عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
القدس.. عربية

القدس.. عربية

بقلم : محسن عبدالستار
 
المتأمل في أرض فلسطين يجد أن الصراعات والحروب والعجائب وقعت في هذه الأرض المباركة، وإلى يومنا هذا نجد القدس تئن مما يُفعل بها، على أيدي الكيان الصهيوني ومن يعاونه من الأمريكان وغيرهم، وما إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما في ذلك من قتل لعملية السلام إلا دليل على ذلك.
القدس التي ذكر الله أنها مطهرة ومقدسة، وكل الأراضي التي حولها أخذت هذه الخصوصية.. فقد ذكرها الله في محكم آياته فقال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ".. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل فلسطين عربية أم يهودية، من حق العرب أم اليهود.. ومن أول من سكن الأرض المباركة؟! 
فالذي بنى القدس قديمًا "اليبوسيون"، وهم قبيلة كنعانية، نزحوا من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام واستقروا في "القدس"، بقيادة ملكهم "ملكي صادق"، وأسموها "شاليم"، وهو اسم "إله السلام" قديمًا عند الكنعانيين، ثم حُرفت لاحقًا إلى "أورشليم"، والتي تعني "مدينة السلام"، وقد كانت تسمى أيضا بـ"يبوس"، نسبة إلى اليبوسيين، وبعد ذلك استقروا فيها فترة طويلة حتى وصول بني إسرائيل، وبعدها استولى الإسرائيليون على المدينة بقيادة نبي الله داود وطردوا اليبوسيين وحصنوا المدينة، وشيدوا فيها الهيكل المزعوم.
 وبعدها بأعوام تشتت اليبوسيون في بلاد الشام، ولم يرد لهم أي ذكر بعد ذلك، ولم يطرد اليهود "اليبوسيين" من مدينة القدس، بل أبقوا عليهم فيها، وعاشوا معهم كما ورد في التوراة، وبعد الفتح الإسلامي سميت "القدس"، فهي تقع في قلب بلاد الإسلام، وبها المسجد الأقصى، فهو ثاني مسجد أقيم على وجه الأرض، أولى القبلتين وثالث الحرمين، بناه نبينا إبراهيم عليه السلام، بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وبجانب الأقصى، مسجد الصخرة، وله تاريخ عريق، فهو قبلة الأنبياء، وعند الصخرة كان النبي إبراهيم يذبح الأنعام تقربًا لله تعالى، وهي التي قام بجانبها يعقوب عليه السلام، ونصب عندها يوشع قبة السماء التي صنعها موسى، وعندها بنى يعقوب عليه السلام محرابه.
وشيد عندها سليمان عليه السلام، الهيكل المنسوب إليه، وأول من بنى فوقها مسجدًا هو عبدالملك بن مروان، قبة الصخرة، هذا حال الأرض المباركة، التي جعلها الله مباركة منذ القدم، وجعلها قبلة لأنبيائه، وها هي الأرض المقدسة تئن تحت وطأة اليهود، فلماذا اختار اليهود فلسطين؟! هل من أجل نهب ثرواتها وأنهارها ومزارعها، أم بها ما لا نعرفه كي يستوطنها اليهود دون غيرها من البلدان! 
فقد عرضت عليهم بلاد كثيرة، الأرجنتين، وأوغندا، وقبرص، ولكنهم رفضوا، فهل لليهود حق في أرض فلسطين؟، إن أول من سكن فلسطين هم العرب، ثم جاء اليهود إليها في عهد النبي سليمان عندما بنى الهيكل، وشردوا ودمر معبدهم بسبب أفعالهم السيئة، لأنهم دمروا الدين، فكانوا يرتكبون الفواحش أمام أعين الناس، ولا يعظمون الشعائر، وذكر في التوراة أن سبب هلاكهم هو أنهم لم يكونوا أهلا لعمارة الأرض المباركة.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، عن فضل الأرض المباركة: "لا تشد الرحـال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هـذا، والمسجد الأقصى".. وهذا يبين فضل الصلاة في الأرض المقدسة. 
وفي نفوس المسلمين جميعًا حب وعشق لأرض فلسطين المباركة، قبلة الأنبياء، وموطن الرسالات، التي جعلها الله مهبط الملائكة، فنشأ بها الكثير من الأنبياء، وهاجر إليها الكثيرون أيضًا، كهجرة لوط وموسى وإبراهيم، عليهم وعلى نبينا السلام، ودفن في الأرض المباركة الكثير من الأنبياء، فهي مرقد الأنبياء كما كانت مبعثهم، ومن يمسها بسوء فكأنما أصاب المسلمين جميعًا.. وستبقى القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز