عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا عودة للوراء

لا عودة للوراء

بقلم : محمود حبسة

هذه هي المرة الأولى التي أعلق فيها على حادث رياضي على مدار مسيرتي في بلاط صاحبة الجلالة والتي تقارب الثلاثين عاما ولكن لخطورة ما حدث يوم الثلاثاء الماضي في إستاد القاهرة الدولي عقب مباراة النادي الأهلي وضيفه فريق مونانا الجابوني في ذهاب دوري أبطال إفريقيا، فوز الفريق الأحمر بأربعة أهداف مقابل لا شيء لم يمنع قلة من جماهيره القيام بأعمال شغب بعد المباراة تمثلت في تكسير مقاعد الاستاد وتحطيم كاميرات التصوير والاعتداء على سيارتين للشرطة والأهم من ذلك ترديد عبارات مسيئة للدولة ومؤسساتها في مشهد أعاد للأذهان ما كان يحدث منذ سنوات والذي تسبب في إقامة مباريات كرة القدم بدون جماهير، القضية جد خطيرة ولا يمكن ولا يصح أن نسمح لها أن تمر مرور الكرام حتى لو أصدر مجلس إدارة النادي الأهلي بيانا يدين فيه ما حدث ويتبرأ منه بل حتى لو أصدرت رابطة أولتراس أهلاوي بيانا على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تتبرأ فيه مما حدث، دلالات المشهد المؤسف الذي شهده استاد القاهرة خطيرة جدا فكم العبارات التي تم ترديدها وفحواها ومضمونها يكشف عن عداء كامن ما زال في النفوس وغضب أشبه بالقنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في أي وقت، كما أن أعداد الجماهير لم تكن قليلة واللافتات التي رفعوها إضافة إلى إصرار هؤلاء المشاغبين على إثارة الفوضى والاستمرار في أعمال الشغب والتخريب كل ذلك يؤكد ان هذه الأعمال لم تتم مصادفة بل كان مخطط ومرتب لها، والسؤال هل يمكن أن تقبل الدولة بإضعاف هيبتها مرة أخرى؟ هل يمكن أن تقبل الدولة لمجموعة من المخربين والمشاغبين الاعتداء على ممتلكاتها ومؤسساتها؟ هل يمكن أن تسمح الدولة بالاعتداء اللفظي والفعلي على واحد من أهم أجهزتها وهو جهاز الشرطة في وقت يخوض فيه رجاله مع رجال القوات المسلحة حربا مقدسة ضد الإرهاب يذودون فيها بأرواحهم دفاعا عن الوطن؟



خطت مصر خطوات واسعة نحو تحقيق التقدم والازدهار نحو الحلم الذي تصبو إليه والذي لم يكن يتحقق سوى بعودة الاستقرار والأمن اللذين أعادا للدولة المصرية هيبتها ولمؤسساتها كرامتها وأحد شواهد هذا الاستقرار هو اتخاذ قرار عودة الجماهير إلى مدرجات الملاعب من جديد بعد غياب استمر ثلاث سنوات حتى تسترد الرياضة المصرية خصوصا كرة القدم أحلى وأجمل صورها وتسترد الدولة آخر الدلائل على عودة الأمن إلى كل ربوعها وإلى تعافيها بالكامل وتجاوزها كل أحداث وصور ومشاهد ما بعد يناير 2011، لم تصل الدولة المصرية لهذه النتيجة بسهولة، لم يكن الطريق ممهدا مفروشا بالورود بل كان الطريق ملغما بالمشكلات والعثرات من كل نوع مصاعب سياسية واقتصادية وأمنية ومؤامرات من الداخل والخارج، سنوات كانت بالتأكيد سنوات عجاف منذ اندلعت ثورة يونيو وتمت الإطاحة بحكم الإخوان في 3 يوليو عام 2013 فوضى وانفلات أمني ومظاهرات وشغب من الجامعات إلى الملاعب إلى الشوارع إلى مؤسسات عششت فيها الخلايا النائمة لجماعة الإخوان لسنوات طويلة وعطلتها عن العمل، حتى كان ما تحقق بإرادة فولاذية لم تشهدها مصر من قيل، إرادة تحدت الصعاب وقهرت المستحيل وجعلت من السنوات الأربع الماضية سنوات العمل والتحدي، ومن ثم فإنه من غير المقبول العودة للوراء مرة أخرى، من غير المقبول العودة لأحداث الشغب والفوضى في أي مكان من أرض مصر بعد كل هذا الجهد وكل هذا التعب، من غير المقبول العودة لأحداث ومشاهد سنوات 2011 و2012 و2013 مهما كان الثمن، من غير المقبول أن تهيل الدولة أطنان من الرمال على إنجازات تحققت على أرض مصر وفى مقدمتها عودة الأمن والاستقرار اللذين كانا بمثابة البوابة الملكية لعودة السياحة مرة أخرى وتدفق الاستثمارات العربية والأجنبية، من غير المقبول أن تصبح جماعة أو فئة أيا ما كان عددهم أو انتماؤهم فوق القانون بدون محاسبة.

نثق في قدرة الدولة المصرية وقدرة الرئيس السيسي على الحفاظ على ما تحقق من إنجازات، نثق في قدرة دولة مضت في واحد من أصعب المسارات وهو مسار الإصلاح الاقتصادي بل غامر الرئيس عبد الفتاح السيسي بشعبيته في مقابل إصراره على بناء دولة حقيقية دولة يأتي إليها المستثمرون من كل الدنيا للاستثمار فيها، أصر الرئيس السيسي على تنفيذ رؤيته لإصلاح الاقتصاد المصري والنهوض به حتى لا تتعرض مصر للإفلاس وحتى تمضي خطط الدولة باتجاه تحقيق تنمية حقيقية شاملة، نثق أن الجميع في مصر يخضعون للقانون وأن أيا ما كانت جماعات الأولتراس التي مارست أعمال الشغب الأسبوع الماضي سيتم إلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم، نثق أن نكلفه إصلاح التعديات التي تعرض لها إستاد القاهرة لن تتحمل الدولة مليما واحدا منها وسيتحملها النادي الأهلي باعتبار أن جماهيره هي التي أحدثتها، نثق أن الدولة لن تتراجع عن قرارها بعودة الجماهير إلى المدرجات لأنه لا عودة إلى الوراء ولا عودة عن قرار اتخذته الدولة وأن جماهير النادي الأهلي هي من ستحرم من حضور المباريات لأنها المسؤولة عما حدث حتى لو كان من قاموا به فئة قليلة منهم، نثق أن اتحاد الكرة سيتخذ العديد من الإجراءات والتي ستتضمنها لائحته مثل الخصم من النقاط حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز