عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
داء الفكر

داء الفكر

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

ما أصعب أن يكون داء الإنسان مُرتبطًا بذهنه وفكره، فداء الفكر من أشد الأمراض الفتاكة بالإنسان، فأي داء قد يجد دواءه متاح، أما هذا الدواء، فهو يعيش بداخل الإنسان، ويكمن في روحه، فمن يستطيع أن يطرد أفكاره أو يتجاهلها، ومن يستطيع أن يُوجه عقله وأحاسيسه، وحتى لو نجح لبعض الوقت، فهل يُمكن أن يُسيطر لهذه الدرجة كل الوقت.



للأسف، فكر الإنسان أقوى منه، فالأفكار قوة لا يستهان بها، لها قراراتها الخاصة بها، وإمكانياتها في السيطرة والهيمنة على العقل والأحاسيس، ولكن أيًا ما كانت قوتها، فالإنسان يستطيع بإرادته أن يجعل منها وسيلة لإنجاحه، وذلك بتوجيهها في الاتجاه الصحيح، أما إن كانت سلبية، فيمكنه أن يستغلها لإخراج طاقته، فأي شيء مهما كانت سلبيته، يُمكننا أن نستخرج منه شيئًا واحدًا إيجابيًا، يجعلنا نغير مسارنا من خلاله. ولكن، كل هذا يحتاج إلى الإرادة والتصميم والعزيمة، فالفلاسفة والمفكرين كانت أفكارهم بها الكثير من المُتناقضات والسلبيات، ولكنهم قرروا أن يستغلوا أفكارهم، مهما كانت بساطتها أو قوتها في تغيير فكر وسلوك البشرية.

فإن كنت مُصابًا بداء الفكر، فلا تظن أنك مريض مرضًا نفسيًا أو عصبيًا، حتى لو كانت أفكارك بها الكثير من اللامنطق، فحاول أن تخرج منها بفكرة ولو بسيطة، قد تُغير حياتك أو حياة من حولك.

ولو ركزنا قليلاً، سنجد أن التفكير أفضل كثيرًا من أكسدة العقل، وجعله مُجرد عُضو لا يُستخدم، ولكن الذكاء أن يستثمر الإنسان أفكار، ولا يجعلها تُسيطر عليه، أو تُطيح به، فمن الأفضل أن يُسيطر هو عليها أو تُطيح به، فمن الأفضل أن يُسيطر هو عليها، ويُطوعها، ولو بقدر يسير، فالفكر لا يضاهيه إلا الفكر، فواجه أفكارك مهما كانت سلبياتها وبساطتها، بفكر جديد، وهو استغلالها وترويضها، ومهما كانت صعوبة داء الفكر، إلا أنه دليل على أن العقول لازالت تؤدي وظائفها على الوجه الأكمل.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز