عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إنها الحرب

إنها الحرب

بقلم : طارق رضوان

نصر جديد يلوح فى الأفق، فقد بدأت الحرب، حرب شاملة على الإرهاب. أعداء الأمة والحياة والدين وأعداء الشعب. حرب جديدة يخوضها جيش مصر العظيم. حرب جديدة تخوضها الأمة المصرية من أجل الحياة والكرامة والإنسانية ومن أجل المستقبل. الأمة المصرية فى حالة حرب شاملة بقيادتها وشعبها وجيشها وشرطتها وكل أجهزتها السيادية والأمنية ضد عدو غادر ظن أنه سينال من مصر. مرة أخرى وليست أخيرة سينتصر الجيش المصرى. وهو الجيش الذى لم ولن يهزم إذا خاض حربًا.

كانت حرب أكتوبر المجيدة وانتصارنا العظيم من أجل استعادة الكرامة والأرض والثقة بالنفس ورد الاعتبار لجيش مصر بعد نكسة لم يخض الحرب فيها. بل تعرض لمؤامرة داخلية وخارجية من أعداء ومن أشقاء لتنهزم مصر. وخلال ست سنوات هى أمجد وأنبل وأشرف سنوات مصر حقق الجيش المصرى انتصاره العظيم. واستعادت الأمة كرامتها واستعاد الشعب ثقته بنفسه. فقد كانت سيناء أغلى قطعة أرض فى قلب مصر وفى قلب كل مصرى يدنسها أقدام العدو الإسرائيلى. تبدلت الأحوال بعد النصر المجيد. وبعد أربعين عاما حاول مرتزقة وخونة إعادة بسط السيطرة على سيناء ظنا منهم أن الدولة فى غفلة. حاولوا تحت مظلة حماية جماعة إرهابية حكمت مصر فى غفلة من الزمن ووفقا لمخطط غربى بأخونة جنوب البحر المتوسط أن يستولوا على سيناء لتكون ولاية سيناء. على أرضها يتجمع شتات كل إرهاب العالم ومنها ينطلقون صوب إشارة الغرب. على أرضها يتم التدريب بعد السيطرة وتنهال الأسلحة والمعدات من الجو والبحر والأرض. لتصبح سيناء أرضًا منفصلة عن مصر. وما إن عادت مصر للدولة القوية برئيسها عبد الفتاح السيسى وبجيشها. عزموا على محاربة الإرهاب فى سيناء وتطهيرها بعد التفويض الذى طلبه الرئيس عبدالفتاح السيسى من الشعب وقت أن كان قائدا عاما للقوات المسلحة. ودارت الحرب على مدار الأربع سنوات الماضية. اكتسب الجيش فيها سريعا خبرة حرب العصابات التى يتبعها الإرهابيون فى حربهم القذرة. وما إن تجمعت المعلومات الكافية والدقيقة واختيار الوقت المناسب بدقة تم إصدار الأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسى لشن حرب شاملة على الإرهاب فى سيناء. فعند إعداد الدولة للحرب يتطلب أربعة أشياء، إعداد الشعب للحرب وإعداد اقتصاد الدولة للحرب وإعداد القوات المسلحة للحرب وإعداد مسرح العمليات، وهناك أربعة اعتبارات عند تقدير المواقف العسكرية قبل خوض الحرب. وهى العدو وقواتنا والأرض والطقس. فكان اختيار الوقت وبدء تنفيذ العمليات العسكرية فى غاية الدقة. بعد حسابات دقيقة قام بها قادة القوات المسلحة. وكما قلنا من قبل من هنا يبدأ تاريخ جديد وحرب جديدة فى محاربة الإرهاب. وليس مواجهة الإرهاب. الحرب بمفهومها الشامل. كل فئات الدولة ستحارب. فالدولة تخوض حربا فى غاية الشراسة. ويجرجر الإرهابيون جيشها وشرطتها لحرب عصابات وحروب مخابراتية. سنستعمل أقوى شحنة من القوة المكثفة والمركزة والكاسحة والمفرطة لتنهار أعصاب العدو -أى عدو- يقف أمامها لتخور عزيمته قبل أن تنقض عليه الصواعق من أول ثانية فى الحرب إلى آخر ثانية. ويتم تقطيع أوصاله وتكسير عظمه وتمزيق لحمه دون فرصة يستوعب فيها ما جرى. إن استعمال أقصى درجات العنف من أول لحظة كفيل بتوليد إحساس بالعجز لدى العدو. ويولد لديه إحساسًا بقوة وشراسة الدولة وتصميمها على الانتصار فى حربها ضد الإرهاب ومن ورائه. فهناك دول ترعى الإرهاب وتموله وهناك جماعات تعطى إجازة القتل بقاداتها المسجونين الآن والهاربين فى الخارج. وهناك أجهزة مخابراتية تخطط وتوجه. وهناك مأجورون ينفذون بلا عقل وبلا قلب. إنها الحرب. والحرب صراع إرادات. طرف يريد أن يفرض إرادته على الدولة. ويفرض حربه وسلاحه وضحاياه. وهنا نصل لمربط الفرس. وهو حشد الأمة كلها للحرب كل أعمدتها وأجهزتها لخوض الحرب. فالمة كلها بجميع طوائفها ومؤسساتها وشعبها لابد وأن يكونوا شركاء فى تلك الحرب. تماما كما حدث فى ملحمة انتصار أكتوبر العظيم. تحول الشعب إلى محاربين. وتبدل الاقتصاد ليكون اقتصاد حرب. وكان لكل فرد فى الدولة دوره ينفذه بإخلاص ودقة ونظام. وهو الخط الفاصل ما بين القتال والحرب. القتال وظيفة الجنرالات. أما الحرب فإنها صراع أشمل تديره الدولة ومؤسساتها وكل أركانها ممن تقع عليهم مسئولية مصائر بلادهم. الحرب مجهود شامل فى حشد الموارد وفى التخطيط السياسى والاقتصادى والاجتماعى والعلمى والثقافى. دور كبير بجانب الجيوش وإضافة لطاقة نيران تواجه طاقة نيران. وهى مسئولية لابد أن يتحملها الجميع. وفى تلك المرحلة لابد لكل فرد فى الدولة أن يعرف دوره وقدر دوره وأهمية دوره وخطورته. دولة تحتاج إلى رجالها المخلصين. وإلى عقولها المبتكرة. علينا أن نواجه العدو الغادر بطريقة الأمريكان مع تنظيم القاعدة فى أفغانستان. وهى الخطة التى وضعها الجنرال (تومى فرانك) قائد القيادة المركزية الأمريكية. حيث كانت خطته محاصرة العدو داخل مخابئه وجعلها تضيق عليهم، فإما أن يتم فعصهم داخلها وإما أن يضطروا للخروج إلى حيث نستطيع اصطيادهم. علينا أن نعزل قياداتهم كى لا يتصلوا ببعضهم للتنسيق أو للتشاور، وعلينا أن نقطع الاتصال ما بين القيادة والوحدات وبين الوحدات وبعضها وندمر الطرق وشبكات الاتصال حتى يتحول ميدان القتال إلى جيوب محاصرة تتم تصفيتها وعلينا ردع الاخرين ليكونوا عبرة. وقد اختارت القيادة العامة للقوات المسلحة مسمى عبقريا للحرب وهو (سيناء 2018) وهو مسمى يدل على نبل الجيش المصرى. نبل الحرب من أجل المستقبل. من أجل البناء والتعمير والتنمية والرخاء للشعب. مسمى يدل على المستقبل الذى تنتظره الأمة. وينتظره شبابها الذى يتعرض لتدمير حاضره وسحق مستقبله. جيش مصر العظيم وشرطته الباسلة الآن على أرض المعركة. على خط النار. كلهم إيمان وتحدٍ وعزيمة وإصرار على النصر. حرب نبيلة كعادة مصر فى حروبها. فهى ليست دولة معتدية ولا تسعى لتوسع إمبراطورى. هى دولة الخير والسلام والمحبة. تدافع عن أرضها وعرضها وشرفها وهويتها. لذلك فالنصر لها. وعندما تخوض مصر حربا. فإن الله معها. الإنسانية والتاريخ معها. النصر لنا لا محالة.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز