عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شفرة الظُّلم الأسري

شفرة الظُّلم الأسري

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

أصعب مُشكلة تنتاب إنسان، هي أن يشعر أنه يدفع ثمن خطأ لم يرتكبه، فيظل في حيرة وتساؤل مُستمريْن، ماذا جَنَيْتُ، وما هي جريمتي، حتى أُظْلَم من أعز الناس لدي؟! فالظُّلم عندما يقع  من القريب أو الحبيب يكون ظلمات، فما أصعب من أن يقهرك أحب الناس إلى قلبك، وأن يستهينوا بمشاعرك، ويستهتروا بها، فالاستهانة هي في حقيقتها إهانة، فالإهانة ليست في الألفاظ أو الكلمات فقط، ولكنها أيضًا في الاستهتار واللامبالاة، ونسيان كل ما هو جميل، فمن يتعرض لهذه المشاعر، يشعر وكأنه يُقْتَلُ كل يوم، فهو يتعرض لأبشع ضغط نفسي، فلا هو يستطيع أن يرد الإهانة، ولا أن يكره من أهانه، ولا حتى تكون له القُدرة على المواجهة، ويفقد ثقته في كل شيء، فالكلمات تتحول عنده لمجرد كلمات، لا تخرج عن كونها كلمات، ليس لها معنى ولا جدوى، ولا عُمق، والأحاسيس تذبل ولا تجد لها صدى عنده، وكل هذا سببه أشخاص يُظْلَمُون ولا يُدْرِكُون أنهم يُظْلَمُون.



فعلاً، الظُّلم هو أسوأ وأبشع إحساس يمكن أن يشعر به كائن حين، إنسان كان أو حيوان، فالظُّلم ليس فقط مجرد عدم منح إنسان حقوقه أو سلبه إياها، ولكنه أيضًا يتمحور في أن تكون على كامل الثقة واليقين من أن من أمامك يمنحك كل عمره، وأنت لا تُبالي به، فهنا أنت تظلمه، ولكنه ظُلْمٌ معنوي، فأنت هنا تقتل روحه داخل جسده، رغم أن قلبه ينبض. هناك جريمة تُسمى "القتل المعنوي"، وأظن أن هذا هو منتهى وقمة القتل المعنوي، ولكن للأسف، من يستطيع أن يُعاقب هؤلاء المُجرمين، فهذه الجريمة لا تُرتكب بسلاح ظاهر، فسلاحها يكمُن في التصرفات المحسوسة، التي تترك أعمق الأثر في النفس والروح، فيا ليتنا نراعي مشاعر بعضنا البعض، في تعاملاتنا الأسرية، ومحيط الصداقات وبيئات العمل، هل  الظُّلم يحتاج إلى مُترجم ليترجمه، ويُفسره لصاحبه، فمن يستطيع أن يفك شفرة ظلم الاحباء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز