عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأمل.. أساس الحياة

الأمل.. أساس الحياة

بقلم : محسن عبدالستار

الناس في هذه الدنيا كل يعاني على قدره، فهذا مريض يأمل الشفاء، وهذا خائف يأمل الأمن والأمان، وهذا مظلوم يطمع أن يكون منصورًا يومًا على من ظلمه، وهذا إنسان حزين على حبيب فقده، أو شخص عزيز كان يتمنى أن يبقى معه، كل هؤلاء يحققون أمانيهم بالأمل، الذي هو أساس الحياة.



 فإذا فقد الإنسان المال فقد ضاع منه شيء له قيمة، وإذا فقد الصحة والعافية وبلغه المرض فقد ضاع منه شيء لا يقدر بقيمة، وإذا فقد الأمل فقد ضاع منه كل شيء.

 أي شيء تفقده في الحياة له قيمة بلا شك، فالمال له قيمته المادية، والشرف له قيمته الأخلاقية، والأمل له قيمته الروحية.. إذن الأمل موجود داخل كل إنسان منا، ولكن بإرادته هو فقط.. وإقناع الشخص نفسه بأنه فقد الأمل، بالفعل سيفقده حتمًا، والعكس صحيح، فمن أعطى لنفسه الأمل هو الرابح لإسعاد نفسه ومن حوله.. فتمسك بالأمل في كل الأحوال. 

كانت فتاة صغيرة، مريضة، تعيش مع أختها الكبرى في منزل واحد، ونافذة غرفتها تطل على شجرة، وفي يوم من الأيام سألت أختها: كم ورقة على هذه الشجرة؟ فأجابت بعين يملؤها الدمع، وكانت تعلم مغزى سؤال أختها الصغرى المريضة، لماذا تسألين، فأجابت: لأنني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة في هذه الشجرة.. هنا ردت الأخت وهي تبتسم: ﺇﺫﻥ ﺳﻨﺴﺘﻤﺘﻊ بحياتنا ونفعل كل ما نريد.

ومرت الأيام والطفلة المريضة تستمتع بحياتها مع أختها، تلهو وتلعب وتعيش أجمل أيامها وطفولتها وأختها تلبي لها ما تريده.. وتساقطت الأوراق تباعًا من الشجرة وبقيت ورقة واحدة، وتلك الطفلة المريضة تراقب من نافذتها الصغيرة هذه الورقة، ظنًا منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه الورقة ستنتهي حياتها للأبد بسبب مرضها.

ولما انقضى الخريف وبعده الشتاء ومرت السنة، ولم تسقط الورقة والفتاة سعيدة مع أختها، وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد حتى شفيت تمامًا من مرضها، استطاعت مؤخرًا أن تمشى بطبيعتها، فكان أول ما فعلته أنها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط عن الشجرة، فوجدتها ورقة بلاستيكية مثبتة جيدًا على الشجرة، فعادت إلى أختها مبتسمة، بعدما أدركت ما فعلته أختها من أجلها لإسعادها ومنحها الأمل الذي أعطاها الحياة من جديد.

وهنا نطرح سؤالًا وهو، لماذا يوجد أناس لديهم أمل ومتفائلون، ويعيشون به وله، والبعض للأسف ينهار سريعًا، وذلك لأن أكثر شيء يشجع على الأمل، هو قوة الإيمان، والثقة بالله سبحانه وتعالى، فمن وثق بالله سهل عليه كل شيء.. لأن الأمل أساس لتغيير الإنسان للأفضل.

جاءت امرأة إلى نبي الله موسى عليه السلام، فقالت: يا موسى إنني امرأة لم ألد، عقيم، فادعو لي الله أن يرزقني الولد، وكان موسى يكلم ربه، فدعا ربه عز وجل أن يرزقها الولد، فقال الله سبحانه لموسى إني كتبتها عقيمًا، فرجع وأخبر المرأة بهذا الأمر، وأن الله قد كتبك عقيمًا، أي لا توجد فائدة أو بارقة أمل للإنجاب، ورجعت بعد زمن وطلبت من موسى أن يدعو لها ربه بأن يرزقها الولد مرة ثانية، فتعجب موسى ودعا لها الله، فقال يا موسى قد كتبتها عقيمًا، وأخبرها موسى بهذا فذهبت المرأة حزينة.. ولكنها لم تيأس وتمسكت بالأمل، وأخذت تدعو الله عز وجل وتلح في الدعاء، وبعد سنة رجعت تحمل على ذراعيها طفلًا رضيعًا، فتعجب موسى عليه السلام، وسألها: ابن من هذا الولد؟ فقالت هو ولدي، قال لها ألم يكتبك الله عقيمًا؟!، قالت نعم، ولكنني دعوته فإنه رحيم، وقلت يا رحيم ارزقني الولد، فرزقني الولد.. ورجع موسى يكلم ربه، وقال له دعوتك يا رب قلت أني كتبتها عقيمًا فكيف رزقتها الولد؟! قال الله عز وجل لموسى كلما كتبتها عقيمًا قالت يا رحيم، كتبتها عقيمًا وهي تقول يا رحيم، فسبقت رحمتي قدرتي، ورزقتها الولد.. فلا تيأس من رحمة الله.

 ومادام في قلوبنا أمل سنحقق أحلامنا ونمضي للأمام، فامتلك الأمل.. لأنه أساس الحياة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز