عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حلوان والروضة: شرخ في جدار الإنسانية

حلوان والروضة: شرخ في جدار الإنسانية

بقلم : عصام عبد الجواد

الهجوم على كنيسة مار مينا بهذه الطريقة التي تم تصويرها وشاهدها العالم أجمع يؤكد أن هذه الجماعات المتطرفة قد خرجت عن نطاق الإنسانية والبشرية، وهي تقتل من أجل القتل وسفك الدماء، والقاتل لا يفرق بين مسيحي ومسلم، فهو يقتل كل ما يطاله سلاحه، ونفس الأمر حدث في تفجير مسجد الروضة بالعريش الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 305 من الأبرياء منهم شيوخ وأطفال في عمر الزهور غطت دماؤهم وأشلاؤهم أرض المسجد.



وقد أدى التفجير إلى سقوط أجزاء من مئذنة المسجد على الأرض بعد أن كانت عالية في السماء تهتف بشعار الله أكبر وهي لا تكاد تصدق أن الذين فجروها وقتلوا المصلين هم من أبناء جلدتنا يتحدثون بلغتنا ويتوجهون إلى قبلتنا.

لقد سقطت المئذنة مع القتلى والجرحى تشكو إلى الله ظلم الجماعات الإرهابية المتأسلمة.

لقد هدمت الكنائس لتشكو هي الأخرى ظلم المجرم الذي قتل وأصاب الأبرياء الآمنين أثناء الصلاة حتى أصبحت عمليات تفجير دوار العبادة في العالم العربي والإسلامي ظاهرة تحتاج إلى تحليل وتفسير ليس دينيًا فقط بل تحليل نفسي واجتماعي، بعد أن صارت أساسًا لكل الجماعات المتطرفة، خاصة تفجير المساجد التي زادت حدتها في السنوات الأخيرة من قبل الجماعات الإرهابية السنية أو الجماعات الإرهابية الشيعية.

لقد بدأت عمليات تفجير المساجد في العراق منذ عدة سنوات، وتحديدا بعد سقوط العراق وصدام حسين على أيدي ميليشيات الشيعة التي فجّرت مساجد أهل السنة على من فيها، وكانت هدفا أساسيا لهم ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل قامت الجماعات الإرهابية السنية بعمليات تفجير واسعة لمساجد ومراقد الشيعة وأصبح القتلى من الطرفين بالعشرات والمئات وأحيانا بالآلاف في اليوم الواحد .

وتحول الأمر إلى ما يشبه عمليات التطهير العرقي الذي حدث من قبل في البوسنة والهرسك لكنه في هذه المرة تحول إلى تطهير مذهبي.

وقد تطور الأمر ليصبح إلى أسوأ حال في تاريخ البشرية والإسلام، وهو تفجيرات المساجد وقت اكتظاظها بالمصلين فقامت ميليشيات الشيعة بتفجير المساجد في وقت صلاة الجمعة وردت عليها ميليشيات القاعدة وداعش بتفجير المراقد والمساجد الشيعية وقت الاحتفالات بذكرى أأمتهم.

ونفس الشيء حدث في السعودية بعد أن قامت الجماعات الإرهابية بعمليات تفجير لـ6 مساجد في عام واحد، كان أشهرها وأهمها تفجيرًا داخل جراج الطوارئ بالمسجد النبوي، وكذلك حدث في اليمن وفي سوريا وأخيرا في مصر ودور العبادة عموما وهي مكتظة بالمصلين المتطهرين وهم بين يدي الله إلى لعبة في يد تلك الجماعات.

والغريب أن هؤلاء نسوا أو تناسوا أن العرب في الجاهلية قبل الإسلام كانت لديهم من الأخلاق والقيم والمثل العربية ما كان يمنع العربي من أن يقتل غريمه الذي قتل أباه أو ابنه ما دام دخل إلى الكعبة المشرفة، فقد كان يراه أمامه ويستطيع النيل منه فلا يفعل ذلك تعظيما للكعبة المشرفة، وكان العربي يلاقي قاتل أبيه في الأشهر الحرم فلا يقتله، لكن هذه الجماعات الإرهابية تثبت كل يوم أنهم لا دين لهم ولا أخلاق لهم ولا إنسانية لهم، وحتى الحيوانات في البرية لا تفعل ذلك فهم أكثر غباءً وانتهازية من الحيوانات ومن أهل الجاهلية وهم لا يستحقون الحياة.

إن عمليات تفجير كنيسة مار مينا بحلوان وتفجير مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بالعريش تثبيت بالدليل القاطع أن مرتكبي هذه الأحداث ومن على شاكلتهم لا ينتمون للإنسانية بأي شكل من الأشكال، فهم لم يقرأوا القرآن الكريم الذي قال عن الأديان الأخرى بسم الله الرحمن الرحيم (لكم دينكم ولي دين) صدق الله العظيم وأيضا قوله تعالى (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

لقد أحدثت هذه الجماعات شرخا في الإسلام وفي الإنسانية سوف يكتب عنه التاريخ طويلا بلا رحمة على هؤلاء الأوغاد الذين تخلوا عن الحياة وأصبح كل همهم القتل والتدمير وهتك عرض الإنسانية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز