حركات شائنة!

بقلم : جورج أنسي

وقع الاتحاد المصري لكرة القدم عقوبة جديدة على الكابتن حسام حسن، المدير الفني للنادي المصري البورسعيدي، بإيقافه ٤ مباريات وتغريمه ٢٠ ألف جنيه، على أثر قيامه بفعل "حركات شائنة"، التقطها مخرج المباراة له في أعقاب فوز فريقه على نادي بتروجت بنتيجة ٢/١ في المباراة التي جمعتهما مؤخرا باستاد الجيش ببرج العرب ضمن منافسات الأسبوع ١٩ من الدوري المحلي.

وإذا كان من حق اتحاد اللعبة أن يبسط سيطرته ويفعل قوانينه في مواجهة أي خروقات للنظام واللوائح؛ فإن المثير في الأمر أن هناك الكثير من اللاعبين الأجانب المحترفين في الدوري المحلي قد فعلوا ذلك مرارًا وتكرارًا في مناسبات عدة، دون أن يخرج علينا أحد من الاتحاد ولو بلفت النظر إلى هذه الحركة غير اللائقة الشائنة والتحذير من مغبة فعلها!

ليس هناك شك في أن التوأم حسن كثيرًا ما خرجا عن شعورهما في مناسبات مختلفة، سواء عندما كانا يلعبان وحتى بعد اختيارهما مجال التدريب كمهنة لهما بعد الاعتزال، إلا أن حالة التربص والكيل بمكيالين من جانب اتحاد الكرة لا تعطي مؤشرًا جيدًا للطريقة التي يتم بها توقيع العقوبات والجزاءات، خاصة أن هذه الحركة تحديدًا يتم تفسيرها بأكثر من طريقة!

على أرض الواقع فإنني قد شهدت هذه (الحركة) في منطقة الخليج العربي تحديدًا ومنذ أكثر من ٣٠ سنة، وكانت بالفعل- ولا تزال- ذات مدلول جنسي سيئ، وربما كانت وسيلة للسب والإهانة يقوم فاعلها بسب من يوجهها إليه، لكن في واقعة حسام حسن فإنه عمليًا لم يقم بها لشخص محدد بل فعلها في المطلق، كما أنها- فعليا- تم عملها من جانب لاعبين آخرين ولم يلتفت إليها أحد.

وأيضا فإنه من المفترض أن يقوم الاتحاد المصري بتحديد (كتالوج) توضيحي "للحركات الشائنة" المفهومة تمامًا من جانب جماهير الشعب المصري والتي تندرج تحت بند "قلة الأدب وغير اللائقة" وذلك حسمًا للجدل وإظهارًا للعدالة في تطبيق القانون والعقوبات بمكيال واحد لا يتغير، أما هذا العبث والتربص من جانب بعض المسؤولين في الاتحاد أو حتى من جانب مخرج المباراة، فإن ذلك يضر بجميع عناصر اللعبة.

بقيت نقطة أخيرة وهي أن حسام حسن فعل حركة مشابهة في نهائيات الأمم الإفريقية ببوركينا فاسو قبل ٢٠ عامًا بالتمام والكمال، ولم تلفت وقتها انتباه اللجنة المنظمة، وربما التفسير الجنسي الوحيد لهذه الحركة أنها مرتبطة بمنطقتنا العربية وبالتالي فهي تتمتع بالصفة "المحلية" وليست عالمية!