عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يا رب "المدرسة" تموت!

يا رب "المدرسة" تموت!

بقلم : جورج أنسي

حالة البيت المصري الصعبة مع امتحانات النصف الدراسي الأول، أو ما يعرف بامتحانات ما قبل إجازة نصف العام (التيرم الأول) وأيضا تكرار نفس الحالة مع امتحانات نهاية العام، خاصة بالنسبة لأطفال المرحلة الابتدائية والإعدادية، هي نوع من انتهاك لحق هؤلاء الأطفال في حياة آدمية كريمة، بل هي سرقة مع سبق الإصرار والترصد لطفولتهم البريئة وحقهم في الاستمتاع بها!



فقد عاد للظهور من جديد (دعاء) أولياء الأمور على نظام التعليم والوزارة والوزير بالتشتت والموت، بعد أن تسببت المناهج في خلخلة العلاقة داخل الأسرة الواحدة، بل وأصبح الطفل مهددًا بأمراض الكبار من اكتئاب وضغط وخلافه نتيجة نظام تعليمي لا يواكب التطورات الحديثة، ويصر على استمرار مناهج التلقين والحفظ بعيدًا عن التحليل والإبداع والابتكار، بل وعدم القدرة على استنفار ملكات الطفل في هذه المرحلة السنية التي تستفيد منها دول العالم المتقدم في تنمية مهارات ومواهب الطفل لتوظيفها بطريقة مفيدة مستقبلًا.

ورغم أن الجميع استبشر خيرًا مع تولي الوزير الحالي مقاليد الأمور، خاصة مع تصريحاته بتطوير المناهج والاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية، إلا أن الواقع المعاش- الذي نحياه جميعًا- لا يزال يؤكد أن الوزارة تسير بسرعة السلحفاة نحو عملية التطوير، وهو ما انعكس بشدة على ازدياد حالة التفسخ والانهيارات والمشاكسات المستمرة بين أولياء الأمور وأولادهم، والدخول دائمًا في جدل عقيم ينتهي بأحزان وكآبة وانفلات أعصاب!

لست في حاجة إلى التذكير بأن الطفل في غالبية دول العالم المتقدم، يحصل على القليل من العلم في مراحله الأولى مقترنة بفترات اللعب والتحرر من القيود المدرسية التقليدية التي يعيشها نظراؤه في دول عالمنا العربي، خاصة بمصر، ورغم أننا كثيرًا ما كنّا نتغنى بذكاء الطفل المصري في مراحله الأولى مقارنة بالطفل في الدول الأوروبية واليابان- على سبيل المثال- إلا أنه يتراجع سريعًا بسبب المناهج التي تقوم على الحفظ بعيدًا عن الفهم، لكن يبقى أن هذا الجيل الجديد من الأطفال مهووس بالتكنولوجيا الحديثة بكل أنواعها، وهو ما يمكن أن تعول عليه الوزارة في خططها نحو التطوير في المستقبل القريب؛ باعتبار هذه الوسيلة- نفسها- حافزًا لهؤلاء الأطفال نحو الإقبال على العلم باعتبارها الأقرب لقلوبهم وعقولهم، كما أنها ستوفر على الدولة ملايين الجنيهات جراء طبع كتب الوزارة، وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد؛ فمن ناحية نتجنب الدعاء المعروف "يا رب المدرسة تموت"(!!) وما يرتبط به من كراهية الطفل للتعليم كله، ومن ناحية أخرى تحقق الدولة وفرة في ميزانية التعليم يمكن توظيفها بصورة أخرى لصالح المجتمع والأطفال بصفة خاصة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز