عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحنين "لأسطوات" زمان!

الحنين "لأسطوات" زمان!

بقلم : د. حماد عبدالله

نحن في مصر في أشد الاحتياج لبذل العطاء فيما نقوم به من عمل، مطلوب أن نعود كما كنا نشتهر به بالإتقان في المهنة وفي الحرفة وفي (الصنعة) اليوم غير الأمس!



اليوم من الصعب أن تجد (أسطى) مبيض أو (أسطى) نجار أو (أسطى) ميكانيكي أو (أسطى) خراط!

اليوم صعب أن نجد (بناءين) متميزين، وكان الماضي القريب هناك "مقاهٍ" تجمع أهل الحرف وأهل المهن يمكننا أن (نبيت) عليهم بمقدم مصنعيات فنذهب إلى مقهى (النقاشين) ونسأل عن (أسطى) فنجد العشرات ونتفاوض على سعر المتر "نقاشة" بلاستك أو زيت، كما كانوا (يسمونه)، ويدفع (الزبون) مقدم أتعاب تسمى (تبييتة) لكي يحضر الأسطى ومعه مساعدوه "وصبيانه" في الموعد المحدد لبدء العمل، ويتم العمل بإتقان دون مراقبة من صاحب العمل، حتى ينتهي العمل ويأخذ (الأسطى) حقه (بقية أتعابه)! ويعود لمقهاه!

وهكذا بقية الحرف التي اندثرت ليست كمهنة، لكنها اندثرت (كأسطوات) وكمهنيين محترفين وكانت هناك حرفة (الرفا) لرفي أو ترميم الملابس التي تعرضت للقطع أو للقدم!

كان هناك حرفيون في مهن مثل "مبيض النحاس"، "والمكوجية" و"القهوجية" و"الخيامية" ونجارين المسلح والحدادين و"الفورمجية" والسباكين "السباكة" و"الكهربائية".

مع (رؤساء الطبلية) وهم عمال الخرسانة المسلحة كل هذه المهن المصرية الأصل والمنبع كلها أصبحت في خبر كان!

لأن المجتمع تحول إلى وسائل الاستهلاك السريع وإلى عدم "الإتقان" ويقال إن "ادخار الجهد ضد بذل العطاء" وهذا غير صحيح فإن ادخار الجهد يتمثل في إعطاء (العيش لخبازه) مثل شعبي ومفيش داعي (للمقاوحة) في القيام بعمل لا نتقنه ولا نعلم عنه إلا القليل لأن هذا يدخل في بند (النصب) حينما يتقدم أحد للقيام بعمل لا يعلمه!

ولكن العملية هي (مقاوحة) في تنفيذ ما لا نعلم آلياته أو أدوات تنفيذه!

إلا أننا نتميز بهذه الخاصية القبيحة في ظل عدم (بذل العطاء) فيما نعلم عنه وتعلمناه!

إن ادخار الجهد يرتبط بأن ننشئ مرة أخرى بأسلوب حديث مراكز لخدمة التعلم للمهن التي نحتاجها ويشتد الاحتياج إليها، لكن عناصرها البشرية اندثرت للأسف الشديد بين الهجرة للدول العربية وبين الموروث الخاطئ بأن صاحب المهنة "غلبان" ويندرج تحت بند أو اسم الطبقات الدنيا في المجتمع!

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز