عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المصريون وصناعة الأمل

المصريون وصناعة الأمل

بقلم : محمد يوسف العزيزى

في 2018 كثير من الضباب ينقشع، وكثير من تفاصيل الصورة الغائمة تبدو أكثر وضوحا، وكثير من الأحلام تتحول إلى واقع، وكثير من الهم والغم يتلاشى، وكثير من النقاط المضيئة تشع نورا، وكثير من الخوف يتبدد ويتراجع.. وكثير من الأمل يندفع في شرايين الشعب المصري.



لماذا أنا متفائل إلى هذا الحد؟ الإجابة ببساطة تكمن في بعض الصور والمشاهد التي تمر علي البعض مرور الكرام ولا ينتبهون لها أو يتأملونها قليلا منها على سبيل المثال لا الحصر.

* المصريون شعب لا يعرف الخوف، ويعشق الخطر.. والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى، رأيناها رأي العين في ضباط قوات مسلحة وشرطة لا يهابون الموت ويقدمون عليه كما يقدمون علي الحياة.. يواجهون الرصاص والقنابل بصدورهم، ويأخذون عدوهم وجها لوجه ولو صعدت أرواحهم للسماء، ورأيناها في آخر حادث إرهابي خسيس علي كنيسة مار مينا بحلوان، حيث جسد صلاح الموجي مقولة.. المصري لا يعرف الخوف ويعشق الخطر عندما ألقي بجسده على الإرهابي وهو قاب قوسين أو أدنى من فوهة سلاحه الناري، وكاد يفقد حياته في لحظة، وفي الشيخ طه رفعت إمام المسجد المجاور للكنيسة، عندما هتف في المصلين لنجدة إخوانهم المسيحيين وكنيستهم في صورة واعية ورشيدة لمفهوم المواطنة الحقيقي، وتعاليم الإسلام الوسطي، والمشاعر الإنسانية السامية التي تجمع البشر جميعا دون تفرقة بسبب الدين أو العرق أو الجنس!

* نموذج صلاح الموجي والشيخ طه جسد الاستجابة الواعية للرسالة التي قالها الرئيس.. إن مواجهة الإرهاب بشكل حقيقي ليست قاصرة على الجيش والشرطة، وهي مسؤولية المجتمع كله، لأن مواجهة الإرهاب انتصار لثقافة الحياة علي ثقافة الموت، وأعتقد أن المصريين جميعا فهموا الرسالة بوضوح بينما عز علي البعض من النخبة التي تحولت إلى نكبة فهم الرسالة أو استيعابها ومضوا في غيهم وأصروا على أن مواجهة الإرهاب مسؤولية النظام وحده إلى الحد الذي دفع أحدهم للدفاع عن الإرهابي القاتل، باعتباره أسير حرب له حقوق كاملة ولا يجب إعدامه بحكم محكمة!

* العقل الجمعي المصري كاد يقترب من تحديد بوصلته في المواجهة، وتقديم رؤيته للبناء والتقدم بعد أن اجتاز أصعب الاختبارات في تحمله لفاتورة الإصلاح الاقتصادي الصعبة، وفي قدرته علي التصدي لكل محاولات الفتنة والتفتيت والضغط علي الطائفية، فبينما يري العدو – أي عدو في الداخل أو الخارج – أن ثنائية ( مسلم – مسيحي ) نقطة ضعف يجب استثمارها وتنميتها.. يراها المصريون نقطة قوة ومنصة إطلاق قذاف مكتوب عليها.. الشعب الواحد والوطن والواحد والدم الواحد.. موجهة لكل صاحب غرض وحامل مرض.

في 2018 الشعب المصري يصنع الأمل، الذي يحقق بإذن الله الخير لمصر والمصريين، ويجني ثمار مشروعات في طول البلاد وعرضها قامت بإرادة مصرية خالصة، وفي 2018 تنتهي عزلة سيناء للأبد لتدب فيها حياة متكاملة بعد أن تكتمل أنفاق العبور الجديد، وتعلن أن الأرض التي تجلي الله عليها.. هي أرض مباركة وعصية على عدوها.. المصريون يصنعون الأمل، وسوف يحولون أحلام أعدائهم إلى كوابيس طالما على قلب رجل واحد من أجل مصر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز