عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صانع السعادة

صانع السعادة

بقلم : محسن عبدالستار

 



 

كلنا نحب أن نكون سعداء، فجعل الله لنا الفرح من أهداف عباداته، فيقول سبحانه وتعالى في محكم آياته: "قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". فالفرح من سمات أهل الإيمان.. ونهانا- عز وجل- عن الحزن والوهن فقال: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون".

بعض الناس يظن أنه بالأموال يعيش سعيدًا، لكن هيهات، فقد تكون هذه الأموال سببًا في شقائه وتعاسته.. فالسعادة الحقيقية نجدها في الإيمان بالله والعمل بما نزل في كتابه وسنة رسوله الكريم.

نتمنى أن تأتينا السعادة مغلفة دون تعب، ولا نعرف أننا من نصنعها، فنحن من نحدد مسارنا في هذه الحياة ونحقق السعادة بأيدينا، فحينما نمسي وقد غلف الألم قلوبنا، ولا نرى من زوايانا الضيقة سوى صور الحزن واليأس، وننسى تمامًا أن خلف هذه الزاوية المؤلمة اليائسة بريق أمل، قد يغير مجرى حياتنا كلها للأفضل.

فالسعادة تتحقق بالقرب من الله، جل وعلا، ونظن جميعًا أننا نقف على أبواب الكريم، لكنه هو من يقف منتظرًا أن نسأله، ونحن مشغولون، بما نعتقده نعمة متمتعين بها، وتناسي نعمة سؤال رب العباد.

السعادة تتحقق بالإيمان بالله، والقضاء والقدر، وأداء جميع الفروض، والابتعاد عن النواهي، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، والسعي إلى كسب رضاه، والمداومة على الأذكار والاستغفار، واستشعار مراقبة الله في السر والعلن.. فكل ذلك يزرع في النفس الهدوء والطمأنينة، والتصديق الكامل بأن كل ما يمر به الإنسان هو خير من عند الله، جل شأنه.. فالسعيد، هو الذي يفرح بأي شيء ولو كان قليلًا.

والسعادة لها شروط، متى توافرت للإنسان شعر بها، فيكون قلبه خاليًا من الحزن والكراهية والقلق.. يسعى كل إنسان إلى تحقيق السعادة، وعلى الرغم من اختلاف الناس في مذاهبهم ومبادئهم، فإنهم يتفقون في غاية واحدة، وهي طلب السعادة.

فالسعادة، تتلخص في الشعور بالراحة والسكينة، وطمأنينة في النفس والبال، فالبعض يراها في الحب، والبعض الآخر يراها في المال، والبعض يراها في السفر، وآخرون يرونها في طلب العلم، فالسعادة الحقيقية تتميز بأنها لا تزول، وتبقى ثابتة ومتجددة، وتضمن سعادة الدنيا مع الآخرة، فهي هبة من الله، سبحانه وتعالى، ولا يمكن لبشر أن يعطي السعادة لبشر مثله فهي هبة من الله لبعض خلقه، فالله يهيئ لك بشرًا يمنحونك إياها، تارة بأفعالهم وتقديم خدمة جليلة تغير مجرى حياتك، وتارة أخرى بابتسامة تكون دافعًا لك في هذه الحياة.  

ونوع آخر من السعادة نجده في تقوى الله، فمصدر السعادة هنا هو الله فقط، وهي نابعة من داخلك أنت، فالسعادة نوعان: قصيرة، وهي سعادة مؤقتة لا تدوم طويلًا، وسعادة طويلة، وهي الدائمة معنا طوال الوقت– مدى الحياة- لوجود محفزات لها تمنحك الشعور بالسعادة الأبدية.

وللسعادة أسباب أهمها: استشعار حب الله سبحانه وتعالى، ورضاه وقربه، واستجابة الدعوات، وجلب الخير الوفير، واجتناب الشر، وصلاح العلاقة بين العبد وربه، وأداء العبادات على أكمل وجه، وصحة الجسد، والتمتع بالعافية، وعدم المعاناة من الآلام والأمراض، ووجود العائلة والأهل، وحب العمل وإتقانه.

فالأشخاص الذين يعيشون ضمن عائلة متماسكة ومتحابة، يمتلكون سببًا مهمًا من أسباب السعادة، ووجود هدف في الحياة، أهم هذه الأسباب، لأنه يجعل الوجود في الحياة له معنى.

والعيش في وطن آمن مستقر، لا حروب ولا كوارث ولا جوع ولا تشريد فيه، ولا قتل أبرياء دون ذنب، وهذا ما نعيشه هذه الأيام من خروج بعض التكفيريين وحملهم السلاح ضد الآمنين المسالمين، حتى وصلت بهم الحال إلى قتل المصلين في المسجد، بلا ذنب.. فالوطن الآمن المستقر يجعل الحياة أجمل وأكثر إشراقًا.

وختامًا، فإن السعادة من صنع أيدينا، فمتى رغبنا فيها أوجدناها وعشناها، ومتى أردنا الابتعاد عنها عشنا مواقف الحزن والكآبة.. فأنت وحدك الذي تصنع السعادة.

[email protected]

 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز