عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحشد بالعكس!

الحشد بالعكس!

بقلم : جورج أنسي

إذا كان عدد لا بأس به من المصريين يوقر ويعطي قيمة لرأي رجل الدين في الكثير من مناحي الحياة حتى لو كانت في مجالات بعيدة تمامًا عن تخصصه الروحي والديني، فإن أعدادا أخرى باتت تسير على النقيض تمامًا مما يقوله أو يدلي به رجل الدين من آراء وإفتاءات، خاصة إذا كان الأمر مرتبطًا بطرح سياسي أو تأييد جماعة ما أو مرشح لمنصب مهم.



ولعل ما ذكرته سالفًا يستحق وصف "حشد الجماهير بالعكس" وهي في مجملها عملية تأتى بنتائج سلبية لا تصب في مصلحة الشخص أو الجماعة المطلوب دعمها.

وبطبيعة الحال تزداد هذه الأيام كثافة عملية الحشد من جانب العديد من الجهات والشخصيات العامة، تمهيدًا للانتخابات الرئاسية خلال شهر مارس المقبل.. لكن الملاحظ هو استمرار رجال الدين في استمالة الناس وحشدهم للنزول والتصويت؛ باستخدام الجوانب الدينية التي وصلت إلى حد تأكيد فتاوى سابقة تشير إلى أن المشاركة في الانتخابات واجب وأمانة ومن يتخاذل فهو خائن للأمانة وللوطن ومن ثم لله عز وجل.

إن التاريخ القريب والبعيد مليء بالأمثلة التي تشير بجلاء إلى دخول رجال الدين بصورة ربما أضرت بمرشحين في انتخابات مختلفة، خاصة مع رفض قطاعات واسعة في المجتمع للسلطة الأبوية- خاصة الدينية- إذا تدخلت في أمور حياتية بعيدة عن تخصصهم الديني- الروحاني، الذي هو في الأساس مسخرًا لتقريب الإنسان من ربه بفعل الخير واجتناب الرذائل.

وقديمًا قالوا في الأمثال (العند يورث الكفر)؛ ولذلك فإن الإصرار على هذا النوع من الحشد ومع أجيال تختلف تمامًا في طريقة وأسلوب تفكيرها وتكره (ثقافة القطيع) التي أكل عليها الدهر وشرب؛ سيؤدي حتمًا إلى نتائج عكسية حتى إن لم تترجم على أرض الواقع إلى أفعال وتصرفات، لكنها تزيد الشقاق والانفصال داخل المجتمع.. ربما عندًا وخلافًا لما يدعو إليه رجال الدين!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز