عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السودان للبيع أم للإيجار؟

السودان للبيع أم للإيجار؟

بقلم : خالد عبد الخالق

المتابع لممارسات النظام السوداني يلاحظ أن التخبط والعشوائية هو المشهد المسيطر على سياسات النظام السوداني وسلوكياته سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، داخليا مأزوم مهدد ومطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ادخل السودان ضمن ثلاث قوائم، قائمة الدول الراعية للإرهاب، قائمة الدول الراعية للاتجار بالبشر، قائمة الدول المناهضة لحقوق المرأة.



أما على الصعيد الخارجي فهو متخبط فقد بوصلة الاتجاه الصحيح، تحالف مع الجماعات الإرهابية منذ أن جاء للحكم عام 1989، صدر الإرهاب للدول المجاورة وكانت مصر من أوائل الدول التي ذاقت مرارة العمليات الإرهابية التي خرجت من أراضيه، ثم تحالف مع ايران وبعد أن اكتشف أن الإيرانيين يستخدمون السودان لمصالحهم فقط قطع علاقاته معهم وأغلق المكاتب والمراكز الشيعية التي انتشرت على أرضه، هو الآن يتحالف مع إثيوبيا ظنًا منه أنه سوف يستفيد من سد النهضة لكن هو سيكون أول الخاسرين والمتضررين خاصة أن الدراسات الفنية أثبتت ان معامل الأمان في السد قليلة جدا 1.5% وفي حالة انهيار السد فإن السودان سوف تغرق وتدمر بالكامل إثيوبيا تستخدمه حتى تحقق أغراضها وبعد ذلك سيكون كمن رجع "بخفي حنين"، الآن يتحالف مع تركيا ويمنحها أراضي وقواعد عسكرية على أراضيه، هو يحاول أن يكسب أي مصالح سياسية أو اقتصادية لكن التجارب السابقة لتحالفات النظام السوداني أثبتت أنه كان دائما الخاسر كل من تحالف معهم حققوا مكاسب من ورائه واستخدموه وكان النظام السوداني هو الخاسر.

مشكلة النظام السوادني أنه كلما زادت الضغوط والمشاكل الداخلية عليه لجأ إلى إثارة المشاكل والقلاقل أو تصدير أزمات وإرهاب إلى دول الجوار، هو المسؤول عن ضياع نصف مساحة السودان، وحتى النصف المتبقي مهدد هو الآخر خاصة إقليم دارفور وكسلا وكردفان، يلجأ إلى التصعيد مع مصر فهو نهج وأسلوب للنظام السوداني، يسعى لإقامة تعاون مع دول الود بينها وبين مصر مفقود، بل يمكن القول أن النظام السوداني يبحث عن أي دولة بينها وبين مصر خلاف ويهرول لها ويفتح بلاده لتلك الدولة بل يبيع كل شبر في السودان من أجل أن تكون تلك الدولة قريبة من مصر جغرافيا مثلما فعل في بيع جزيرة سواكن لتركيا– لأن تفاصيل الاتفاق غير معلنة حتى الآن- ميناء بورسودان هو الآخر أصبح في يد إمارة الإرهاب "قطر".

التناقضات هي السمة المسيطرة على سياسات النظام في السودان ففي الوقت الذي دفع فيه بأبناء السودان إلى أتون الحرب في اليمن وسقط الآلاف في الحرب الدائرة في اليمن وأعلن دعمه للسعودية والإمارات في تلك الحرب؛ وبطبيعة الحال حصل مقابل تلك المشاركة على مليارات الدولارات ناهيك عن رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية الأمريكية التي كانت مفروضة عليه جراء دعمه للإرهاب– نجده بعد ذلك يقترب من قطر ويبتعد عن السعودية والإمارات بل يتحالف مع إمارة الإرهاب ونظام الحميدين، بل إنه استجاب لمطلب قطر وقام بسحب أجزاء من قواته العسكرية الموجودة في اليمن، وفي الوقت الذي توترت فيه العلاقات بين الإمارات والسعودية من جهة وتركيا من جهة أخرى قام النظام السوداني بتدعيم علاقاته ومنح قاعدة عسكرية لتركيا في سواكن وبذلك اختار النظام أن يضع السودان ضمن محور الإرهاب.

النظام السوداني فقد البوصلة لم يعد قادرًا على التمييز بين الشقيق والعدو، موقفة المخزي من قضية سد النهضة آثار التساؤلات، اقترابه من قطر وبعده عن السعودية بالرغم من دور السعودية في رفع العقوبات المفروضة عليه وما قدمته من مساعدات لنظام البشير.

البشير رهن أرض السودان ومشروعات السودان لكل الأطراف الدولية والإقليمية، منح الصين أرض بمشروع الجزيرة نحو مليوني فدان، وهو ما أثار خوف وغضب المزارعين في تلك المنطقة خاصة أن تفاصيل المشروع لم تعلن عنها الحكومة السودانية، ولم يقتصر الأمر على الصين فقط بل منح ملايين الأفدنة لكوريا الجنوبية واليابان وتركيا. ميناء بورسودان سلمه بالكامل لإمارة الإرهاب ولن يكون للسودان أي سلطة أو ولاية عليه، جزيرة سواكن سوف تسلم لتركيا وتكون مقدمة لقاعدة عسكرية تركية. زيارته الأخيرة لروسيا نتج عنها تفاهمات واتفاقات يتم بموجبها إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان، لم يعد للسودانيين شيء من أرض أو سيادة، البشير باع السودان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز