"شارتر" لمتوسطي الدخل!

بقلم : جورج أنسي

ربما لم تسنح لي الظروف كثيرًا بإستخدام الطيران"العارض" أو ما يسمي في عالم السياحة بـ"الشارتر"،اللهم الإ مرة واحدة- قبل أكثر من 15 عامًا - ويومها قلت بيني وبين نفسي نار الطيران "المنتظم" ولا جنة الطيران "العارض غير المنتظم"(!) وذلك لأسباب كثيرة ترسخت في ذهني وشكلت داخلي قناعة سلبية تجاه هذا النوع من الطيران.

واليوم.. ومع إرتفاع أسعار الرحلات ومع وجود أزمة اقتصادية أثرت كثيرًا على مرتادي السفر للخارج سواء للسياحة أو العمل أو الدراسة، تجد هذا النوع من الطيران -الذي إنتقدته قبل سنوات طويلة- يشكل الآن أملًا وفرصة لهؤلاء الذين يعتبر السفر جزءًا كبير من أولوياتهم بل وأحلامهم، وإن أختلفت التوجهات والرؤي.

الغريب أن الفكرة التي طرحها علينا أحد رجال السياحة المصريين وبدء بالفعل في الخطوات التنفيذية الفعلية لتكون حقيقة تؤتي ثمارها، كانت باستثمار هذا النوع من الطيران "المنبوذ" من الصفوة، ليكون في صالح "متوسطي الدخل"، ليس في مصر وحدها بل وبالنسبة لشعوب دول المنطقة المحيطة بنا.

وفي الطريق إلى قبرص،حكي لنا رجل الأعمال المصري جورج بولس- صاحب شركة تي شوري السياحية- ملخصًا لفكرته في توفير رحلات طيران"شارتر" بطائرات صغيرة – حوالي 50 فرد" أوأكثر- تقوم بنقل مصريين أو أي جنسية أخري للسياحة في قبرص وفي المقابل تعود الرحلة إلى مصر محملة بسائحين منها، وهو أمر لاقي ترحيبًا كبيرًا من القيادة القبرصية السياسية التي قدمت كل التسهيلات الممكنة لإنجاح الفكرة التي ستعود بالنفع على الجميع.

.. يبدو أن هذه الرحلة ستحمل لي الكثير من التفاصيل المثيرة والفريدة في الأيام القليلة المقبلة، ربما تعوضنا أيضا عن جزء من الخسائر التي لحقت بنا من جراء الإرهاب، وبخاصة مع إهتمام المسؤولين على الجانبين-والذين سنلتقيهم قريبًأ من خلال ورشة عمل موسعة ولقاءات خاصة- بهذة الفكرة والخطة الطموحة التي بدء "بولس" في تنفيذها منذ فترة مع دول أخري مثل لبنان وأرمينيا، وهو أيضا بصدد الإتجاه غربًا نحو تونس والمغرب وربما الجزائر- لأول مرة- والتي يعاد إكتشافها سياحيًا وفي نفس الوقت يحمل شعبها عشقًا للمنتجعات السياحية المصرية..وهي كلها أمور تحمل أملًا جديدًا للإنتعاش السياحي ومن ثم الاقتصادي.