عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسائل "سيناء 2018"

رسائل "سيناء 2018"

بقلم : محمود حبسة

بدمي أفادي وأصد الأعادي



وأحمي بروحي عيونك يا مصر

كلمات ينطق بها لسان حال كل ابن شريف وبار من أبناء هذا الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية، وهم يذودون بأرواحهم وأنفسهم دفاعًا عنه عن أرضه وناسه عن شرفه وكبريائه.

رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه ومنهم من قضى نحبه ومن ينتظر، لا يهابون الموت ولا يخشون في الحق لومة لائم ولم يبدلوا تبديلا، رجال لم يبيعوا تراب الوطن بكل كنوز الدنيا، فتراب الوطن أغلى من الذهب والماس وأرضه هي الفيروز لا سيما عندما تكون سيناء العزيزة التي سال على رمالها دماء أبناء أبرار وشرفاء سبقوهم إلى الشهادة وإلى التضحية بالنفس وبكل غالٍ ونفيس في سلسال الشرف والعزة والكرامة جيلا بعد جيل لكي يبقى هذا الوطن قويا عزيزا منتصرا مستقلا مهابا يهابه الجميع ويخشاه الجميع، لكي تبقى مصر حرة ملكا لأبنائها فقط عصية على كل الطامعين فيها ولكي تبقى سيناء أرض الفيروز طاهرة من كل من حاولوا تدنيسها من الهكسوس إلى هؤلاء الأنجاس من الإرهابيين مرورا بالصهاينة واليهود.

كانت وما زالت سيناء مطمعا لكل الطامعين عبر التاريخ الطويل الذي ستبقى أحداثه وسنينه شاهدا على كم الطامعين في أرض الفيروز على اختلاف جنسياتهم ومن يقف وراءهم ويدعمهم، جيوشا وجماعات، دولا وعصابات، لكن التاريخ أيضا سيبقى شاهدا منذ القدم إلى أن تقوم الساعة أن سيناء ستبقى أبدا أرضا مصرية خالصة وأن مصر لم ولن تفرط في شبر واحد منها مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.

في التاسع من الشهر الجاري لم تنتظر مصر الإذن من أحد ولم تنتظر المعونة أو الدعم والمساندة من أحد قررت أن تخوض بمفردها واحدة من أنبل وأشرف المعارك التي عرفها التاريخ لم تهاون ولم تتردد، لم تراوغ ولم تحسب حسابات، لم تناور ولم تساوم مثل الآخرين ولم تأبه لأي ردود أفعال إقليمية أو دولية بل لم تنتظر الثناء والشكر من أحد, مضت مصر في طريقها لتنفيذ خطتها لتطهير كل أرضها من أنجاس وأوغاد حاولوا أن يدنسوها ويروعوا شعبها، مضت في طريقها تفرض الأمن والأمان في شمال ووسط سيناء وجميع محافظاتها ومنافذها وحدودها، تقضي على خونة وعملاء باعوا أنفسهم للشيطان مقابل المال الذي تحصلوا عليه من أجهزة مخابرات لدول تسعى لزعزعة الاستقرار بها وإضعافها بهدف النيل منها تحت مسميات لم تنطلِ على المصريين متسترين برداء الدين والدين وكل دين منهم براء، هذه هي مصر التي وجهت رسالتها الأولى للعالم من العملية العسكرية الشاملة 2018 تقول فيها للعالم أجمع كيف يكون الدفاع عن العرض وعن الأرض وعن الشرف بلا أي حسابات وبلا انتظار مقابل من أحد.

هذه هي مصر التي تقول للعالم كيف يكون التلاحم بين الجيش والشعب وكيف يبقى هذا التلاحم مفتاحا للنصر في أي معركة وكيف تكون الثقة في رئيس يعد ويفي بما يعد يصدق مع شعبه فيثق فيه شعبه، هذه هي مصر التي تقول للعالم كيف تبقى الأوطان حرة مستقلة مهابة وكيف تبقى الشعوب عزيزة مرفوعة الرأس تعيش في أمن وأمان تحلم بالمستقبل وتعد له عدته، هذه هي مصر التي تقول للعالم أجمع كيف تكون الجيوش وكيف تكون الحرب دفاعا عن القيم وعن الحق وعن المبادئ وليس اغتصابا لحقوق الغير وأرض الغير وثروات الغير، هذه هي مصر التي تقول للعالم أجمع أن وعد الله حق وأن كلام رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم حق فمصر ستبقى محفوظة بإذن الله وطنا آمنا وسيبقى جنودها خير أجناد الأرض، هذه هي مصر التي تقول للعالم أجمع أنها لم ولن تكون إلا لأبنائها وأنها أبدا لم ولن تكون إلا وطنا خالصا للمصريين الشرفاء المخلصين له ولقيمه والمدافعين عنه وعن أرضه وترابه وثرواته، هذه هي مصر التي توجه رسالة لكل الطامعين في ثرواتها تقول فيها: "السماء أقرب لكم من أن تنالوا من ثرواتي أيا ما كانت هذه الثروات في أي بقعة من أرضي أو من مياهي يستوي في ذلك الأرض بالغاز بالنفط بالمياه العذبة طالما أنها حقوق مصرية وثروات مصرية واستوعبوا الدرس جيدا من العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 شاهدوا كيف يبسط أبنائي نفوذي وهيبتي على كل أرضي ومياهي وبكل المسطحات المائية على امتدادها وفى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية وفي وقت واحد".

"سيناء 2018" أكبر من كونها عملية عسكرية تستهدف القضاء على الإرهابيين ورغم أن ذلك هدف نبيل في حد ذاته ورغم أن الإرهاب يعد واحدا من أخطر التحديات التي تواجه المنطقة والعالم ورغم أن الإرهاب أسقط دول وليس أنظمة أو حكومات فقط ولكن العملية العسكرية سيناء 2018 توجه رسائل أعمق من ذلك فهي تجتز الإرهاب من جذوره وتقضى على الإرهابيين وتؤكد عظمة مصر وتفردها بخصوصية تميزها عن غيرها، سيناء 2018 عملية أعادت الروح لكل المصريين فكما فعلت حرب أكتوبر عام 1973 وأعادت العزة والكرامة لكل المصريين وجعلتهم صفا واحدا ضد أعداء الوطن فقد أكدت العملية العسكرية سيناء 2018 أن هيبة مصر وعزتها ستبقى محفوظة وكذلك كرامة أبنائها كما ستبقى أرضها حرة عصية على كل طامع وستبقى ثرواتها مصانة.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز