عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سنة الإخوان السوداء

سنة الإخوان السوداء

بقلم : عيسى جاد الكريم

في بداية فبراير 2013 كنت أحضر أحد المؤتمرات الدولية في الأقصر، ومن حواراتي مع الوفود المشاركة من مختلف الدول العربية والذين كانوا هم السائحين الوحيدين تقريبا في الأقصر.



شعرت بحالة الكآبة والخوف على مستقبل مصر من استمرار حكم الإخوان لمصر.

معظم من قابلتهم كانوا يرون أنه لن تقوم مصر من أزمتها إلا بالخلاص من الإخوان، كنت معتادًا من سنة لأخرى كل شتاء زيارة الأقصر والتجوال في أسواقها وشوارعها وزيارة متاحفها ومصاحبة أهلها، حتى إنني كنت أجلس في بازارات ومقاهي أصدقاء لي أشاهد الود بينهم و بين السائحين الذين يعشقون مصر وحركة السائحين التي لا تنقطع، كل لغات العالم وأجناسها تزور الأقصر، في هذا العام كانت الأسواق شبه خالية حتى إن أصحاب البازارات والبائعين جلسوا يلعبون الطاولة أمام دكاكينهم في مشهد لا يتكرر أبدا.

كان هذا المشهد كاشفًا عن أن السياحة توقفت ولا يوجد زائرون، وبينما نحن في المؤتمر جاءنا خبر سحل المواطن حمادة صابر أمام قصر الاتحادية، الذي تناقلته جميع وسائل الإعلام العالمية وقتها، بعد احتجاجات للمواطنين اعتراضًا على الإعلان الدستوري الذي صاغه مرسي ورفاقه، لتصبح جميع السلطات في يديه هو وجماعته، وكأنه إعلان منهم أنهم يريدون أن يمتلكوا مصر وشعبها، حتى خرجت تصريحات من بعض أفراد الجماعة، إنهم لن يتركوا حكم مصر بعد 500 سنة، وما تبع ذلك من احتجاجات واعتصامات للناس على دستور المعزول مرسي وحاشيته.

كتبت مقالًا وقتها انتقد الإعلان الدستوري الإخواني، فما كان من حواري الإخوان وأتباعهم الهاربين الآن في تركيا، إلا أن هاجموني وقتها وحرّضوا عليّ لجانهم الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي وقال أحدهم في معرض تحريضه ضدي "شوفوا ده صحفي بياخد مرتبه مننا وينتقدنا" في إشارة إلى أن روزاليوسف هي مؤسسة قومية مملوكة للدولة وكأنهم  أصبحوا هم الدولة وهم ملاكها.

ومن المشاهد التي عايشتها بنفسي أنني كنت ذاهبًا لإجراء حوار مع أحد وزراء المجموعة الاقتصادية، وكنت قد سبق وحددت ميعادًا له، فذهبت فلم أجد الوزير موجودًا، فأخبروني في السكرتارية أنه علي أن أنتظر في الاستراحة حتى يأتي من اجتماع مجلس الوزراء، ذهبت للجلوس في الاستراحة فوجدت محاميًا إخوانيًا شهيرًا ورجل أعمال أعرفه شخصيًا من تجار الجلود الكبار يجلسون قبلي وكان وقتها هناك قرار منذ حكومة نظيف بمنع تصدير الجلود الخام للخارج، جاء الوزير ودخل الضيفان قبلي لمكتب الوزير لأنهما كانا منتظرين من قبلي، وما كان الوزير إلا أن طلبني ليعتذر على التأخير وطلب مني الانتظار إلى طاولة اجتماع كانت بمكتبه وأمامه جلس رجل الأعمال والمحامي الإخواني الذي تغير لونه وظهر الارتباك واضحًا عندما عرف أنني صحفي، فلا يفصلني بينه وبين حواره مع الوزير إلا أمتار وما هي إلا دقائق وكان الوزير قد وقّع على الطلب وقام المحامي فحضن الوزير وقبّل يديه وكتفه، في إشارة إلى أنه حصل على الاستثناء الذي يريده.

هؤلاء هم من كانوا يحكموننا أيام الإخوان الذين كانوا يدعون أنهم بتوع ربنا، انتهازية واستحواذ على السلطة للأهل والعشيرة حتى إنهم عينوا عادل الخياط أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية التي ارتكبت مذبحة الأقصر الشهيرة بحق السياح محافظا للأقصر، وكأنهم يعلنون أنهم يكافئون حلفاءهم من الجماعات الإرهابية.

كان المشهد قاتمًا ومظاهر ضرب وتكسير وربط وتعذيب المصريين الذين اعتصموا احتجاجا ضد مرسي أمام الاتحادية على يد الإخوان وحلفائهم من الجماعات الإرهابية تنبئ وتؤكد فاشية الجماعة التي لن تقبل أن يعارضها أحد وستستخدم القوة في البطش به، ولولا أن الجيش المصري العظيم والشرطة المصرية رفضتا أن يتم استخدامهما كأداة للبطش بالشعب لكان المشهد مأسويًا في مواجهة الملايين التي خرجت في ثورة 30 يونيو للاحتجاج على الإخوان والمطالبة بعزلهم وهذا ما تم بإرادة مصرية من جموع الشعب وسياسية.

زرت الأقصر بعد عزل الإخوان ومرسي بعام، وسألت صاحب بازار سياحي كيف الحال الآن؟ وماذا تقول عن العام الذي حكم فيه مرسي والإخوان؟ وقال عبارته الحاسمة "سنة مرسي عايز أقصها من شريط حياتي، سنة كأنها سنة مش موجودة في التاريخ" سنة شهدت تراجعًا لمصر وكلمتها حتى علا صوت المصريين وارتفع ليعلن أن الأمة المصرية لن تنكسر، وستواجه بالروح والدم الحرب ضدها، وقد أثبتت الأيام منذ عزل الإخوان أننا أمة قوية فأرواح الشهداء من الجيش والشرطة الذين سقطوا نتيجة إرهاب جماعة الإخوان الإرهابية أتباعهم لم تذهب أرواحهم هباء، فالتعمير في كل مكان وسيناء تمتد لها شرايين الحياة.

نعيد التذكير: لمن يتناسوا أن مئات الشهداء فقدناهم بسبب الأعمال الإرهابية لهذه الجماعة، فمن يتحالف معهم أو يتعاطف فهو شريك في جرائمهم ولن يسمح المصريين أن يعود الإخوان لحكم مصر حتى لو تنكروا في زي أشخاص آخرين فكما أفشلنا مخططاتهم ودمرنا ما روجوا من شائعات فإننا سنسقط كل من يحاول أن يعود بهم للمشهد في مصر مرة أخرى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز