عاجل
الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بالعربى من يبيع الوهم ومن يشتريه؟!

بالعربى من يبيع الوهم ومن يشتريه؟!

بقلم : محمود حبسة

 توقفت كثيرا عند عبارة ذكرها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته أثناء افتتاح عددا من المشروعات القومية بمدينة الاسماعلية السبت الماضى عندما قال: "أنا لاأبيع الوهم لكم يامصريين", الحقيقة العبارة مفاجئة ويفترض أنه لامحل لها من الإعراب فالرئيس فى موقف يدعو للفخر وهو يفتتح عددا من المشروعات القومية تم تنفيذها فى زمن قياسى فما هو مبرر هذه العبارة وماهى دوافعها,.. تعودنا من الرئيس أنه يقول كلماته التى يرتجلها بعناية وعن قصد لأنه فى أغلب الأحوال يوجه من خلالها رسائل سواء للداخل أو للخارج حتى عندما ذكر الرئيس تعبير استخدام "القوة الغاشمة" فى مواجهة الارهاب بعد حادث مسجد الروضة وأثار هذا التعبير جدلا واسعا أعاده الرئيس مرة أخرى أثناء الاحتفال بالمولد النبوى الشريف عندما وجه حديثه لرئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازى مطالبا إياه بالقضاء على الإرهاب وعودة الأمن والأمان إلى سيناء خلال ثلاثة أشهر مستخدما القوة الغاشمة وأعاد الجملة مرتين بمايعنى أنه يقصد اللفظ  تماما وأنه لم يكن لفظا عابرا فى موقف انفعالى بعد حادث مسجد الروضة الارهابى .



"لا أبيع لكم الوهم يا مصريين" جملة تحمل فى طياتها أكثر من معنى وأكثر من دلالة, الأمر أكثر من كونه مجرد رسالة طمأنة من الرئيس للشعب خصوصا وأن الرئيس قال فى نفس الجلسة موجها حديثه للمصريين إننا على الطريق الصحيح وأننا نسير بخطى جيدة جدا, الجملة إذن تكشف فى رأيى عن كم من المرارة  يشعر بها الرئيس, تكشف عن كم من الحزن  وتعكس كم من المخاوف والقلق على مصر والمصريين, يبدوا أن حملة التشكيك التى تشنها جماعة الاخوان فى الداخل والخارج آتت أكلها إلى درجة ما وكذلك دعاوى وأكاذيب البعض من الطامعين فى السلطة ومحاولاتهم تشويه ما تم من انجازات ولذا لجأ الرئيس إلى هذا الأسلوب وهذه المكاشفة واستخدم نفس الألفاظ والتعبيرات التى قد تتردد على استحياء, المؤكد أن الرئيس يتلقى تقارير يومية من عدة أجهزة أمنية ورقابية تقيس اتجاهات الرأى العام وما يقال وما يتردد عبر وسائل ووسائط مختلفة من صحف إلى فضائيات إلى مواقع التواصل الاجتماعى إلى ما يدور فى أنشطة وفعاليات مختلفة سياسية وغير سياسية, ومن هنا كان خوف الرئيس من أن يؤدى مايردده البعض على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها وما تبثه القنوات المعادية لمصر ومايثيره بعض الموتورين تحت دعاوى المعارضة وحرية الرأى إلى إضعاف الثقة فى الدولة ومؤسساتها وأجهزتها وتوجهات سياساتها الداخلية والخارجية فى وقت الدولة بكل مؤسساتها وبكل أطياف شعبها فى أمس الحاجة إلى الوحدة والتماسك بالنظر إلى جسامة التحديات الداخلية والمخاطر والضغوط الخارجية ولذا لم يأتى التعبير عفويا أو انفعاليا .

ياسيادة الرئيس مانشاهده من مشروعات وما تحقق من انجازات على أرض الواقع حقيقة وليس خيال حقيقة وليس وهما, ويؤكد أن الدولة تسير فعلا بخطى سريعة ومدروسة فى مختلف المجالات لاصلاح ماأفسده الدهر وماأفسدته أنظمة سابقة, يكفى أن ندلل على ذلك بأن الدولة  فى أقل من عام ونصف انتهت من حفر ثلاثة أنفاق تحت قناة السويس وجارى حفر النفق الرابع إضافة إلى عمل جسرين فوق القناة رغم أن كل ماتم إنجازه فى هذا المجال خلال مايزيد عن 40 عام من عام 1975 إلى عام 2015 هو نفق واحد فقط منذ تم إعادة افتتاح القناة للملاحة عام 1975 وهو نفق الشهيد أحمد حمدى والمدهش أنه لم يتم اقتراض دولار واحد من الخارج للانفاق عليها, يكفى أن الجميع فى الداخل والخارج الآن يدركون جيدا أن سيناء أصبحت بالكامل تخضع للسيادة المصرية وأن مشروعات التنمية والتعمير بها جادة وحقيقية وأنها المسار الحقيقى للحفاظ على سيناء والقضاء على الإرهاب بها بعد سنوات طويلة من التصريحات الجوفاء والكلام الذى لم يحرك ساكنا حيث ظلت سيناء تعانى من الإهمال والتجاهل الرسمى باستثناء ترديد بعض الأغانى الوطنية فى عيدها القومى .

ياسيادة الرئيس أنتم لاتبيعون الوهم للمصريين والمصريون يدركون ذلك جيدا فما تحقق من إنجازات وهى أكبر من أن يحصيها هذا المقال يراها الجميع ويستفيد منها كل المصريين وليست فئة أو جماعة بعينها من القضاء على مشكلة الكهرباء إلى مشروع الضبعة النووى الذى ظل مكانه لم يراوحه أكثر من 60 عاما منذ عام 1955 حتى تم التوقيع مع روسيا مؤخرا ووفق جدول زمنى وبأعلى معايير الأمان والجودة, إلى كل المشروعات الحيوية فى مختلف المجالات من الزراعة إلى الصناعة إلى السياحة إلى التجارة مع كل دول العالم إلى الصحة والطرق والكبارى إلى المدن الجديدة إلى الاصلاح السياسى والاقتصادى والتشريعى وبمعدلات تنفيذ تفوق المعدلات العالمية, والمؤكد ياسيادة الرئيس أن المصريين هم أذكى شعوب الأرض وهم يفرقون بين الغث والثمين بين ما ينفع الناس وبين ما هو غثاء كغثاء السيل, المصريون ياسيادة الرئيس لايشترون الوهم بل هم أسقطوا من حاولوا أن يبيعوا لهم الوهم فلم تنطلى عليهم خدعهم ولم ينخدعوا بشعاراتهم فأسقطوهم بعد أقل من عام على وجودهم فى السلطة .     

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز