عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
معرض الكتاب.. الأنجح وندوات "الشلة"!
بقلم
محمد نجم

معرض الكتاب.. الأنجح وندوات "الشلة"!

بقلم : محمد نجم

إذا كان «عُرْسَّ» الثقافة المصرية.. قد انفض بعد خمسة عشر يوما من المتعة الثقافية، وأقصد.. معرض القاهرة الدولي للكتاب، فمازال «مولد» الكتاب مستمرًا.. وأقصد به أيضا.. عالم الطباعة والنشر والتوزيع والمعارض المحلية منها والأجنبية.



وأعتقد أن هذه مناسبة جيدة لمناقشة ما جرى، واستشراف ما نرغب فيه مستقبلا.

وبداية لابد من التأكيد على أن معرض القاهرة الدولي للكتاب.. حدث سنوي.. ينتظره الناشرون المصريون والعرب، كما ينتظر الفلاح المصري موسم حصاد القطن!

فمازال معرض القاهرة هو الأكبر عربيًا وإقليميًا، وهو أيضا الثاني عالميا بعد معرض فرانكفورت بألمانيا، ورغم أن المعرض كان الأنجح إلا أن هناك عددا من الملاحظات على التنظيم في هذا العام، فمشكلة معرض القاهرة أنه يفتقد التنظيم الجيد، والنظافة الكاملة، بخلاف الخرائط والإرشادات التي تبين مواقع الناشرين ليسهل الوصول إليهم.

كما أن القائمين عليه يرفضون التغيير والتحديث ويتمسكون بما جرى عليه العمل في السنوات السابقة، فالمؤسسات الثقافية الكبرى، التي لديها الكم الأكبر من الإصدارات القديمة والحديثة، والتي يبحث عنها رواد المعرض.. خصصت لها أماكن متطرفة.. وبعيدة عن مسارات الزائرين وأخص بالذكر دار المعارف ودار الهلال والمؤسسات الصحفية الشقيقة.

كما أن «الندوات» والفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة للمعرض تحتكرها «شلة» محددة.. إدارة ومشاركة، وأغلبهم ليسوا سوى محررين أو مندوبين لصحفهم في وزارة الثقافة وقطاعاتها المختلفة!

وللأسف الشديد.. فبعض هؤلاء المندوبين لا يكتب إلا عن إصدارات مؤسسته أو لبعض أصدقائه، ويفضل «الكسل اللذيذ» عن زيارة مؤسسات ودور النشر الرئيسية في المعرض ليتعرف على ما لديها من إصدارات جديدة أو حفلات توقيع وندوات ثقافية تنظمها يوميًا!

ولكن من حُسن الحظ أن رواد المعرض.. والقراء المتابعين للحركة الثقافية.. يعلمون تماما أين يجدون ما يبحثون عنه من جديد من عالم الكتب، ولا يخدعهم الضجيج الذي يصنعه البعض حول نفسه.. أو بعض أصدقائه!

ونحن في دار المعارف - على سبيل المثال - دخلنا المعرض بأكثر من مائة عنوان جديد في شتى مجالات المعرفة، ونظمنا أكثر من 40 ندوة وحفل توقيع، بواقع ثلاث ندوات يوميا.. كانت تكتظ بالحضور من رواد المعرض وزوار الجناح الأميز والأكبر.. من حيث نوعية الكتب المعروضة.. ومساحة العرض، وقد شرفنا باستقبال وفود البلاد العربية المشاركة.. ومنها الوفد الجزائري، واللبناني، والسوري، والسعودي.. وغيرهم.

وقد سعدنا بزيارة رئيس وأعضاء مجلس اتحاد الناشرين السوريين للجناح وللمؤسسة، حيث دعونا - كدار المعارف - لنكون ضيف شرف معرض دمشق للكتاب في شهر أغسطس المقبل.. إن شاء الله.

هذا.. بعض ما جرى.. وأعتقد أنه لابد من النظر في تصحيح بعضه، وعلى سبيل المثال.. لابد من إعادة رصف طرق وشوارع المعرض لتلافي هذا الكم الضخم من الأتربة بسبب الشوارع الترابية الحالية، وأيضا لابد من استبدال الخيام.. بهناجر من الصاج طالما المعرض يقام في أواخر يناير وأول فبراير.. أي في عز فصل الشتاء.. حيث الأمطار والزعابيب والرياح المحملة بالأتربة!

ولابد أيضا.. من توسيع قاعدة الاختيار لمن يتحدثون في ندوات المعرض.. وأن تغطي هذه الندوات كل الأنشطة والقضايا المهمة في المجتمع المصري، وأن يتم توزيع «دليل المعرض» على كل الناشرين المشاركين.. وعلى الزوار مع التذكرة، وكذلك برنامج الفعاليات الثقافية والفنية وأماكن تواجدها.

هذا وقد لاحظت.. تداخل مواعيد انعقاد بعض المعارض العربية مع بعضها، وعلى سبيل المثال فقد بدأ معرض المغرب الدولي للكتاب يوم 8 فبراير، أثناء انعقاد معرض القاهرة، والطريف أن مصر دعيت لتكون ضيف الشرف فيه!

ولست أعلم من المسؤول عن تنظيم ذلك.. هل الاتحادات في الدول العربية هي التي تحدد موعد انعقاد المعرض، أم هناك دور لاتحاد الناشرين العرب؟ أم أن الموضوع يخص الاتحاد الدولي للناشرين؟

 أقول ذلك.. ونحن في دار المعارف نحرص على المشاركة في جميع معارض الكتاب العربية.. وقد شاركنا في معرض المغرب، ومن قبل في معارض الكويت والشارقة.. وغيرها.

على أية حال.. مازلت أعتقد وعلى الرغم من الملاحظات السابقة - أن معرض القاهرة الدولي للكتاب.. قد نجح نجاحًا مبهرًا، من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات بخلاف ما شهده من فعاليات ثقافية وفنية.. كانت ممتعة.. وخاصة الأخيرة لكل من شارك فيها.

وأعتقد أيضا.. أن مهنة النشر والطباعة والتوزيع سوف تشهد تطورات جيدة في الفترة المقبلة.. لأسباب يعلمها جيدًا العاملون فيها!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز