عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ندرة العمالة في "مصر"!

ندرة العمالة في "مصر"!

بقلم : د. حماد عبدالله

من واقع الحياة التي نمارسها في المحروسة، نجد أشياء متضادة غير متوافقة وغير ملتقية في نقطة، كما قضبان القطار خطوط متوازية لا نهائية، وعلى سبيل المثال لا الحصر البطالة في مصر شيء وهمي، شيء غير ملموس وغير مقنع لأي متعامل في السوق المصرية (سوق العمل) بأي مؤشر من مؤشرات إحصائية عن حجم البطالة في مصر، فنحن نعلن في الجرائد ذات الصفة المهمة في النشر عن وظائف خالية يأتي إلى الإعلان بمن يرغبون في تحسين وظائفهم، وحينما نعلن عن مناقصات بين مقاولين لا يتقدم أحد وحينما نسأل بعض الشركات المتخصصة في المقاولات تكون الشكوى عدم وجود قوى بشرية كافية في كل المجالات، سواء كانت فنية أو حتى (عمالة قوى) أي بدون فن وبدون حرفة هناك نقص في عدد الراغبين في العمل، ولعل الإعلان الراقي الذي تبثه أجهزة الإعلام، والتي ترعاه وتتبناه مؤسسة اتحاد الصناعات المصرية هو خير دليل على أن البطالة في مصر هي رغبة لصاحبها ألا يعمل وأن يعود (لماما نونة) في البيت ليجد (الفتة) وطبعاً في هذه الحالة اللي يلاقى (دلع) (وما يدلعش) حقه جهنم وبئس المصير!



هكذا أصبحنا وهكذا أصبح حال أغلب شباب مصر لا يريدون العمل، وإذا أرادوا العمل فلازم يبقي بجانب حجرة النوم أو على الأكثر بجانب(الكافيه) اللي بسلامته بيقعد عليه مع "سوسو" صاحبه بعد (الهارد داى) في النادي أو في الشارع مع زملاء الغفلة، ولندرة العمالة الفنية في الكهرباء أو السيراميك أو نجارة أو النقاشة أو البياض أو خلافه، فإن سوق العمل في مصر افتقر إلى أصول المهنة في هذه الحرف الشعبية المصرية الأصل والمنبع، فمصر هي أم البناءين في العالم العربي كله بلا منازع وبلا جدال، ولكن كان ذلك بالأمس. أما اليوم فللأسف الشديد الثورة العقارية التي اجتاحت دول الخليج وكذلك "مصر"، جعلت المعروض من الفنيين والمتخصصين أقل بكثير جداً من الطلب عليهم، وبالتالي فضل هؤلاء الأخوة السفر إلى الخليج لأسباب كثيرة أهمها السعر والأجر والمقابل للغربة، وبالطبع افتقرت المحروسة لهذه الفئات المهمة جداً لعصب الحياة الاقتصادية المصرية، وهي العمران والعقارات وفى اتصال مع زميلي المهندس "إسماعيل السيد"، وهو أحد كبار المستثمرين في القري السياحية بمدينة الغردقة أخذ يشكوا من العمالة الفنية حيث إنه يخوض عملية توسع في قريته وبالتالي اصطدم باحتياجاته لمركبي السيراميك والسباكين وخلافه، وحيث إنه مقاول قديم سابقاً ونسي المهنة بعد أن أصبح مستثمرا كبيرا أخذ يسترجع الماضي أيام كان هؤلاء الفنيين على القهاوي لكي (يبيت عليهم) بخمسة جنيه هذا كلام من الماضي أصبح شيئا حينما يحكي يضحك له العامة والخاصة!

وأمام كل هذه الأحداث نجد أن هناك من يبكي ويلطم وينادي (الحقونا) عندنا بطالة آسف عندنا بلطجة! عندنا ناس، مش عايزة تشتغل عندنا ناس لابد من تعديل وتحويل اهتماماتهم، عندنا فشل في التعليم الفني والتعليم العالي، عندنا سوق عمل في أشد الاحتياج لعمالة، لكن للأسف غير موجود طلب "الزبون"، في الحقيقة أننا لا نعاني من بطالة حقيقية ولكننا نعاني من سوء إدارة في مراكز التعليم على كل المستويات، ونعاني من "بلطجة" في سلوك الذين لا يعملون بإرادتهم!

ونعاني من معاملة (ماما نونو) لأولادها في البيت المصري!

  Hammad [email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز