أيمن عبد المجيد
هلاوس ماكين أسير فيتنام والإخوان
بقلم : أيمن عبد المجيد
الهلوسة في علم النفس هي: تخيلات يظنُّها الإنسان وقائع، في حين أنها اختلاق ذهنيّ مرضيّ ينتج عن اختلال عقلي، أو نتيجة لإدمان المخدِّرات.
وهلوس الشخصُ: ذكّر أشياء خياليّة بسبب مخدِّر أو مرض، هلوسَ يهلوس، هلوسةً، فهو مُهلوِس.
لا شك في أن جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، يعاني هلاوس، فالرجل بلغ من الكبر عتيًا، 82 عامًا، تلك الحياة الممتدة شهدت انتكاسات كبيرة وصفعات قوية أثرت على حالته النفسية، فبات يبحث عن الشعارات وصدام التصريحات الناجمة عن خيالاته وحده ليقول: أنا موجود.
فقد مني ماكين بهزائم ساحقة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حاول ماكين الترشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2000، ولكنه خسر السباق أمام جورج بوش الابن. وهزمه باراك أوباما عام 2008، في انتخابات الرئاسة، فالرجل الحالم بكرسي الرئاسة بات أقرب للمقابر منه لكرسي الحكم، فتقمص دور حامي حمى الديمقراطية بالشرق الأوسط.
ماكين أحد أبرز السياسيين الأمريكان المؤيدين بقوة لاحتلال العراق، بل طالب بزيادة عدد القوات الأمريكية بها، فهو أحد أبرز سلالة رعاة البقر ناهبي ثروات الدول.
للحق جون ماكين مستحق للشفقة، فالرجل ذاق في حياته مرارة القهر والذل، لمدة خمس سنوات قضاها، أسيرًا في قبضة جيش التحرير الفيتنامي، فقد ذهب ماكين مع قوات الغزو الأمريكية، لكنه فشل في ميدان القتال وسقط أسيرًا.
عاد ماكين لأمريكا، يعاني اضطرابات سنوات الأسر، فحل ضيفًا على وسائل الإعلام يروي قصص الحرب والأسر، فاستثمر الفشل للانتشار والالتحاق بالعمل السياسي.
خرج ماكين علينا ببيان يردد فيه هلاوس عما أسماه بالقمع في مصر، مدافعًا عن الفريق سامي عنان المتهم بجرائم تزوير وتحريض على الجيش، وخوض العمل السياسي بدون إذن القوات المسلحة، فالرجل قيد الاستدعاء.
هلاوس ماكين لابد أنها ناجمة عن إدمان مخدر تنظيم الإخوان الإرهابي، فالرجل متأثر بهم وكثيرًا ما أدلى بتصريحات الشكر لهم، والتقى خيرت الشاطر عقب ثورة 25 يناير.
عنان كان يعلم أنه مخالف للقوانين العسكرية، ولا أدل من حديثه هو ذاته في الفيديو الذي أعلن فيه نيته الترشح، فقد قال نصًا: "أعلن أنني عقدت العزم على تقديم أوراق ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية.. فور استيفائي إجراءات لابد لي كرئيس أسبق لأركان القوات المسلحة المصرية، وفقًا للقوانين والنظم العسكرية".
والقوانين والنظم العسكرية أيها الأسير الأسبق ماكين، تنص على ضرورة الحصول على إذن سابق على الانخراط في العمل السياسي، لمن هم على قوة الاستدعاء، ومن ثم فإن ما نقله إليك عناصر الإخوان الإرهابية التي راهنت معها على عنان، ما هي إلا هلاوس تناقض الواقع، فما حدث أيها الأسير السابق، تفعيل للقوانين، وليس اعتقالًا أو قمعًا.
إنه من الغريب أن يتحرر ماكين من أسر القوات الفتنامية، ليقع في أسر الأكاذيب الإخوانية، والأطرف أن يتحدث عن ثورة 25 يناير في بيان الهلاوس الذي بثه اليوم.
ثورة يناير أيها الأسير، هي ثورة شعب مصر الذي خرج مطالبًا بإصلاح نظام الحكم، بينما عملائكم الإرهابيين نفذوا مخططكم الذي استهدف هدم الدولة ومؤسساتها، لكن شعب مصر الذكي كشف المؤامرة، وأسقط عملاءكم بعد عام واحد من وصولهم سُدة الحكم.
وستنالون حتمًا صفعة أخرى كتلك التي تلقيتوها في ثورة تصحيح المسار 30 يونيو، فانتظروها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الشعب المصري سيختار رئيسه لاستكمال بناء الدولة الحديثة.
فقد شهدت الأربع سنوات الماضية تنمية القوة الشاملة لمصر، ولعلك تفيق للحظات من هلاوسك، أو تتحرر من أسر دعاية الإخوان الكاذبة، لتشاهد تنوع مصادر السلاح وتنامي قوة مصر العسكرية، وإذا ما دققت ستشاهد التوسع في البنية التحتية، ومصادر الطاقة المتنوعة بين البترولية والشمسية والنووية، وإذا ما عدت لرشدك سترى سياسات العدالة الاجتماعية، وسترى شعارات ثورة يناير تتحقق الآن واقعيًا، عيش حرية عدالة اجتماعية.
شعب مصر يا ماكين لا ينتظر منك تذكيره بثورته، بل نحن من نذكرك بصفعة ثورة 30 يونيو التي دوت على وجوهكم، وأحبطت مخططاتكم، ونذكركم أيضًا بأن شعب مصر سيرد عليكم - إن شاء الله - في انتخابات الرئاسة المقبلة لمواصلة البناء والتعمير واستكمال تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
حسنًا فعلت الخارجية المصرية بسرعة الرد على المتحرر من أسر فتنام، الساقط في مستنقع أكاذيب الإخوان.
جوجل نيوز
