عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
على أمين يكتب هيكل ابنى رئيسا للتحرير!

على أمين يكتب هيكل ابنى رئيسا للتحرير!

بقلم : رشاد كامل

 كان آخر ما يخطر  على بال الشاب «محمد حسنين هيكل» أن يقوم الأستاذ «على أمين» رئيس تحرير مجلة آخر ساعة بتعيينه رئيسًَا للتحرير بدلا منه، بل يكتب عنه افتتاحية «آخر ساعة»  موضحًا  أسباب قراره!!
 كان هيكل  وقتها فى التاسعة والعشرين من عمره، وكان قد عمل لفترة فى صحيفة «الايجبشيان جازيت» الإنجليزية ثم «روزاليوسف» ثم «آخر ساعة» و«أخبار اليوم» مع الأساتذة «محمد التابعي» و«مصطفى وعلى أمين».

 ويقول الأستاذ هيكل عن أستاذه «التابعى»: «أعتقد أننى كنت  آخر تلاميذه وأننى ظللت الأكثر قربًا منه، كان يقدر عملى ويعتبرنى واحدًا  من اكتشافاته، كانت علاقتى الودية به إضافة إلى صفاته الإيجابية تسمح لى بالتحدث إليه دون حواجز».
 وكان  إيمان «على أمين» بموهبة وكفاءة هيكل بلا حدود، أكثر من هذا أن «على أمين» وقف بجواره ودافع عنه  عندما فوجئ بثورة من محررى آخر ساعة يقولون له : إما نحن وإما هيكل!».
 وحسب ما جاء فى كتاب «هوامش على قصة محمد حسنين هيكل» للأستاذ «ضياء الدين بيبرس» الذى يقول إن المحررين صمموا  على تعذر تعاونهم مع هيكل وبدأوا يسردون اتهاماتهم!
 قال أولهم إن هيكل «إلعبان» وقال رابع إن هيكل ثعبان! وقال خامس إنه مجرد من الإنسانية.. و.. و..
 وضحك على أمين وقال لهم: «إن كل هذا  الذى ذكرتموه انفعالات وليس اتهامات ولا وقائع!!»
 ولم يستطع واحد منهم أن يقدم دليلا على ما يقول، ولم تمض  عدة شهور حتى فوجئوا بقرار «على أمين» المنشور فى آخر ساعة والذى كتب فى 81 يونيو سنة 2591:
 بعنوان «عزيزى القارئ» يقول : 
 «عزيزى القارئ : هذا  خطاب وداع أكتبه لك  مودعًا!
 وأعترف لك أننى كتبته منذ عام ثم ترددت فى نشره وحفظته فى درج مكتبى وكنت أخرج  الخطاب  من درج المكتب مرة كل أسبوع وأعيد قراءته ثم أرده إلى الدرج!
 فأنا لأ ريد أن أودعك ولا أريد أن أودع مجلة آخر ساعة التى علمتنى الصحافة منذ 81 عامًا ومنحتنى عشرات الألوف من الأصدقاء والأعداء والأصدقاء يحمون ظهرك والأعداء يشعرونك بأنك على  قيد الحياة، لأن الناس لا تعادى الأموات. 
 واليوم أزيح الغبار عن خطاب الوداع وأعرضه عليك كما كتبته منذ عام.. 
إن زحمة العمل فى دار أخبار اليوم تضطرنى  إلى الاستقالة من رئاسة تحرير آخر ساعة، وقد كنت منذ أكثر من عام أتوقع هذه الاستقالة، ولذلك بحثت عن شاب يعمل  بجانبى كما كنت أعمل منذ 81 سنة بجانب الأستاذ «التابعى» يتحمل أعصاب رئيس التحرير ويجمع أطرافها المبعثرة ويبحث عما فقد منها بين الأدراج  والمكاتب وسلال المهملات ثم يتعلم وظيفة رئيس التحرير. 
 واخترت عددًا من الشبان الأكفاء ولكن بعضهم سقط فى منتصف الطريق.. وبعضهم كنت أمضى الساعات باحثًا لهم عن أعصابهم المتناثرة بين الأدراج والمكاتب وسلاسل المهملات وكان آخر هؤلاء الشبان هو «محمد حسنين هيكل». 
 وأحب أن أعترف لك بأنه كان آخر من فكرت فيهم لأننى كنت أصر على أن يبقى فى العمل الذى نبغ فيه وهو «الباحث عن المتاعب» فقد كانت أخبار اليوم ترسله بالطائرة وراء كل انقلاب  فيقيم الدنيا ويقعدها بتحقيقاته الصحفية.. 
 وكنت فى نفس الوقت أخشى عليه من التجربة، كما يخشى الأب على ابنه إذا ركب طائرة أو دخل مغامرة، فإننى أشعر بأن «هيكل» ابنى اكتشفته ودفعته إلى الأمام. فإذا به يصبح نجمًا  من نجوم الصحافة وهو فى سن الرابعة والعشرين، ولذلك كنت أخاف عليه وأخاف على اكتشافى من أن يدخل فى امتحان  جديد!
 ولكنه دخل التجربة ونجح وعمل فى العامين الماضيين كمساعد لرئيس تحرير «آخر ساعة» ثم كرئيس تحرير فعلى فلمع فى الدار  وإن لم يخرج نوره إلى الشارع. 
 وأخيرًا أقدم لكم استقالتى لأعود محررًا عاديًا فى «آخر ساعة» وقادم لكم مع الاستقالة رئيس تحرير آخر ساعة الجديد : «محمد حسنين هيكل».• 
 وللحكاية بقية..



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز