عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تقنين (الدراما) و(تلقين) المتلقّي!

تقنين (الدراما) و(تلقين) المتلقّي!

بقلم : جورج أنسي

هل باتت الدراما والفن عمومًا.. الحلقة الأضعف في منظومة دعاوى الحفاظ على القيم المجتمعية والأخلاقية، التي جعلت البعض- ومن أهل الفن أنفسهم- يزايدون على المتشددين في ضرورة مراقبة وتقنين (الدراما) وتحديد الأولويات التي يتم من خلالها (تلقين) المتلقّي الفن بطريقة محددة!



 

يبدو أن الإجابة - مع الأسف - ستكون بالإيجاب ؛ فها هي لجنة الدراما المنبثقة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة المخرج محمد فاضل وبحضور فاروق صبري.. رئيس غرفة صناعة السينما مع منتجي الدراما التلفزيونية بمقر المجلس الأعلى للإعلام بماسبيرو، تعقد اجتماعًا لمناقشة الاهتمام بالمحتوى الذي يقدّم من خلال الأعمال الدرامية في الفترة المقبلة، باعتبارها كانت وستظل صاحبة الريادة في المنطقة.. مشكلة لوجدان المجتمع المصري والعربي على السواء!

 

كلام كبير تعودنا على قراءته أو الاستماع إليه من خلال الخطب الرنانة والندوات المتخصصة الحاشدة، لكن الجديد هنا هو موافقة المشاركين في الاجتماع على صياغة ورقة عمل بأولويات موضوعات المحتوى التي يحتاج إليها المجتمع في المرحلة الراهنة؛ لتكون (دليلًا) للعاملين في الإنتاج الفني.

وهذا هو بيت القصيد.. فرغم أن الاجتماع تمخض عن عدة توصيات جيدة؛ إلا أن صياغة (أولويات) بالمحتوى تحمل في طياتها نوعًا من التوجيه والتدخل في إبداع الفنان، وهي كارثة كنّا نتوقعها من أناس غير أولئك الموجودين في الاجتماع مثل الدكتورة هدى زكريا.. عضو الأعلى للإعلام، وأعضاء لجنة الدراما الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، ونبيل الجوهري.. سكرتير نقابة المهن التمثيلية، والناقدة خيرية البشلاوي، الدكتور خالد عبد الجليل.. رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، إيناس عبد الله.. رئيسة قناة النيل للدراما، والمنتجين صفوت غطاس.. نائب رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، عصام العيسوي.. مدير الإدارة الفنية بالغرفة، فتحي شقرة.. المدير التنفيذي للغرفة، وجميعهم قامات كان لهم دور في محاربة الحجر والرقابة على إبداع الفنان في مواجهة العناصر الظلامية!

لست في حاجة إلى التذكير، بأن السطور السابقة ليست دعوة للانحلال والتفسخ، ولكنها تأكيد أن الفن أحد دعائم القوة الناعمة المصرية حتى وإن اختلف البعض على محتواها، سواء كان هابطًا أو غير بناء، ففي النهاية لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، ولعل في تفعيل بعض (الإشارات) بصورة أكثر جدية على شاشة التلفزيون لتحديد الفئات العمرية المطلوب عدم متابعتها لهذه الأعمال الدرامية، حلًا يناسب التطور المجتمعي في مصر والعالم العربي، باعتبار أن الأسرة هي اللبنة الأولى في ضبط الإيقاع، ربما بصورة أفضل من القوانين المقيدة والإملاءات المقيتة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز