعلام في نشر ثقافة التسامح تلتها أ.د. عزة عبد العزيز رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة سوهاج، وذلك على النحو التالي:

١-  عمل دراسات عن الشخصية المصرية والعربية التي تخلق التسامح و السلام بين المصريين .

٢-  ضرورة إبراز الاتجاهات النظرية المفسرة لظاهرة الأمن القومي، وذلك من خلال تعزيز التكامل بين المستويات الداخلية والخارجية الأمن القومي .

٣-  ضرورة تثقيف الدعاة قبل ظهورهم على الشاشات وتقديم خطاب ديني ملتزم علميًا وشرعيًا.

٤-  لابد ان يلتزم الاعلام بالموضوعية والتقليل من التوجيهات والجزئيات والأغراض السياسية ويجب استخدام لغة إعلامية تدعو الي التسامح.

٥-  تفعيل مواد للقوانين التي تكافح نشر الكراهية وصراع الأجيال والإسراع بإصدار قانون تنظيم النشر على المواقع الالكترونية.

٦-  إنشاء مراسم جماهيرية وتطهير المراكز داخل المؤسسات الدينية في مصر من الفكر المتطرف وبناء استراتيجية إعلامية موحدة.

٧-  يجب ان تتبنى الدولة مفهوم التنمية الإعلامية وطرح منهج للتربية الإعلامية في المدارس.

٨-  لابد من عقد كليات الاعلام سلسلة من الندوات وورش عمل يدور الاعلام في دعم السلام المجتمعي .

٩-  توفر دورات وورش عمل خاصة و مواثيق الشرف الإعلامي .

١٠-  ضرورة تفعيل دور الخطاب الإعلامي للمرأة و قضيتها لخلق بيئة للتعايش و التسامح مع المرأة .

وشكر الأستاذ الدكتور فوزى عبد الغنى عميد كلية الاعلام ورئيس المؤتمر كل من ساهم في إعداد المؤتمر، وشكر الباحثين الذين قدموا موضوعات في المؤتمر من المناقشات المتعمقة داخل القاعات والتي انتظمت في تسع جلسات كاملة داخل قاعات كلية الاعلام وهي تدور في ثقافة التسامح ودور الاعلام، كما كرم الدكتورة رجاء الغمراوي والدكتور السيد السعيد أمينيْ المؤتمر، الدكتور صالح العراقي وكيل الكلية، والدكتور تامر سكر علاوة على شباب الكلية وقوتها الضاربة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب ذوي الوجوه المشرقة الذين ساهموا في إنجاح المؤتمر ودعم فعالياته.