عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أصل كلمة (باشا)!

أصل كلمة (باشا)!

بقلم : د. حماد عبدالله

لفظ (باشا) كان يسعى الكثير من الوجهاء في هذا الوطن (مصر) لنيل هذا اللقب، بمنحه من الخديو أو الملك، ثم تطور حق المنح من الملك بعد أن انتهى عصر الملكية في "مصر" في يوليو 1952، إلى أصحاب الوظائف العليا خاصة في جهاز الشرطة.



فكلمة (باشا) يستخدمها العامة مع السادة الضباط من كبار (الرتب) في جهاز الشرطة المصرية.

ولا يعلم الكثيرون أن هذه الكلمة معناها أنه (خادم الشعب)، خادم للعامة، يمنح هذا التعريف أو اللقب من السلطة العليا في البلاد لأصحاب الحظوة من الوجهاء كان ذلك زمان!

وحينما نقرأ في التاريخ المعاصر عن شخوص حملوا هذا اللقب من رجال أعمال (زمان أيضا) نجد "عبود باشا أو مقار باشا أو فرغلي باشا".

وكذلك عشنا وقت كان (أبو رجيلة باشا) صاحب أكبر أسطول للنقل العام المحترم في "مصر" وكذلك (سوارس باشا) وكان أسطوله في زمن ما قبل ظهور الآلة، عربات تجرها الخيول، وتستخدم للنقل العام باسمه (سوارس).

واليوم بسؤال صديقي الدكتور "هشام عرفات" وزير النقل لماذا لا نجد مثل هؤلاء الأسماء العظيمة التي شاركت في إنشاء أساطيل محترمة من النقل العام في "مصر" أتذكر أن (سوارس) تلك العربات كانت تجرى في شارع (المعز لدين الله الفاطمي) من تقاطعه مع شارع (محمد علي) قادمة من ميدان القلعة ولها محطات في سوق السلاح والداودية والمغربلين، وتحت الربع، والغورية، وقصر الغوري حتى خان الخليلي، فسيدنا الحسين، كان هذا أحد الخطوط وكان يقوم عليها (عربجي) بطربوش وبدلة صفراء (كاكي) ونحاسه على صدره برقمه واسمه، وكان يحصل على الأجرة نظير كارته (تذكرة مختومة) وكانت البغال لها موقف (استراحة) ممتلئة بالعشب والماء، وعمال نظافة لكي يزيلوا بقايا فضلات (الخيل) ويزيلوا الاتساخات عن (فخذي الحصان) وكذلك هناك استراحة (للعربجية) السائقين في آخر الخط!

وجاء بعد ذلك (أبو رجيلة باشا) وأنشأ أسطول من السيارات (أتوبيسات تعرف بالسنتكروفت) ثم (مقار باشا) وظهرت السيارات ماركات (المرسيدس) لنقل الركاب (نظيفة) ولها مواعيد قيام ووصول تحترم، وتكتب المواعيد على لافتات في كل محطة (مثل جميع الدول في العالم اليوم)!

وكان للسائقين والمحصلين زيٌّ خاص بهم (يونيفورم) وانتشرت وسائل النقل تلك بين المحافظات وبجانب كل ذلك كان الترام يجري في شوارع المحافظات (القاهرة والإسكندرية) وبظهور (البارون انبان) وإنشائه مدينة "هليوبوليس– مصر الجديدة" أنشأ خط "مترو" وتعددت خطوطه (الميرغني، وعبد العزيز فهمي، والنزهة).

وكان مترو "مصر الجديدة" يعتبر (فاكهة) وسائل النقل في "مصر" وصاحب ذلك ظهور (الترام الأبيض) وكل تلك الوسائل المحترمة كانت (ملكية خاصة لأفراد) ولشركات لكنهم محترمون! بيكسبوا ويقدموا خدمة جليلة للوطن!

هكذا كانوا رجال أعمال "مصر زمان" (الباشوات) أو بمعناها (الخادمون للشعب).

وللأسف الشديد يا صديقي وزير النقل، حال النقل الجماعي اليوم يُحِزِنْ ويبُكْىِ، ونندم على الماضي الذي أفنيناه بأيادينا وبقراراتنا الخاطئة!

هل هناك أمل يا سيادة الوزير في مستقبل أفضل للنقل الجماعي في "مصر"؟ سؤال!

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز