عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
أكباد المصريين بين الألم والأمل

أكباد المصريين بين الألم والأمل

بقلم : أيمن عبد المجيد

يظن البعض أن الصحفي يمتلك عصا سحرية، تفتح الأبواب المغلقة، يلجأ إليه كل صاحب حاجة ضاقت به السُبل.



فما أعظم أجر من قضى حوائج الناس، نسأل الله أن يجعلنا منهم، مناسبة هذا الحديث، هي ذكريات مؤلمة، تعود إلى عامي 2009 و2010 وما قبلهما، فلم يكن يمر أسبوع إلا وتأتي الاتصالات التي تبحث عن دعم لمريض كبد، ينهش فيروس "سي" أحشاءه، يقترب من الموت كل يوم بقدر انتفاخ بطنه.

كان الشعور بالعجز أمام بسطاء، يستغيثون بك، فتتصل لهم بوزارة الصحة، بحثًا عن خيط أمل يربطهم بالحياة، فكل ما يمكن فعله لهم هو مسكنات، فالأطباء يصارحونك، الحالة متأخرة.

آلاف الآباء رحلوا، تاركين خلفهم أطفالًا تيتموا، بلا عائل، وزوجات ترملن، وأمهات ثكلى، بل الكثيرات من نساء مصر أيضا تجرعن من الكأس ذاتها.

مناسبة تلك الذكريات المؤلمة، ما نشاهده اليوم من أمل وجهد لا يُنكر للدولة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على هذا الفيروس، الذي عاش سنوات ينهش أكباد الآلاف من المصريين.

فهو إنجاز ما بعده إنجاز الذي تحقق في عهد الرئيس السيسي، فلا يوجد مريض واحد متبقٍ على قوائم انتظار العلاج.

وأعتقد لن تجد إنسانًا في مصر مهمومًا بمجتمعه، لم يمر أحد المحيطين به بتجربة المرض أو العلاج من هذا الوحش الناهش للأكباد.

حقيقة من يقارن بين 2009، و2010، وما قبلهما، و2017 و2018، يدرك حجم الإنجاز الذي تحقق، لصالح المواطن البسيط، ويكفي إنقاذ أرواح الآلاف، وتخفيف آلام لم يكن ليحتملها ولا يدرك حجمها إلا من ابتلي بها، نسأل الله العافية للجميع.

واليوم يُطلق الرئيس المُنجز عبد الفتاح السيسي، مبادرة مصر 2020 للقضاء النهائي على "فيروس سي"، وهي المبادرة التي فعّلتها وزارة الصحة، من خلال قوافل طبية تجوب محافظات مصر، للكشف على المواطنين وإجراء التحاليل، بل وتقديم العلاج لمن يُكتشف أنه مصاب.

لم يكن يخطر ببال أسرة مريض في 2012، يعاني في رحلة البحث عن العلاج، أن يومًا قريبًا يمكن أن يأتي، فتجد العلاج مجانيًا، بل كان من الخيال أن تقول لهم إنه سيأتي يوم ليس ببعيد تجد فيه وزارة الصحة هي التي تأتي إلى قريتك، تبحث عنك وتقدم لك العلاج مجانيًا.

نعم تحقق الحلم، وحوّل الرئيس عبد الفتاح السيسي الخيال إلى حقيقة، لم تمنعه الحرب ضد الإرهاب، ولا المشروعات القومية، من الحرب على "فيروس سي"، فحماية أرواح المصريين هي الهدف، سواء كان العدو إرهابيًا، أو "فيروسًا" لعينًا يستهدف أكباد المصريين.

فاليوم ومنذ 13 فبراير الماضي تجوب 87 قافلة طبية تابعة لوزارة الصحة كل محافظات مصر، باستثناء شمال سيناء فقط لأسباب أمنية، لمنح المواطنين فرصة إجراء التحاليل للاكتشاف المبكر، وقد بلغ عدد من أجرى الفحص في مراكز وقرى مصر حتى 3 مارس، 236 ألفًا، من ثبت إصابته منهم حصل على العلاج المجاني، والذي ثمن الجرعة منه 1500 جنيه.

القافلة الواحدة تضم أربع سيارات مجهزة، الأولى لسحب عينات الدم، والثانية بها معمل تحاليل مجهز على أعلى مستوى، والثالثة مركز لإجراء الأشعة، والرابعة صيدلية لصرف العلاج المجاني لمن يثبت إصابته.

ها هي ثورة يناير وما تلاها من ثورة يونيو تحقق أهدافها، فهل هناك كرامة إنسانية أهم من حماية حق مواطن في الحياة، بإنقاذه من ناهش الأكباد؟ عُد بذاكرتك لطوابير العيش وأنابيب البوتاجاز التي كان يفقد بعضنا فيها حياته، وانظر لما نحن عليه اليوم.

تذكر البطون المتضخمة بفعل المرض، تصارع الموت، آهات المرضى الباحثين عن واسطة ومحسوبية للحصول على العلاج، وانظر للقوافل التي تجوب مصر الآن بحثًا عن المرضى لمنحهم العلاج.

حينها ستدرك ماذا تحقق ولماذا عليك أن تُشارك بصوتك في الانتخابات؟ فما تحقق كثير، وما نحتاج أن يستكمل أكثر، فهناك أطفال تنتظر مزيدًا من الحضانات، ومستشفيات تحتاج إعادة تأهيل، ومنظومة تعليم تتطلب إصلاحًا.

مصر تسير على الطريق الصحيح، تُقاتل الفقر والإرهاب والمرض، وكل من بالوطن على ثغور، يجب أن تحمي ما أنت مؤتمن عليه، هناك من ضحى بدمه من أجل بلوغ ما وصلنا إليه، فلا تبخل بصوتك الانتخابي، لنصل بمصر إلى ما نبتغيه لها من رفعة وازدهار، ولشعبنا وأجيالنا القادمة من تقدم ورقي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز