عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جبر الخواطر

جبر الخواطر

بقلم : محسن عبدالستار

أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، لذا تشتد الحاجة إلى المواساة وتطييب الخاطر، نظرًا لشدة الظلم الاجتماعي الواقع على البعض في هذا الزمان.



وجبر الخواطر كلمة مأخوذة من جبر العظام: أي إصلاحها، وإعادتها إلى وضعها السليم بوضع جبيرة عليها، وجبر كسره: أي أزال انكساره، بإصلاح شؤونه وتعويضه عما خسر.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فهذه معلقة، لا هي زوجة ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وغم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وهذا لا يجد وظيفة وإن وجدها ظُلم من مرءوسيه فلا يحصل على حقه، ودوره في الترقي، رغم إتقانه العمل وتفانيه فيه، إلا من رحم ربي.

 وهذا لا يجد زوجة، أو لا يجد زواجًا، وهنا تأتي أهمية المواساة وتطييب الخاطر التي يلجأ إليها بعضنا في مواقف كثيرة، وتكون بكلمة، أو ذكر، أو دعاء، أو موعظة، أو مال، أو مساعدة، أو قضاء حاجة إلخ...

"والكلمة الطيبة صدقة".. كما قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، والصدقة لا تختص بالمال، بل كل ما يقرّب إلى الله من أفعال، وتنقسم إلى قسمين طيبة بذاتها وطيبة بغاياتها، أما الطيبة بذاتها فهي الذكر.. وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة؛ كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم بأبسط الأشياء.

فالكلمة الطيبة تجعل صاحبها محبوبًا بين الناس، وموفقًا في سائر أعماله، وتنشر في المجتمع المحبة والمودة والأمن والأمان بين أفراده جميعًا.

وعكس تطييب الخاطر تمامًا، نجد التشفي، فترى بعض أصحاب النفوس المريضة، يفرح برسوب أولاد الجار، أو تطاول الأبناء على أبيهم، أو مصيبة أحد زملائه في العمل، فتفرح الضرة لما أصاب ضرتها، أو الموظفة لما أصاب زميلتها في العمل من مصاب ألم بها، فهو كيد، وحسد يدفع للتشفي.. وكذا في العمل تجد من يسعى للمناصب على حساب الآخرين، دون مراعاة لحقوق الآخرين في الترقي.. وأخذ حقوقهم.

وفي النهاية.. فإن جبر الخاطر بكلمة طيبة له تأثير عجيب في النفوس؛ فكلمة طيبة تغني عن شيء كثير، وكلمة قاسية نجد لها تأثيرًا عميقًا في النفس.

وقد تكفي المهموم والمحتاج، جبر الخواطر بكلمة طيبة صادقة، إن لم يكن في الإمكان المساعدة سواء ماديًا أو معنويًا كما في قول المتنبي:

لا خيل عندك تهديها ولا مال  فليسعد النطق إن لم تسعد الحال.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز