عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التعذيب "الإنساني"!

التعذيب "الإنساني"!

بقلم : جورج أنسي

"نعم.. كنت سأمارس التعذيب في الجزائر دون شك لو طلب مني ذلك".. اعتراف صريح للزعيم السابق والمؤسس لحزب الجبهة الوطنية الفرنسية جان ماري لوبان، الذي حارب ضمن فرقة المظليين بين عامي ١٩٥٦ و١٩٥٧ إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر!



الزعيم اليميني المتطرف لم يخف إيمانه بـ"عدالة" قضيته في ذلك الوقت، وانه كان على استعداد للقيام بواجبه بممارسة التعذيب- رغم انه لم يشارك فيه- معطيًا الأولوية للحفاظ على حياة طفلة بريئة وليس "لقاتل يريد زرع قنبلة"؛ لأن التعليمات كانت واضحة بالقضاء بأي ثمن، على التهديد الرهيب الناتج عن "الإرهاب" الذي أوقع مئات القتلى والجرحى والمشوهين والذين "لا يتكلم عنهم أحد"!

الاعتراف الذي أدلى به لوبان من خلال إحدى الإذاعات، مؤكدًا قيام الجيش الفرنسي بممارسة الضرب والصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق وغيرها من وسائل التعذيب، جاء متزامنًا مع الاحتفاء المصري بالمناضلة الجزائرية الأشهر "جميلة بو حيرد" من خلال مهرجان أسوان لأفلام المرأة الذي عقد مؤخرا وسميت دورته باسمها تكريمًا لتاريخها النضالي.

وبنفس المنطق والقناعة بعدالة القضية- من الناحية الأخرى- استطاعت زميلتنا الدؤوبة والمجتهدة هبة محمد علي، أن ترصد في مجلة "روزاليوسف" تواضع سيدة جزائرية عظيمة ترفض أن تتحدث للإعلام عن كفاحها، إِيمَانًا وقناعة بأنها لا تحب أن يكون بينها وبين الشعوب أية وسائط، فقد اختارت البسطاء منذ زمن بعيد ورفضت السلطة والجاه.. فلماذا تغير الآن قناعتها وهي في خريف العمر؟!

..لذلك، فإن تكون أمينًا مع نفسك ومتسقًا مع أفكارك حتى لو كانت شريرة.. ماجنة.. لا إنسانية، أفضل كثيرًا من أن تُمارس الخداع والتضليل لتجميل صورتك الذهنية في عيون الآخرين.

هذه هي قناعتي التي استخلصتها منذ زمن بعيد، وبدأت أتعامل- من هذا المنطلق- سواء مع البشر أو الأحداث بكل تنويعاتها، لعلها تقيني شر الإدانة وتوزيع الاتهامات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز