عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"يناير" بعد سبع عجاف

"يناير" بعد سبع عجاف

بقلم : محمود حبسة

مر أمس الأول- الخميس- العيد السابع لثورة 25 يناير، في العيد السابع لثورة يناير نستطيع أن نقول أن إشكاليات عديدة تم حلها وخلافات عقيمة على المستويات المختلفة تم تجاوزها، في 25 يناير 2018 نستطيع أن نؤكد أن "يناير" لم تعد ساحة لجدل وخلاف عقيم بين الثوار ومؤسسات الدولة، لم يعد هناك محل للإعراب للسؤال العقيم هل 25 يناير عيد للثورة أم عيد لوزارة الداخلية ومؤسسات الدولة؟! وكذلك السؤال العبثي: هل فعلا الدولة تؤمن بثورة يناير وتنظر إليها بعين الاعتبار والتقدير؟ لا سيما بعد ما اعتبرته الدولة عيدا قوميا وإجازة رسمية، وأكدت خطب الرئيس المتتالية تقديره للثورة ومكانتها.



كما أصبح من قبيل الثرثرة والجدل السوفسطائي والالتفاف على الواقع ومفرداته أن يسأل البعض: هل كانت "يناير" ثورة من الأساس أم أنها مؤامرة استهدفت أمن مصر والنيل من استقرارها؟

اليوم وبعد مرور 7 سنوات على ثورة يناير كانت بمثابة فترة الاختبار تكشف خلالها العديد والعديد من الحقائق وسقطت الأقنعة عن عدد كبير من الوجوه فظهرت على حقيقتها، وسقطت معها دعوات للتأليب والتشكيك والتهييج وإثارة الفوضى والبلبلة وفشلت كل المخططات والمؤامرات لتبقى مصر قوية مستقرة قادرة على النهوض والتحدي، ولذا نقول وبملء الفم أن يناير كانت ثورة بل واحدة من أشرف وأعظم الثورات في تاريخ مصر رغم محاولة الإخوان سرقتها ورغم محاولة البعض الآخر استغلالها في تحقيق أهداف خاصة دنيئة، يناير كانت الثورة التي دفعت مصر إلى الأمام ووضعتها على الطريق الصحيح لكي تكون مصر الحديثة مصر الحلم مصر الأفضل في كل شيء.

25 يناير أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه سيبقى دوما ودائما يوما من أيام مصر الكبار، فكما كان يوما خالدا في تاريخ وزارة الداخلية وجهاز الشرطة شاهدا على مدى وطنية رجاله ومدى بسالتهم في الدفاع عن وطنهم وشرف مهنتهم وصدق انتمائهم لمصر وعدم الانصياع لأي محتل مهما كانت قوته وغطرسته، فقد أكد أيضا أنه سيبقى شاهدا على تطلع المصريين للحرية والتقدم والرخاء، ودليلا دامغا على قوة وصلابة إرادتهم، ولا خلاف بين الأمرين فقد وحد 25 يناير بين كل المصريين سواء مدنيين أو أبناء الجهاز الشرطي، حيث أكد بما لا يدع مجالا للشك أن كلاهم مصريون يرفضون الاستسلام والخنوع.

يأتي 25 يناير هذا العام ليؤكد أن يناير كانت ثورة بكل المقاييس وليست مؤامرة، ثورة شارك فيها كل أطياف الشعب المصري على "التنبلة" واستخفاف النظام السياسي بمقدرات وقدرات المصريين وأحلامهم وطموحاتهم، وما تشهده مؤسسات الدولة هذه الأيام بعد السنوات السبع العجاف يؤكد أن يناير كانت ثورة تستحق تضحيات الشهداء وصولا إلى هذه اللحظة المهمة في تاريخ مصر، اللحظة التي تعمل فيها كل مؤسسات الدولة كخلية نحل كل الوزارات والقطاعات المختلفة من الزراعة إلى الصناعة ومن الإسكان إلى الصحة ومن الداخلية إلى الدفاع ومن الاستثمار إلى التخطيط ومن العمل إلى الهجرة ومن الكهرباء والطاقة إلى التموين ومن الآثار إلى السياحة ومن البترول والثروة المعدنية إلى الري والموارد المائية ومن التضامن الاجتماعي إلى الخارجية ومن العدل إلى المالية ومن التربية والتعليم إلى التعليم العالي، جميع الوزارات في حالة أشبه بخلية نحل، الكل يعمل والكل يلتزم بتنفيذ جدول زمني لتعليمات وخطط ورؤى تم الاتفاق عليها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة بناء مصر الحديثة، حالة تشهد عليها وتؤكدها بوضح تلك المشروعات والخطط التي يتم تنفيذها في مختلف المجالات والقطاعات بشكل لم يسبق له مثيل رغم كل الصعاب والمعوقات.

يناير إذن كانت ثورة فهي التي أوصلتنا لهذه الحالة هي من قادت إلى يونيو فلو لم تكن يناير لما كانت ثورة يونيو فكلاهما من معين واحد ويعبران عن معدن واحد هو معدن المصريين، لم تكن إذن حدثا عابرا في تاريخ مصر ولم تكن نتاج مؤامرة بل لحظة فارقة ونقطة تحول في مسارها شارك فيها كل فئات الشعب ومعهم بلا شك مؤسسات الدولة والشاهد على ذلك أن المؤسسة العسكرية كانت في طليعة مؤسسات الدولة في تفهم مطالب الثوار التي عبرت عن مطالب كل المصريين في حياة كريمة ولذا ساندت الثورة وأيدتها، كما أيدت وزارة الداخلية الثورة فبمجرد تعافي الوزارة واسترداد هيبتها بعد الهجمة الشرسة من المغرضين والفوضويين والمأجورين ومحاولة تشويهها أصبحت الوزارة في مقدمة الجهات التي حمت تطلعات المصريين وقاومت مع القوات المسلحة الهجمة الإرهابية الشرسة التي سعت لإضعاف مصر وتفتيتها لإعادة سرقة الثورة من جديد، فكانت لهم ولمخططاتهم بالمرصاد، وتبقى دماء أبنائها الأبرار شاهدا حيا على الدور الوطني لوزارة الداخلية ولا يمكن أن تنفي أو تقلل بعض الأخطاء الفردية من عدد من المنتمين أو العاملين بهذا الجهاز دوره الوطني ومساهماته في حفظ أمن مصر واستقرارها طوال هذه السنوات الحرجة من تاريخها، وفي ظل هذه الهجمة الإرهابية غير المسبوقة.

وبذلك سقط إلى الأبد مخطط الوقيعة بين وزارة الداخلية والمصريين وأصبح 25 يناير عيدا لكل المصريين سواء ثوارا أم ضباط وجنود وزارة الداخلية أم أبناء القوات المسلحة البواسل الذين برهنوا بحق أنهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب وأنهم حماة هذا الوطن، سيبقى 25 يناير يوما للكرامة والنبل والشرف يوما للتحدي يوما لرفض المصريين الخضوع والقنوع والاستسلام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز