عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحُب

الحُب

بقلم : محسن عبدالستار

الحب هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد يُنظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين المحبين، فالحب من أهم الأمور التي تحيا القلوب بها.



فإذا نظرنا إلى الأديان السماوية نجدها تدعو جميعًا إلى الحب، والبعد عن البغض، وأن يكون الجميع إخوة، والله سبحانه وتعالى، من أسمائه الحسنى: "الودود"، أي المحب.

بداية الحب علاقة، وسميت بذلك لتعلق القلب بالمحبوب، ثم تأتي الإرادة والمقصود بها ميل القلب إلى محبوبه وطلبه له، ثم الصبابة، وهي انصباب القلب إلى المحبوب بحيث لا يملكه، ثم الغرام وهو الحب اللازم للقلب لا يفارقه، ثم الوداد وهو صفو المحبة وخالصها ولبها، ثم الشغف وهو وصول الحب إلى شغاف القلب، ثم العشق وهو الذي يُخاف على صاحبه منه، ثم التتيم وهو التعبد والتذلل، فهو لا يفكر في أحد غير محبوبه فقط، وأعلى درجات الحب هو الخلة، وهي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه، حتى لم يبق موضع لغير المحبوب، وهي لم يصل إليها أحد من البشر غير سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم.

إن من يفكرون بطريقة رومانسية يعتقدون أن علاقة الحب الناجحة، هي التي تتسم بالكمال، ويظنون أن الحب الناجح لا يحتوي على أي خلافات، وأن علاقة الحب بين أي شخصين تقوم على فهم بعضهما البعض، وأن الحب يأتي من النظرة الأولى، وكل تلك الأفكار تنم عن شخصية رومانسية، كما قال الشاعر:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى .. فصادف قلبًا فارغًا فتمكـنـا

فالحب الحقيقي، هو الحب الصادق النابع من القلب، الذي لا تشوبه تداخلات المصالح أو أي أمور أخرى، وهو رغبة الإنسان بوجود من يحب قربه لا أكثر.

ومن علامات الحب الحقيقي ودلالاته، أن تساعد من تحبه على الوقوف عند التعثر.. وتساعده على الفرح عند الحزن.. وتعطيه الأمل عند اليأس.. ثم لا تنتظر المقابل، هكذا يكون الحب الحقيقي!

ويمر الإنسان بعدة تجارب، سلبية وإيجابية في حياته، بعضها يظل راسخًا في الذهن إلى الأبد، ومن بين تلك التجارب الحب الأول واللحظات الأولى مع الحبيب، فقبل الدخول في تجربة الحب الأول يقتصر حب الشخص على أفراد عائلته.

وعندما يكون المحب لديه حبيب يخرج نسبيًا من أنانيته، وينظر إلى نفسه باعتبارها جزءًا من الآخر، الذي يكون في الغالب خارج الأسرة.

وخلص باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية إلى نتيجة مهمة، تفيد بأن أحد أبرز الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بأنه مغمور بالحب ويرسخ ذلك في ذاكرته، الكلام الشاعري والهدايا البسيطة التي يتلقاها من حبيبه.. وخير مثل نذكره للحب الأول الذي يبقى دائمًا قول الشاعر:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ما الحب إلا للحبيب الأول

فالحب ليس له تعريف إلا الحب، فهو حالة انفعالية يحياها الإنسان مع من يحب، وينتج عنه تصرفات وسلوك ومواقف رقيقة تدل على وجوده، وكذلك فعل هذه الأمور ينتج عنها الحب أيضًا..  فيقول الله تعالى: "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى".

كل هذه الأشياء تنطلق من مبدأ واحد، هو أن الإنسان يحسن فن العلاقات، لتصل من القلب إلى القلب، فالحب أساس الحياة.

وتتنوع أنواع الحب وتتشكل ولا حد لأنواعه، فلا يوجد أجمل من حب صادق مبني على أساس الصدق والمحبة والاحترام المتبادل، هذا الحب هو من أروع العلاقات التي تنشأ بين اثنين. فهو عطاء بلا تحفظات ولا حسابات يقابله غالبًا عطاء مماثل- إن لم يزد عليه- من جانب الطرف الآخر.

وختامًا لا يوجد إنسان في هذا الكون يستطيع أن يعيش دون حب، فالحب هو أرقى وأسمى المشاعر، هو الذي يجعلنا نتحمل المصاعب والمشكلات التي تواجهنا في هذه الحياة، فهو ينير حياتنا بابتسامة أمل جميلة كلما تذكرنا من نحب.

فمهما حاولنا إخفاء مشاعر الحب، فلا يمكننا أبدًا أن نستطيع إزالته أو التخلص منه، لأنه شعور نابع من داخل قلوبنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز