عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سيناء 2018 حرب الأخلاق

سيناء 2018 حرب الأخلاق

بقلم : طارق رضوان

تدور الحرب فى سيناء الآن.  حرب نبيلة من أجل الإنسانية. وحدها مصر هى التى حسمت موقفها تجاه الإرهاب. ووحدها تحملت تبعات وخسائر الإرهاب. بعدما تجمعت على أرضها كل أشكال الميليشيات الإرهابية فى العالم. تريد أن تتخذ من سيناء مقرًا لها. ومن تلك الأرض المقدسة تندفع نحو العالم تحقق غرضها الذى أُشير إليه من  دول لها مصالح فى وجود الإرهاب فى الشرق الأوسط. واتخذت مصر القرار. خوض الحرب من أجل الأخلاق ومن أجل الإنسانية من أجل الحياة. حياة البشر أجمعين.

فطموحات البشر إلى الأمن  والحرية  وإلى العدل والتقدم تصوغ للمجتمعات الإنسانية أهدافها الكبرى. وتيارات التاريخ العظيمة  تعطى للأفراد رجالًا ونساءً أدوارهم فى اللحظات الحاسمة من حياة مجتمعهم. وحين تتوافق الظروف فى حياة الأمم وتتبلور وتنضج أهدافها الكبرى ثم يتلاقى ذلك مع ظهور قيادات تملك كفاءة وشجاعة الإمساك باللحظة. فإن الطموحات تصبح  قادرة  بما يعطى للآمال فرصة أن تتحول إلى حقائق. وبما يعطى للمستقبل أملًا يمكن تحقيقه. وفى مصر قيادات واعية لتلك اللحظة الحاسمة. فقد دفعت مصر الغالى من رجالها واقتصادها وسلامها الاجتماعى لمواجهة خطر الإرهاب. وهو ممول من دول لها أچندات وطموحات. لا تريد لدولة مثل مصر أن تنهض وتنتعش وتتقدم نحو التنمية.  دول تريد لمصر أن تتعطل عجلة الإنتاج  فيها وتتوقف مسيرة الاقتصاد لتبتعد نهائيًا عن المخطط الكونى  لتقسيم المنطقة العربية. فهى حصن منيع لكل الأغراض الاستعمارية  الجديدة والطموحات التوسعية لدول ظنت كذبًا أنها أقدر على إخضاع مصر لتدور فى فلكها لتصبح تابعًا لأچندتها الاستراتيجية. لذلك اتخذت مصر قرار الحرب. اختارته وهى الطرف الأقوى على الأرض. لأن القيادة التى اتخذت قرار الحرب لديها طموح لبلدها. طموح التنمية والرخاء  والتعمير والسلام .  فكان التفكير بدوره فى الخطوة التالية. ذلك أن الأوضاع المعلقة على هذا النحو فى ميادين القتال فى سيناء تقتضى حسمًا سريعًا حتى يمكن الالتفات إلى بناء قوة اقتصادية واجتماعية. الالتفات إلى بناء المستقبل. والانتصار هنا مرهون بقوة السلاح فى ميادين القتال. اتخذت القوات المسلحة المصرية قرار الحرب وهى على استعداد كامل لها. الاستعداد الخططى والتجهيز العسكرى والاستعداد المخابراتى  والمعلوماتى  والاستعداد النفسى. الناس عادة لا يفهمون الحرب. يظنون أن الحرب هى ما يرونه على ظاهر الحوادث فى ميادين القتال. ممارسة للعنف عند الحد الأقصى منه. صدامًا بالنيران الكثيفة تتدفق منه دماء غزيرة وهذه ليست القضية بالطبع. الحرب أشمل وأكبر من ذلك التصور. وحرب سيناء 2018 هى أحدث الحروب التى تخوضها مصر فى ميادين  القتال. بل هى الحرب الأولى من نوعها فى العالم ضد الإرهاب. فحرب سيناء  2018  حرب ضد عصابات وميليشيات مدججة بأحدث أنواع الأسلحة جاءت إليها من الجو والبحر والأرض. ممولة من دول عديدة ومعها خطط من أجهزة استخبارات متنوعة. وهى الدولة الأولى فى العالم التى تدخل حربًا شاملة بقوة جيشها للقضاء على الإرهاب. فقد ظنت المجموعات الإرهابية أن أرض سيناء سهل الاستيلاء عليها واحتلالها. وظن الإرهاب أنه يستطيع أن يُخضع مصر لأهدافه . لذلك فإن حرب سيناء 2018 التى  يشنها  الجيش المصرى العظيم هى حرب (أخلاق) ضد أعداء الحياة والإنسانية والتحضر. فعلاقة الحرب بالأخلاق وثيقة الصلة بعضها ببعض. أخلاقية الحرب هى التى تصنع مشروعية الحرب.  ومشروعية الحرب تحقق على الفور ميزتين أساسيتين لا تستطيع أن نحارب بغيرهما.
الميزة الأولى أن الرأى العام فى مصر يكون مقتنعًا  أنك تقوده إلى الحرب لأنها الوسيلة الوحيدة  الباقية أمامك للدفاع عن حقوق مشروعة. أمن ومصالح. فمهم جدًا أن يكون الرأى العام فى الوطن معبأً بالكامل وعن اقتناع بأن الحرب لم يكن منها مفر. أننا لم تدخل الحرب للحرب. ولم ندفع تكاليفها من الأرواح والثروات عبثًا. ولكن فى  طلب حقوق مشروعة. لا تستطيع أن تشن الحرب لمجرد أنك رفعت العلم وطلبت إلى الأمة أن تتبعك. الحماسة بنت لحظتها. ثم تتبدد شأنها شأن أى حالة نفسية . والحرب ليست حالة نفسية. وإنما عبء طويل ممتد. لابد أن يتقبله الناس وأن يضحوا فى سبيله. ولن يفعلوا ذلك إلا إذا آمنوا بيقين أن الحرب مشروعة. أى أخلاقية.
الميزة الثانية. أن مشروعية الحرب تعزل عدوك عن بقية العالم. ليست هناك أمة فى هذا العالم وحدها. خصوصًا فى هذا العصر. أخلاقية الحرب – مشروعية الحرب – تجعل حتى الحلفاء العسكريين لعدوك يترددون قبل دخول المعركة معه ومساندتهم. لأنهم لن يستطيعوا إقناع شعوبهم . فالتاريخ مليء بحروب خاسرة ضاعت لأن الذين شنوها عجزوا عن تقديم أسباب مشروعيتها لشعوبهم ولغيرهم من الشعوب قبل أن تبدأ الطلقة الأولى. الصراع على العقول يبدأ قبل الصراع على الأرض. إذا اقتنع العقل مشى وراءه الضمير. ودخلت الأمة إلى الحرب واثقة من أهدافها. وأهداف مصر من الحرب واضحة تمامًا لا لبس فيها. فقد تهدد الأمن القومى المصرى. وتهدد الاقتصاد وتهدد السلم العام. وراح ضحايا كثيرون من أنبل أبنائها  جراء العمليات الإرهابية التى  تمت خلال خمس سنوات منذ أن تولى الإخوان الفاشيست حكم البلاد لتحقيق مخطط قذر تجاه الأمة. وعندما لفظهم الشعب وفى ظهره الجيش لجأوا للحرب القذرة انتقامًا . ولتعطيل الحياة  المصرية ودخولها  فى دوامة الصراعات الإرهابية لتنشغل الأمة عن تقدمها أو ازدهارها. فالحرب هى الدبلوماسية بوسيلة أخرى. الدبلوماسية والقتال كلاهما وجه مختلف لقصة الحرب. الحرب بما فيها الدبلوماسية والقتال جهد سياسى من أجل تحقيق الهدف الاستراتيجى  للدولة. وهدف الدولة الاستراتيجى هو البناء والتعمير والتقدم والسلام . ولتحقيق هذا الهدف الاستراتيجى كان لابد من الحرب. القتال شيء ضرورى فى لحظة من اللحظات على طريق تحقيق هذا الهدف الاستراتيجى. الحرب ليست دبابات تتصادم وليست مدافع تهدر وليست جنودًا مشاة يحتلون مواقع. وإنما هى إرادة  تعلو فوق إرادة. إرادة الأمة المصرية لحفظ سلامها لمواصلة مسيرة التقدم والبناء والتعمير والرخاء. لذلك سنكمل الحرب على الإرهاب وسننتصر لا محالة. فحرب الأخلاق التى يقودها الجيش المصرى فى سيناء عنوانها النصر.  



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز