عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كل عام وأقباطنا المسيحيين بخير!

كل عام وأقباطنا المسيحيين بخير!

بقلم : د. حماد عبدالله

يحتفل اليوم، السابع من يناير 2018، أقباط مصر المسيحيون بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، عيد الميلاد المجيد، وقد أعطى المصريون القبط المسلمون لإخوتهم القبط المسيحيين التهنئة، والحب والود، والمشاركة، حيث اليوم إجازة رسمية تعم البلاد ويتبادل المصريون التهنئة والمباركة والدعوات بدوام الصحة والعافية، والتفوق، كما يتبادلون الدعاء، بالستر، لتعم نعم الله على كل الأسر والبيوت في مصر الحبيبة، وبالأمس شارك القبط المصريون المسلمون إخوانهم القبط المسيحيين طعام إفطار من الأسماك واللحوم، وكذلك الإفطار من اللبن والبيض والجبن، وكانت الموائد المصرية قد تقاسمت بين المصريين من العنصرين بدعوات ومشاركة وتراحم بين كل أبناء الأمة.



لقد عادت هذه التقاليد القديمة الجميلة حيث يصر البعض على تبادل الزيارات في مثل هذه المناسبات الدينية والتي يحتفى بها المصريون احتفاءً خاصًا مثلما يحدث في عيد الأضحى وعيد الفطر المباركين لدى المصريين القبط المسلمين ومثلما يحدث في الأعياد المشتركة (شم النسيم) وهو العيد المصري الأصيل منذ عهد الفراعنة وقبل ظهور الديانات السماوية المسيحية والإسلام، حيث تزدهر ألوان المزارع والقرى في الريف المصري وعلى ضفاف النيل تحتضن أبناء المصريين من كل الألوان والأطياف ويتنسمون هواء الربيع مع تناولهم مأكولاتهم المصرية الخالصة: البيض "المسلوق الملون" و"الفسيخ" و"الملوحة"، و"السردين المملح" ويتبللون "بالملانة والخس، والجرجير، والفجل، والفلفل الأخضر والخيار والبصل والفول الحراتس والسريس" و"الكرات" "والجعديد" مع الخبز البلدي المخبوز في الأفران البلدية ومنه "المفقع" والملدن، "المشقق" و"الطري".

هذه هي أهم وأبرز أنواع المأكولات المصرية الصميمة، والخاصة جدًا التي يعرفها المصريون فقط سكان وادي النيل التي عاشوا عليها، طيلة ألوف من السنين وتوارثها الأبناء مهما تغيرت الأزمنة وانتقلت الحقب والحضارات ونزلت الرسائل السماوية ليستقبلها المصريون ويذوبون فيها، ويتعايشون مؤمنين بها ويصنعون من خلال صفائها ونقائها وروحانياتها، ثقافتهم، والتي يشعلون بها الدنيا نورًا، وإبهارًا وعلمًا وأدبًا وفنونًا تغزو بها كل أرجاء المعمورة، هكذا كانوا وهكذا هم "المصريون المحدثون" المصريون اليوم ولعل في تسجيلات (دي شابرول) المهندس الشاب المصاحب لحملة نابليون على مصر عام 1798 قد سجل منذ مائتين عامًا وأكثر تقاليد وعادات المصريون في تلك المناسبات الدينية فتفوق في الوصف والتحليل بما يجعلنا حتى اليوم نسمع ونرى ونلمس صدق المشاعر وصدق الانسجام بين عنصري الأمة من قبط مسلمين ومسيحيين منذ أكثر من ألف عام.

لقد كان قرار الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" عام 2003 بأن يكون يوم 7 يناير هو يوم عيد كل المصريين واعتباره يوم إجازة رسمية للدولة هو استكمال للدولة المدنية المصرية التي بدأت مسيرتها المعاصرة عام 1920 والتي دعمت ظهورها وتأكيدها لمدنيتها ثورة كل المصريين عام 1919 حينما اتحد "الهلال مع الصليب" تحت قيادة مصرية لا تنسى للزعيم الراحل سعد زغلول.

إن يوم 7 يناير 2018 يوم عيد للمصريين ندعو الله أن يديم على أمتنا الأعياد وأن يوفقنا لما فيه سلام وازدهار هذا الوطن الجميل وأتذكر مقوله الأنبا شنودة حينما قال "مصر ليس وطن نعيش فيه لكنه وطن يعيش فينا"!

عاشت "مصر" وعاش المصريون إخوة أحباء أصدقاء، أوفياء كل عام وقبط مصر بخير!

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز