عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا تخشى من هواجسك

لا تخشى من هواجسك

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

كل إنسان في الحياة مُعرض لأن تنتابه الكثير من الهواجس والمشاعر والأحاسيس السلبية، وأن تُسيطر عليه في إحدى الفترات الانفعالات غير المنطقية أو المُبررة، ويظن حينها، إما أنه على وشك الخلل النفسي أو العقلي، وإما أن الحياة قد فقدت كل معنى أو جدوى لها، وكل هذا منطقي للغاية، فمُنغضات الحياة كفيلة بأن تضع الإنسان في هذه القولبة من آن لآخر.



لكن للأسف، الإنسان عادةً لا يُدرك ذلك، ويظن أن المشكلة تكمن في شخصه، ويظل يتصارع مع نفسه، ومع الحياة، لدرجة تُزيد من إرهاقه النفسي والعصبي؛ مما يُطيل هذه الفترة، ويزيد الأمر سوءًا، ولكن الأحرى به أن يبتعد لفترة عن كل ما هو مُؤثر فيه؛ حتى يستطيع ترتيب حساباته، والأهم من ذلك أن يُؤمن بأن هذه المرحلة لا بد من وُجودها، مثل مرحلة السعادة والرضا الشديدين، ويتيقن من أنه سيمر منها، مادام يبتعد عن أسبابها بقدر الإمكان.

فنحن مشكلتنا، أننا عندما تأتينا هذه الهواجس، نظن أنها نهاية المطاف، ولا ننظر إلى ما هو أبعد من أفكارنا، ونظل محبوسين داخل أفكارنا وهواجسنا، وهكذا نبتعد عن حل المشكلة، فلو أننا تعاملنا مع جهازنا العصبي، مثل تعاملنا مع بقية أجهزة جسدنا، على أنه مُعرض للاعتلال من وقت لآخر، وأنه يحتاج إلى الراحة والسكون، فهنا فقط، سيستعيد نشاطه، ويكون على أتم الاستعداد لمزاولة نشاطه من جديد، ولكن للأسف، الإنسان لا يهتم إلا بكل ما هو مادي ملموس، أما غير ذلك من الأشياء، فتظل داخل دائرتها المُبهمة.

فالهواجس والاضطرابات المزاجية هي أعراض، مثل الصُداع واضطرابات المعدة، والأنفلونزا، تأخذ وقتها، وتزول بالراحة، والهدوء والسكينة، والبعد عن أسبابها. وهكذا، فلكل شيء علاج، والعلاج ليس بالضرورة أن يكون مُسكنات أو حُقن أو مُضادات حيوية، فيُمكن أن يكون في كتاب نقرأه، أو صلاة نخشع فيها، أو تَحَدُّث مع إنسان مُخلص ومُثقف، فمهما زادت هواجسك، قطعًا سيأتي يوم أو لحظة ما، وتزول وتتلاشى تمامًا، فلا تخشى من هواجسك.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز