عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"الممارسات الميكيافيلية" في الاقتصاد!

"الممارسات الميكيافيلية" في الاقتصاد!

بقلم : د. حماد عبدالله

لابد من أن نقدس الكفاءات القادرة في بلادنا على الخروج من أزماتنا إن تقديس الكفاءة هي أهم سمات الحضارة الغربية الحديثة.



ولعل هذا ينطبق على مقولة مهمة وهي "أن كل ما أصبح ممكنا هو بالضروري مرغوب فيه".

ولعل بقراءتنا لنظريات التقدم في بلاد سبقتنا اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا نرى أن الكفاءة هي المعيار الرئيسي والأساسي للتقدم إلى شغل وظيفة إدارية سواء كانت في شركة أو مصنع أو في حكومة على مستوياتها الإدارية المختلفة من مدير قطاع إلى مدير مكتب الوزير إلى الوزير نفسه، ولعلنا قد جربنا ذلك مؤخرا، إن الكفاءة هي التي يمكن أن تقودنا إلى بر الأمان بتكلفة أقل!

ولعل قراءة سريعة في كتاب (الأمير) لميكيافيلي، الذي فيه يرفع لواء الدعوة إلى أن (الغاية تبرر الوسيلة) هي حقًا التفسير الصحيح للرسالة التي حملها هذا الكتاب للأجيال اللاحقة!

إلا أن الواقع الحادث اليوم في كل وكالات الأنباء عن الأحداث العالمية أو الإقليمية أو المحلية، يثبت أن الغاية سواء كانت نبيلة أو مجحفة ليست هي الهدف ولكن الوسيلة التي تتبع هي التي تستحق الدراسة وتستحق العناية من أصحاب القرارات المؤثرة في المجتمعات.

ولعل الكفاءة هنا، من خلال ممارسات "ميكيافيلية" تعطينا مفهومًا آخر، إذ ليس الكفاءة وحدها تهتم وتفتش بهدف النمو والتنمية مع إهمال طبيعة هذه الأشياء التي تجرى تنميتها؟

ولعل هذا يقودنا إلى درس في الاقتصاد يقول إن الاقتصادي لا يتدخل بتقييم الغايات أو الحاجات وتمحيص ملاءمتها أو مشروعيتها أو أخلاقياتها، ليست هذه هي مهمته وإنما مهمته هي تحقيق أكبر كفاءة ممكنه في توزيع الموارد (أي الوسائل) المحددة بين الحاجات أو الغايات غير المحدودة.

فيكفي أن يكون الهدف مطلوبا من بعض الناس ومستعدين لدفع ثمن له، فلا يهم بعد ذلك ما إذا كان جديرا أو غير جدير بالسعي من أجله، ومن الافتراضات الأساسية في نظرية الاستهلاك أن المستهلك يريد دائما المزيد، بصرف النظر عن هذا الذي يريد مزيدًا منه (من كتابات الأستاذ جلال أمين) ولعل تقديس الكفاءة مع إهمال الهدف النهائي منها مثل تمجيد السرعة، بصرف النظر عن طبيعة العمل الذي تؤديه هذه السرعة مضاعفة سرعة المواصلات.

بغض النظر عن جدوى الرحلة أصلًا ومضاعفة كفاءة وسائل الاتصال ونقل المعلومات، أيًا كانت قيمة المعلومات أو محتوى الرسالة التي يجرى توصيلها؟

إن تمجيد الوسيلة على حساب الغاية، يذكرنا بما يقولونه ناقدو الحضارة الغربية، بأنهم قالوا "كل ما أصبح ممكنا هو بالضرورة مرغوب فيه" فإذا كان عبور الأطلنطي في ساعتين بدلا من أربع ساعات قد أصبح ممكنا تكنولوجيا فلا بد أنه جدير بالتطبيق!

إن الكفاءة في بلادنا ومنذ حقب متعددة من الزمن أصبحت لا قيمة لها، حيث اقترنت الاختيارات بأهل الثقة مرة وبأصحاب المصالح مرات وبالمعارف والأقارب والأخوة مليون مرة.. رحم الله أهل الكفاءة في بلادنا!

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز