عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مطلوب جراجات تحت الشوارع!

مطلوب جراجات تحت الشوارع!

بقلم : د. حماد عبدالله

لا يمكن أن نقارن بين عدد السيارات التي تجرى في شوارع العاصمة الفرنسية (باريس) والسيارات التي تجرى في عاصمة مصر المحروسة (القاهرة)، لا يمكن المقارنة من ناحية جودة السيارات ومطابقتها لموصفات حامية للبيئة وحامية لمستخدمي الطرق سواء كانت سيارة عمرها الافتراضي قد انتهى "وولى" زمانها بزمان أو من ناحية مواصفات السيارة من ناحية الأمن والسلامة التي تشترطها إدارات المرور على أي مركبة حينما تصرح لها وترخص لصاحبها بأن يستخدمها ويطوف بها أرجاء المحروسة كيفما شاء ووقتما شاء وفي أي شارع مهما كان له من أهمية أو تميز!



كذلك لا يمكن مقارنة تلك السيارات التي تجري في شوارع باريس وتلك التي تجري في شوارع القاهرة، من ناحية المناخ، والطرق وإشارات المرور والانضباط إلى حد الصرامة ومنع قائدي بعض السيارات المخالفين من القيادة نهائياَ أو لفترات محددة بالقانون، وهناك متابعة شديدة على كل القرارات التي قد تصدر لحماية مواطنين من مواطنين آخرين أقل انضباطًا أو أكثر تسيبًا!

كما أننا لا نستطيع المقارنة أيضا من ناحية ما هو متوافر في أرجاء العاصمة الفرنسية من (جراجات)، ومحطات للخدمة وكذلك وسائل نقل عام محترمة وليست على شاكلة (الميكروباصات) غير الآدمية في شوارع المحروسة والتي تفعل كيفما شاء سائقها وكيفما أراد صاحبها، وهو في الأغلب الأعم له سلطة ما!

تسمح بكل هذه الفوضى في الشارع المصري، وفى مداخل الطرق المهمة وعلى رؤوس الكباري وسط العاصمة!

ولعلي أسوق هنا لمن يريد أن يتذكر حيث إنني واثق شديد الثقة في أن المعني بهذه المقالة قد زار (باريس) عشرات المرات ورأى (بأم رأس عينه) ماذا فعل الفرنسيون في عاصمتهم وكيف استطاعوا أن يجدوا حلولا لكل مشاكلهم التي هي مشاكلنا بالضبط لا أكثر ولا أقل (تكدس سيارات، مساحات ضيقة، مدينة قديمة) صورة مشابهة تقريبًا وجميلة جدًا للقاهرة الجميلة جدًا (سابقًا) والقبيحة جدًا (حاليًا) حيث تشابهت العاصمتان في فترة من فترات الزمان القديم، لكن للأسف لم نحفظ لعاصمتنا جمالها أو رونقها ولم نعمل على صيانتها وحمايتها أو حتى الدفاع عنها ضد العبث، ضد السيطرة والإجرام الذي يحدث يوميًا من بعض المواطنين!

لقد قامت بلدية باريس بإنشاء جراجات تحت كل الشوارع المهمة مثل شارع (الشانزليزيه) تحت نهر الشارع نفسه، وهناك على أجناب الشارع نرى المصاعد الزجاجية بلافتات تشير للمواطنين إلى أي منطقة من الجراج تحت الأرض يمكن استقلال المصعد للنزول إليها وتحت الميادين العامة أيضا وسط العاصمة كلها جراجات، مصاعد فوق الأرض والميادين لم تلغ بل تعيش فيها الحدائق والتماثيل والنوافير وكذلك الجلسات الخشبية أو الرخامية ليست (رومانسية) لكنها فقط لتهدئة مناخ الشارع وإعطائه لمسة من (الحنو) و(الهدوء) و(السكينة) لمن يريد أن يتأمل جالسًا الحركة في الشارع (الباريسي)!

وطبعًا سنسمع من المسؤول الذي انتهت مواهبه منذ فترة طويلة جدًا وهو ليس له ذنب في ذلك! فالعمر الافتراضي للخدمة العامة والعمل العام له زمن محدد وبعد ذلك يصبح كأنه "لا يرى ولا يسمع" ولا عنده استعداد أن يتكلم، فهو في انتظار (الكارت الأحمر) للخروج من الملعب، سوف نسمع من أين؟ الميزانية لا تسمح ومن أين التمويل؟ والإجابة اسألوا الرئيس "عبد الفتاح السيسي" جاب منين مئات المليارات التي يحدث بها البنية الأساسية للبلد، ربنا يعينك يا ريس!

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز