عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل تعرف الحكاية؟! (6).. (الإيقاظ والإنجاز) في مواجهة (لدغات الأفاعي)

هل تعرف الحكاية؟! (6).. (الإيقاظ والإنجاز) في مواجهة (لدغات الأفاعي)

بقلم : أيمن عبد المجيد

هل جربت أن تربي أفعى لاستخدامها في تحقيق أهدافك؟!



المخابرات (الصهيو- أمريكية) تفعل ذلك، (أنصار بيت المقدس)، (جند الخلافة)، (داعش)، وغيرها من الفيروسات.

وجه الشعب المصري في 30 يونيو 2013 صفعة مدوية للمخطط (الصهيو- أمريكي)، حاول العدو إعادة الإخوان لسدة الحكم دون جدوى، الجيش ساند شعبه، وداعمو مصر (خادم الحرمين الملك عبدالله، ومن خلفه الملك سلمان، أبناء الشيخ زايد بالإمارات، الشيخ الصباح الأحمد الصباح بالكويت) استنسخوا دور الآباء العروبي في معركة أكتوبر 1973.

أعمدة القوة العربية يتم ترميمها، لتعود أكثر صلابة وحزمًا. العدو يدفع بالمخطط البديل، (لدغات الأفاعي).

وتتلخص هذه الاستراتيجية القديمة في نسختها (المحدثة)، في صناعة عملاء، يتم إكسابهم مهارات الإقناع، وتفسيرات محرفة للدين الإسلامي، ثم الدفع بهم بعد إطلاق اللحى، لاستقطاب ضعاف العقول باسم الجهاد لتشكيل خلايا إرهابية وتنظيمات تحت قيادتهم، وتقديم كافة الدعم التمويلي والاستخباراتي والتسليحي لهم، لتنفيذ توجيهات صانعيهم، واختراق تنظيمات إرهابية قائمة لتحقيق ذات الأهداف.

وتستهدف استراتيجية (لدغات الأفاعي) الآتي:

1 - استنزاف الجيوش واقتصاديات الدول، عبر استهدافها الدائم بعمليات إرهابية نوعية، تضع الدولة في حالة استنفار أمني دائم، بما لذلك من كُلفة اقتصادية.

2 - مضاعفة نسب مبيعات السلاح المصنع بالدول الراعية للأفاعي، فكل تهديد إرهابي يدفع الدول لاستيراد المزيد من السلاح للحماية، فضلاً عن الصراعات الأهلية، (داعش نموذجًا)، استيلاء مفاجئ على البصرة وأسلحة الجيش العراقي، يستورد العراق سلاحا بديلا، ثم يلقي الأمريكان سلاحا للدواعش (عن طريق الخطأ!!!).

3 - سرعان ما ينتهي داعش في العراق فجأة كما بدأ، وكذلك في سوريا، لينقل إلى ساحة بديلة (ليبيا واليمن)، والهدف توجيه لدغات للدولة المصرية عبر سيناء شرقًا، والصحراء الغربية، غربًا، فيما يوجه الإرهاب باليمن لدغاته وتهديده للمملكة العربية السعودية، لاستنزافهما سعيًا لتحقيق ما فشلوا في تحقيقه عن طريق استراتيجية (تحطيم الأعمدة).

وليس أدل على صناعة الأفاعي من أنهم لم يوجهوا ضربة واحدة للمصالح الصهيونية بالمنطقة أو العالم، فمن يطلقون عليهم (أنصار بيت المقدس) يستهدفون جيش وشرطة وشعب مصر، والصهاينة على مرمى حجر منهم يلتهمون بيت المقدس والأمريكان يعلنونه عاصمة للكيان الصهيوني.

إذن، الهدف هو استنزاف الدولة المصرية في حرب ضد الإرهاب، تمهيدًا للنيل من عمودها الفقري، وفي سبيل ذلك يُقدم الدعم اللوجستي والتسليحي والاستخباراتي، وينقل الإرهابيون من العراق وسوريا إلى سيناء وليبيا.

لماذا، إذن، تم تمكين داعش من السيطرة على أراضٍ عراقية لفترة زمنية محددة قبل اختفائها المفاجئ؟!

الإجابة:

1 - تحقيق هدف رئيسي، وهو خلق نموذج محفز للمتطرفين على سرعة الانخراط في تنظيمات إرهابية فرعية بالبلدان العربية المستهدفة، عبر مغازلة خيالات التيارات السلفية، بزعم تأسيس (دولة الخلافة)، لتنشط الخلايا في الاستقطاب لإنشاء (الولايات) المبايعة للدولة الوهمية.

تأتي المرحلة الثانية من الخطة:

2 - تفكيك دولة الخلافة المصطنعة في العراق، مع الإبقاء على عناصرها أحياء، لنقلهم إلى معسكرات في ليبيا بعد تحويلها إلى دولة فاشلة، ومنها إلى ما يسمى (ولاية سيناء)، ليواصلوا الاختباء في الجحور ثم توجيه لدغات للدولة المصرية.

3 - يخطط الصهاينة لتنشيط أفاعي سيناء المختبئة في جحورها، ليخرج الصهاينة زاعمين أن مصر غير قادرة على حماية أراضيها  وطلب بضعة الكيلومترات على الحدود مع سيناء كحرم آمن. 

4 – استخدام نظام "الحمدين" القطري في نقل التمويل والسلاح للإرهابيين، وتقديم الدعم الإعلامي لهم، لمواصلة شق الصف للحيلولة دون توحد عربي في الحرب الجديدة التي لا تقل خطورة عن معركة أكتوبر 1973. فقطر، الدولة محدودة القدرات، تحتل المركز الأول عربيًا وبين الدول النامية في استيراد السلاح بقيمة 33 مليار دولار عامي 2015 و20016.

الخلاصة:

أ - مصر والعرب يخوضون حربًا أشد شراسة وتنوعًا من حرب أكتوبر 1973، فالعدو يستخدم أسلحة جديدة في معركة غير تقليدية، ساحتها داخل جماجم الشباب، وفي ساحات الفضاء الإلكتروني، أدواتها دول وتنظيمات إرهابية وأجهزة استخباراتية.

فالعماد الخامس لمصر، موقعها الجغرافي ومواردها المائية وفرصها الاستثمارية في محور قناة السويس وسيناء، استُهدفت، فما العبث الصهيوني على مدار السنوات الماضية بإثيوبيا إلا محاولة لتقليص حصة مصر من المياه، بما ينعكس سلبًا على فرص التنمية الزراعية، وكذا الإرهاب في سيناء من بين أهدافه إعاقة التنمية في شبه الجزيرة لتظل ساحة بديلة لحروب قادمة.

ب - محاولات شق الصف العربي واستنزاف القدرات العربية مستمرة، بوضعها تحت تهديد دائم وجرها لحروب دفاعية ــ التهديدات الحوثية للسعودية، والإيرانية للإمارات نموذجًا.

ج - محاولات خلق الفتن المذهبية متواصلة لتتآكل الدول من الداخل، لذا يستهدفون الكنائس والمساجد، على أسس طائفية ومذهبية، في مصر والسعودية والكويت.

د - محاولات إعادة تحريك الشارع ستتواصل بتأليب الشعوب على الأنظمة، وما قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلا محاولة بائسة لتحقيق هذا الهدف.

إذن، ماذا علينا فعله؟

الإجابة تكمن فيما يمكن تسميته باستراتيجية (تفريغ المثيرات بالإيقاظ)، وتتلخص في الآتي:

1 – إيقاظ الوعي العام محليًا وإقليميًا، بتعريف الشعوب بطبيعة المخططات ونوعية الأسلحة الحديثة، وخلق يقين شعبي بأننا في حالة حرب فعلية غير تقليدية.

2 – عندها يدرك كل مواطن أن ساحة القتال الجديدة الشعب بأكمله، وبنيان الدولة مستهدف، وليس فقط الجنود في قواعدهم العسكرية، كما كان الأمر في الحروب التقليدية، ومن ثم كل مواطن هو هدف وجندي في المعركة عليه مسؤولية.

3 – مسؤولية المواطن الواعي، خلق حائط صد ضد مثيرات الاستقطاب الطائفي والمذهبي، أو الضغوط الاقتصادية، التي تستهدف دفع الشعوب للنزول للشارع ليستثمر حراكها بتحويله لطاقة تدمير لبنيان الدولة.

4- العمل على خلق رأي عام داخلي ضاغط في قطر، لإجبار نظام "الحمدين" على التخلي عن عمالته للمخطط (الصهيو- أمريكي)، والتوقف عن دعم الإرهاب ماليًا وتسليحيًا وإعلاميًا، أو رحيل العملاء ليعود الشعب القطري لجسده العربي.

5 - المواجهة الفكرية، والإعلامية، للحواضن الإرهابية.

6 - تكاتف مصر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين، لإعادة بناء مؤسسات الدولة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، واستعادة الجيوش الوطنية.

7 – التصدي لمؤامرات شق الصف، بخلق شراكات اقتصادية توقظ القدرات التنموية، لتفريغ مثير الفقر والبطالة من مضمونه، وجبهات سياسية ودبلوماسية رادعة في المحافل الدولية (الموقف الرافض لقرار ترامب بشأن القدس نموذجًا) حيث نجح التنسيق العربي في هزيمة أمريكا دوليًا.

8 – التدخل العربي السريع لدعم جهود مصر الرامية لرأب الصدع الفلسطيني، واستعادة أعمدة الدولة في ليبيا وسوريا والعراق.

ولأنها مصر، التي ستظل في البداية والنهاية، هي عمود الخيمة العربية، وخط الدفاع الأول والأخير في مواجهة عدائيات الأمن القومي العربي، وفي المقدمة منه مطامع الكيان الصهيوني، فإن نجاح ما يمكن أن أسميه استراتيجية (الإيقاظ والإنجاز) في مصر الضامن الوحيد لنجاة العرب.

وتتلخص استراتيجية (الإيقاظ والإنجاز) في:

1 – إيقاظ الوعي العام الشعبي، بطبيعة المخاطر التي تحاك للوطن، والأثمان التي على الشعب دفعها، ومقارنة الكلفة التي يتحملها المواطن الآن في سبيل العبور بالوطن إلى بر الأمان، مقارنة بما يمكن أن يدفعه من أثمان باهظة حال نجاح ما يحاك له.

وقد نجحت الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إيقاظ الوعي العام المصري، ونجح الرهان على الشعب في تحمله لتبعات الإصلاحات الاقتصادية الضرورية للعبور بمصر من عنق الزجاجة، فقد تحمل الشعب قرارات التعويم وتخفيض نسب الدعم على الوقود، بل وموَّل عن طريق الاكتتاب مشروعات قومية، ففشل مخطط محاصرة مصر اقتصاديًا لدفع الشعب لمعاودة الثورة.

2 – لكن النمو السكاني ومطالب الجماهير تتزايد، والقدرة على التحمل في ظل الوعي لا يمكن أن تطول، ومن ثَمَّ يأتي دور الشق الثاني من الاستراتيجية، (الإنجاز)، وتتمثل في ضرورة إنجاز الدولة بخطى سريعة على محاور عدة متوازية، ليشعر المواطن بالراحة التدريجية، ويتحقق ذلك بتنمية قدرات الدولة الشاملة.

وحققت الدولة المصرية نجاحات ملموسة في هذا الشق، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في فترة ولايته الأولى التي قاربت على الانتهاء:

أ - استعادة قوة الدبلوماسية المصرية، فقد تراجعت الدول التي كانت تدعم تنظيم الإخوان الإرهابي واعترفت بشرعية 30 يونيو، وتبوأت مصر السيسي مكانتها، كفاعل رئيسي في القضايا الإقليمية (المصالحة الفلسطينية – دعم إعادة بناء الجيش الليبي- رعاية المصالحة في جنوب السودان..).

ب – استعادة النفوذ الدولي انعكس في شكل نجاحات، في تنويع مصادر تسليح الجيش المصري، وتعظيم قدراته القتالية، عبر طائرات الرافال وناقلات الطائرات والفرقاطات، وتنويع مصادر السلاح من دول عدة، يحرر مصر من ضغوط دولة القضب الواحد ويقلص نسبة التفوق النوعي التكنولوجي للعدو.

ج – قوة الردع العسكرية، توفر درعًا واقية للتنمية الاقتصادية، التي تنوعت بين اكتشافات حقول الغاز وفي مقدمتها حقل "ظهر"، ومشروع توليد الطاقة النووية، وأكبر مشروع بالشرق الأوسط لتوليد الطاقة الشمسية، هذا التنوع في موارد الطاقة يخلق بنية أساسية صلبة تخدم التوسعات الاستثمارية والعمرانية.

د – التوسعات العمرانية شهدت إنجازا كبيرا، بقطع خطوات جادة في بناء العاصمة الإدارية الجديدة، واقتحام ملف العشوائيات والقضاء على أزمة الإسكان بالتوسع العمراني، وشق الطرق وبناء الكباري، كل ذلك يسهم في إعادة رسم الخريطة السكانية، وتفريغ الكثافة السكانية، بما يحقق جودة الحياة، ويقلص الاختناق الذي يستثمره الأعداء.

ه – الأمن القومي، ليس عسكرياً فقط، فهناك الأمن القومي الغذائي، والأمن القومي المائي، وقد شهد هذا المحور تنمية ملحوظة عبر مشروع المليون ونصف المليون فدان، وفي المقابل مشروعات الاستزراع السمكي ومزارع الإنتاج الحيواني.

و – مواجهة مخطط تفريغ سيناء، عبر التنمية، بحفر أنفاق تربط سيناء بالوادي، والبدء في تنمية  محور قناة السويس، وتحقيق نجاحات في قطع رؤوس الأفاعي وذيولها، وما كل ذلك إلا بناء للدولة المصرية وصفعات للعدو الذي فشل حتى الآن في تحقيق مآربه، فها هي مصر تنهض آخذة بأيادي أشقائها.

لذا يتوقع أن يستميت الحلف (الصهيو- أمريكي)، للتأثير في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، للحيلولة دون نجاح الرئيس السيسي في رئاسة مصر لدورة ثانية، في محاولة لوقف بناء الدولة المصرية، والعودة بها لمرحلة الجمود السابقة على 2011.

لكن هيهات، فالوعي استيقظ، وقطار الإنجازات تحرك، والشعب باتت حركته سابقة للمتآمرين بخطوات، فالأثمان الغالية دُفعت من دماء شرفاء الوطن مدنيين وعسكريين.. وما زالت الحرب مستمرة.

هل تعرف الحكاية؟! (١)...الصفعات واستراتيجية تحطيم الأعمدة

هل تعرف الحكاية؟! "2"...الاستنزاف لوقف النمو تمهيدًا لـ"الهدم"

هل تعرف الحكاية؟! (3)... جني الحنضل المر

هل تعرف الحكاية؟! "4" ... مرحلة "السوفت باور" و"رؤوس الأفاعي"

هل تعرف الحكاية؟! "5" .. الخليج والفرس والمرحلة الأخيرة

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز