عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نعاني من "أزمة ضمير"!

نعاني من "أزمة ضمير"!

بقلم : د. حماد عبدالله

الحديث اليومي الدائر في دوائر صناع القرار السياسي في البلد، وحديث كل من هو معنى بالموازنة العامة للدولة، وكذلك الدراسات والأفكار التي تدور حول (توجيه الدعم لمسحقيه) وتخفيف العبء على الموازنة العامة، وفى نفس الوقت أحساس المواطنين وخاصة الطبقة الوسطى " وما أدناها "، بالضغوط الاجتماعية لارتفاع سعر الحياة (غلاء المعيشة) أو ظهور طبقات جديدة في المجتمع نتيجة جشع تم ونهب في ظل استرخاء الدولة في سنوات عجاف مر بها الوطن تعدت الثلاث عقود تقريبًا.



كل ذلك يجعلنا نتساءل أين الأزمة؟ هل لدينا (أزمة دعم) ينصب لغير مستحقيه، وتتحمل الموازنة العامة للدولة هذا العبء، أم لدينا (أزمة ضمير).

ولعل ما يمكن أن نتدارسه على (سبل ونظم) توجيه الدعم (أكثر من مائتي مليار جنيه سنوية) لمستحقيه من شعب مصر.

وللخروج من أزمة الدعم وتوجيهه، هو ضرورة معالجة أزمة الضمير لدى البعض من سكان المحروسة ومواطنيها ومسؤوليها فأزمة الضمير تتجلى في مجموعة من الظواهر اليومية في حياة المصريين بدءًا من موظف لا يقوم

بواجبه وأستاذ جامعي لا يذهب إلى كليته ومدرس في مدرسة يعمل على أن يجمع أكبر عدد من طلابه في حلقات تدريس خاصة وفى مهندس لا يقدم أحسن ما تعلمه من تطبيق لمواصفات هندسية في مباني وإنشاءات بطرق وكباري ومواصلات ومقاول لا يتعامل مع ضميره بحياء أثناء تنفيذه لمشروعات عامة أو خاصة وقائدي سيارات متعدين على الانضباط المطلوب على الطريق ومرور عشوائي يتحكم فيه أهل الحظوة – وأهل (البكوات) من المصريين، وخبازين وفرانين لا يتعاملوا بما قسم الله لهم من رزق – بل يسعوا للكسب الحرام من خلال التجارة في المواد المدعومة في إنتاج الخبز وكذلك السماد، والغاز، والمياه التي تباع على أنها مياه آبار وهي مياه صنابير مرفق مياه القاهرة الكبرى الملوث أحيانا بكل أنواع البكتريا المرئية بالعين المجردة، والمميزة برائحة ولها طعم ولون!

أزمة الضمير في الوطن، تزداد كلما كان المواطن بائسًا، ويائسًا، ومحتاج، لزيادة في دخله وهنا يحلل البعض سرقة رغيف العيش للأكل، وبجانب رغيف العيش يحلل سرقة قطعة الجبنة، ثم قطعة اللحم ثم السيارة ثم الفيلا فلا حدود بين سرقة رغيف عيش، وفيلا في الساحل الشمالي مصر تحتاج إلى أن تفيق من أزمة ضمير، قبل أن نفيق من أزمة دعم!

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز