عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
..ويسألونك عن الـ"بي بي سي"!

..ويسألونك عن الـ"بي بي سي"!

بقلم : د. شريف درويش اللبان

خلال يومي الأربعاء والسبت الماضيين كانت لي مداخلتان هاتفيتان مع برنامج "صباح دريم" على قناة "دريم" وبرنامج "ماذا ولماذا" على "الراديو 9090"، وكان موضوع المداخلتيْن واحد عن السقطة المهنية التي وقعت فيها قناة "بي بي سي" في حق الدولة المصرية عندما أشاعت أنه توجد في مصر حالات للاختفاء لقسري، واستضافت إحدى الأمهات التي أكدت اختفاء ابنتها قسريًا، وهو ما ثبت كذبه جملةً وتفصيلًا بظهور الابنة التي تزوجت وتمارس حياتها بشكلٍ عادي، والقبض على الأم التي اعترفت بتقاضيها أموالًا من "بي بي سي" مقابل أن تقول أمام الكاميرات ما لقنها إياه فريق الإعداد.



وقد قلت للإعلامية "قصواء الخلالي في برنامج "صباح دريم" الأربعاء الماضي "إن ما فعلته الـ(بي بي سي) لا يتعلق بالمهنية الإعلامية، وأنه لا يوجد أي خبر أو موضوع يتم بثه عبر هذه القناة إلا بعد التأكد من ثلاثة مصادر مختلفة حوله لكي لا يتم الوقوع في الخطأ المهني قبل بث المادة الإعلامية، وهو ما لم تتوخاه القناة مع البرنامج التسجيلي عن إحدى الحالات التي ادعت أنها تمثل اختفاءً قسريًا لصاحبتها. وأضفت أن BBC لم تلجأ للمصادر الرسمية قبل بث التقرير حول الاختفاء القسري، وكان من الممكن أن تقوم وزارة الداخلية بإفادة القناة بالمعلومات، بدلًا من الكذب والتضليل الذي ورد بالتقرير.

وقد شددتُ على أن الفضائية البريطانية لم تقع في خطأ مهني غير مقصود، ولكن التقرير مقصود به تشويه صورة مصر، وأشرتُ إلى أننا رصدنا ثلاث وسائل إعلامية تبثُ تُرهات وأباطيل على مواقعها حول مصر، منها "نيويورك تايمز" The New York Times الأمريكية و”واشنطن بوست ” The Washington Postالأمريكية و"الجارديان" The Guardian البريطانية، وانضمت إليها مؤخرًا قناة "بي بي سي"، علمًا بأن هذه الوسائل لا تخطئ، ولكنها تُعتبر امتدادًا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهو ما يُحتم علينا إعادة النظر في أساليب التعامل مع كل الوسائل الإعلامية الدولية التي تستهدف المنطقة العربية والدولة المصرية، وتبثُ إرسالها باللغة العربية، وتأتي في زُمرة هذه الوسائل والقنوات "روسيا اليوم" و"دويش فيلة" و"فرانس 24" علاوة على المواقع التي تبثها بعض القنوات باللغة العربية مثل "الهافتنجتون بوست" و"آرابيك سي إن إن" و"بي بي سي آرابيك".

وقلتُ كذلك إن ما قامت به مؤسسة "بي بي سي" البريطانية تجاه مصر غير مسبوق في مهنة الإعلام، وإن "بي بي سي" التي كانت دائمًا تتحدث عن الحيادية والدقة والشفافية والمهنية، كسرت كل القواعد التي كانت تتباهى بها في ممارستها الإعلامية. ومن الواضح أن "بي بي سي" ومن على شاكلتها تمثلُ امتداداتٍ طبيعية للسياسة الخارجية لدولها، وأن تلك المؤسسات الإعلامية تديرها دول تستهدف إسقاط الدولة المصرية، خاصةً أن القرار المصري مستقل، وهذا يؤرقُ سياسات بعض الدول الغربية.

وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج "ماذا ولماذا؟" المذاع على الراديو 9090، مع الإعلامية نائلة عمارة، قلتُ إن المؤسساتِ الإعلامية الدولية الكبرى لا تنقل إلا الأخبار التي تخدم سياسة الدولة التابعة لها، خصوصًا حول مصر ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن أخبار وتقارير الـ"بي بي سي" حول مصر تكشف السياسةالبريطانية المعادية لمصر والداعمة لجماعة "الإخوان" الإرهابية منذ ثورة الثلاثين من يونيو 2013 والتي قام بها الشعب المصري، وأزاحَ بها "الإخوان" من سُدة الحكم في مصر، وهو ما اعتبر ضد السياستيْن الأمريكية والبريطانية في مصر وقتها، وقلت إن الـ"بي بي سي" وغيرها من القنوات والصحف الدولية تجسدُ سياساتِ الدول الأوروبية، وعلى رأسها بريطانيا، تجاه مصر.

وأضفتُ أن الـ"بي بي سي"، حاولت التلاعب بالأخبار والحقائق حول الصين، فقامت بمواجهتها ووجهت لها "إنذارًا" شديدَ اللهجة، وهددت بمنعها من التواجد داخل الصين. وأشدتُ بالمواجهة القوية التي شنها الإعلام المصري بمساعدة أجهزة الدولة للشائعات التي شنها عناصر جماعة "الإخوان" الإرهابية خلال الفترة الأخيرة، وعلى رأسها "واقعة زبيدة" التي روجتها "بي بي سي".

وقلتُ إنه يجب على مؤسسات الدولة وضع شروط ومعايير وقوانين لمواجهة وسائل الإعلام الغربية والدولية، بداية من توجيه إنذار للقناة التي تقوم بشن الأكاذيب ضد الدولة المصرية، فإن تجاوزت مرة أخرى يتم قطع بثها أو حجب موقعها في مصر نهائيًا، وهو ما يمثلُ أبسط رد على الوسائل الإعلامية المتعاطفة مع الجماعات الإرهابية في الداخل المصري.

إن الحفاظ على الأمن القومي المصري لا يحتمل التسامح مع الوسائل الإعلامية التي تستهدف تقويض أمن مصر وإثارة القلاقل فيها لإعادة الجماعة الإرهابية إلى معادلة الحكم في مصر تارةً أخرى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز