عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
‮ ‬حب لا يموت‮ : ‬وداعا‮ (‬البوسطجي‮) ‬صبري‮ ‬موسي‮ ‬

‮ ‬حب لا يموت‮ : ‬وداعا‮ (‬البوسطجي‮) ‬صبري‮ ‬موسي‮ ‬

بقلم : جميل كراس

‮ ‬رأيته لأول وهلة وجها طيبا وبشوشا وأكاد أن أسمع له صوتا عاليا وأنا بطبيعتي الخجل أخشي الاقتراب منه أو أكلمه،‮ ‬وكلما حاولت ذلك أخذتني الرهبة والخوف‮ ‬غير أنه بادرني‮  ‬ذات مرة قائلا‮: ‬اسمك إيه‮! ‬وهل أنت تعمل معنا في‮ (‬صباح الخير)؟‮.‬
‮ ‬ويومها فرحت جدا وانفتحت أساريري معه وأجبت أنني أعمل صحفيا تحت التمرين وأمطرني بوابل من الإرشادات والنصائح المفيدة‮.. ‬فكم كنت أتوق إليه وأقترب لأتحدث معه كلما سمح وقته بذلك،‮ ‬وكان ذلك‮  ‬في بداية عصر الثمانينيات،‮ ‬وبعد أن انجذبت لهدوئه الشديد ورزانته في التعامل مع الآخرين ولدرجة أنني لم أكن أسمع صوته بوضوح،‮  ‬فليس في نبرة صوته أي حدة أو ضجيج إنما تميز‮  ‬بصوته الخفيض ثم توطدت العلاقة بيننا كزملاء أو بين أخ أكبر لشقيقه الأصغر،‮ ‬ويوم بعد الآخر اقتربت منه،‮ ‬وجلست معه في مكتبه الأنيق وساعتها وجدت نفسي مع نهر فياض من المشاعر الإنسانية المتدفقة،‮ ‬وحب لا ينتهي وحوارات متعددة في مناحي الحياة وبشرط ألا أراه مشغولا داخل مكتبه،‮ ‬وهنا لابد أن أقر وأعترف بأني استفدت كثيرا من توجيهاته ونصائحه التي مازلت أحتفظ بها لنفسي كثيرا ثم تطرق الكلام فيما بيننا عن ذلك الباب الإنساني الرائع والجميل الذي كان يحمل عنوان‮ (‬نادي القلوب الوحيدة‮)‬،‮ ‬وهو الذي تفاعل فيه مع القراء ونستعرض معهم مشاعرهم وأحاسيسهم ومحاولة البحث عن حلول لمشاكلهم،‮ ‬وكانت تشاركه في ذات المعني الأستاذة‮  ‬الزميلة الرائعة‮ (‬زينب صادق‮) ‬متعها الله بالصحة والعافية وطول العمر وكان الشعار متوهجا بكل المشاعر الفياضة وهو‮ (‬المشاركة هي ما نحتاج إليه كي نشعر بإنسانيتنا‮) ‬وهكذا عشنا وأيضا تعلمنا من ذلك الجيل الذهبي للمجلة ولا يستطيع الزمن أن يمحو هذه الصفحات أو أعماله الروائية التي لا تنتهي وأذكر منها ذلك الفيلم الذي‮ ‬أعتبره إحدي وثائق‮  ‬السينما المصرية في تاريخها،‮ ‬وهو فيلم‮ (‬البوسطجي‮) ‬إحدي الروائع ومن تراث السينما المصرية في الزمن الجميل ولدرجة أنني لا أصاب بأي ملل كلما شاهدت هذا الفيلم الرائع أكثر من مرة في أوقات‮  ‬متقاربة ولبراعة صاحبه والسيناريو،‮  ‬وتوغله في عمق‮  ‬الصعيد المصري‮ ‬بعاداته وتقاليده التي لا تتوقف‮. ‬
 • إن هذا القلب الذي توقف سوف يظل بالنسبة لنا ينبض بالحب وبأعماله التي‮ ‬لا‮ ‬يمحوها الزمن مهما طال‮..‬
 •  فوداعا الأستاذ والزميل والأخ الأكبر‮ (‬صبري موسي‮) ‬وكل العزاء للزميلة الفاضلة‮ (‬أنس الوجود رضوان‮) ‬زوجة الراحل الجميل وألهم الله الأسرة الصبر والسلوان وأسكنه فسيح جناته‮ (‬وإنا لله وإنا إليه راجعون‮).‬



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز