عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
حتمية الرئيس السيسي

حتمية الرئيس السيسي

بقلم : د. شريف درويش اللبان

عند ترشُح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية في مارس من العام 2014، أطلق عليه أستاذنا الكبير الراحل محمد حسنين هيكل وقتها أنه "المرشح الضرورة"، فلقد كانت مصر تمر بظروفٍ غاية في الصعوبة محليًا ودوليًا، لم يسبق لها أن واجهتها في تاريخها الحديث؛ فعلى الصعيد المحلي كانت قد مضت عدة شهور على الإطاحة بجماعة "الإخوان" الإرهابية من الحكم بعد أن قضت مصر عامًا هو الأكثر سوادًا في تاريخها ترزح تحت حكم هذه الجماعة، التي لم يكن يهمها مصر كوطنٍ ودولة بل كان يهمها أعضاء الجماعة وتنظيمها الدولي.



وبعد إزاحتها عن الحكم قضت مصر أياما وأسابيع قلقة ومتوترة أثناء اعتصامي "رابعة" و"النهضة" اللذين كانت تُبث فعالياتهما على الهواء مباشرة من خلال قناة "الجزيرة" العميلة والقنوات الأخرى الموالية للجماعة، وبثت الجماعة قدرًا كبيرًا من الذعر والرعب في قلوب المصريين من خلال التهديد والوعيد من على منصة "رابعة"، وهو ما قاموا بتنفيذه من خلال عمليات إرهابية موسعة في أرجاء البلاد وما زلنا نعاني من بعضها حتى الآن.

وعلى الصعيد الدولي، كانت الجماعة تلقى التأييد من بعض الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، علاوة على الدول الموالية لها خاصةً قطر وتركيا، علاوة على تأييد تنظيمها الدولي، وهو ما كان يمثل ضغوطًا على الدولة المصرية سيُعلن عنه في حينه عندما يتم الإفراج عن الوثائق المتعلقة بتلك الفترة الملتبسة في قادم السنوات.

من هنا، كان المشير عبد الفتاح السيسي هو "الرئيس الضرورة" الذي لا يوجد له بديل؛ فهو الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع عندما اندلعت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، وحمل رأسه على كفه، عندما ساند ثورة الشعب المصري ضد الجماعة الغاصبة، ولم يخشَ إلا الله، ولم يكن طامعًا في سلطة، ولا طامحًا لها، بل إن الشعب المصري هو الذي نزل بالملايين يطالبه بالترشح للرئاسة وقال له "كمل جميلك"، ولم يكن أمامه إلا أن يستجيبَ لنداءِ الشعب.

وكان الشعب واعيًا بأن المشير السيسي هو "الرئيس الضرورة" في هذه المرحلة الفارقة في عمر الوطن، وذلك لمواجهة إرهاب جماعة "الإخوان" ومؤيديها من أطياف الإسلام السياسي الأخرى وقطعان الإرهابيين الذي أفرج عنهم مرسي من السجون أو أتى بهم من كل حَدْبٍ وصَوْب ليكونوا سنده في مواجهة الشعب المصري إذا ثار عليه. والدليل على ذلك أن الشعب المصري نزل بالملايين إلى الميادين بناءً على طلب الرئيس السيسي في السادس والعشرين من يوليو 2013 لكي يفوضه في مواجهة الإرهاب، وكلنا كنا نعلم أن أي رئيس مدني لم يتربَّ في المؤسسة العسكرية، مؤسسة الوطنية المصرية، لم يكن ليستطيع مواجهة هذا الفصيل المجرم من الإرهابيين الذين يحاربوننا باسم الدين والإسلام منهم بَرَاء. كذلك لم يكن سوى الرئيس السيسي الذي يستطيع أن يواجه التحديات الدولية التي وضعت فيها مصر لأن له خبرة بأساليب مواجهتها ويعلم بواطن ملفاتها منذ أن كان مديرًا للمخابرات الحربية.

وفي رأينا أن الأمور رغم صيرورتها الظاهرة إلا أنها جميعًا ما زالت تقول ليس فقط بأن السيسي هو "الرئيس الضرورة" بل الأكثر من ذلك فإننا يمكن أن نؤسس لنظرية كنتاج لكل المشاهدات والأحداث والمعطيات والمستجدات خلال السنوات الأربع الماضية التي تمثل الفترة الرئاسية الأولى للرئيس، وهذه النظرية عنوانها الأبرز هو "حتمية الرئيس السيسي"؛ حيث يمثل انتخاب الرئيس لفترة رئاسية ثانية حتمية تاريخية في مسيرة الدولة المصرية.

وتنبع هذه "الحتمية" من أمريْن مهمين: أولهما ضرورة استمرار الرئيس لكي يستكمل حربَه على الإرهاب، ولعل العملية "سيناء 2018" هي خيرُ شاهد على أن الدولة المصرية تخوض حربًا شرسة على الإرهاب بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة لتطهير سيناء من قُطَعان الإرهابيين، لكي تبدأ عملية تعمير سيناء، وثانيهما أن الرئيس بدأ في عددٍ من المشروعات القومية التنموية الكبرى التي ستغيرُ وجهَ الحياة في مصر خلالَ العقودِ القادمة، لذا يجب استمرار الرئيس لكي يستكمل ما بدأه من مشروعات بدأ المواطن المصري يشعر بأهميتها له ولأولاده وأحفاده.

إن "حتمية الرئيس السيسي" لكي يكون رئيسًا لمصر خلال السنوات الأربع القادمة تدعونا جميعًا كمصريين أن نصطفَ صفًا واحدًا من أجل الوطن ومستقبله أمام لجان الانتخاب لكي نصوتَ للرئيس الذي آمنا به ووضعنا أمننا واقتصادنا وحاضرنا ومستقبلنا بين يديه فكان على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.

يجب أن نقول للعالم ولكل أعداء الوطن الذين لا يريدون الخير لمصر أننا خلف القائد جنودًا نذودُ عن الوطن، ولن نسمحَ لأحد أن يَمَسَ هذا الوطن أو قائدَه بسوء.

حمى الله مصر.. وحمى قائدها.. وحمى شعبها وجيشها.. وجعلها حصنًا آمنًا لأهلها ولكلِ من يلجأ إليها.. إنه سميعٌ مجيب.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز