عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السيمبوزيوم.. والديابة

السيمبوزيوم.. والديابة

بقلم : كاميليا عتريس

كم أحزنتني كلمة أحد العاملين بمحافظة أسوان، وهو يدعونا لركوب السيارات بعد انتهاء الحفل الختامي للدورة الـ23 لسيمبوزيوم فن النحت بأسوان حين قال :"اركبوا بسرعة قبل ما الشمس تغيب، فمع قدوم الليل الديابة تملأ المكان".



تذكرت، منذ عشر سنوات، عندما أقيم - في نفس المكان - حفل ساهر تحت الأضواء الكاشفة، احتفالا ببدء مشروع تطوير المتحف المفتوح الذي يضم كل القطع النحتية نتاج أعمال الفنانين، وأقامت متحفا صغيرا للقطع الصغيرة وتجهيز المكان لاستقبال الزائريين وبدورات مياه وكافتريات ووضع المتحف على الخريطة  السياحية لمحافظة أسوان.. وكان الكل سعيدا فى هذا اليوم حتى القطع النحتية نتاج الأعمال السابقة التى تم إضاءتها  تبدو وسط الجبل كأنها تحتفل معنا وترقص بأضوائها مع الفرق الشعبية الأسوانية والحاضرين من مصريين وأجانب.. وتكرر الاحتفال بشكل أقل بكثير أثناء الاحتفال بالدورة الـ20.. وبعدها فى السنوات التالية تغير ميعاد الاحتفال من المساء إلى وسط النهار خوفا من الديابة!!

 بعد 23 عاما من  تحقيق حلم عظيم، حلم به الفنان الكبير فاروق حسني وزير الثقافة السابق، والفنان الكبير آدم حنين فى إعادة فن النحت الذى أقيمت عليه وسجلت الحضارة المصرية القديمة عظمتها التى تبهر العالم عبر العصور، وليكون المتحف رسالة للعالم بأن الأبناء يتواصلون مع الأجداد من نفس المكان من حجر أسوان الصلب.

 بعد 23 عاما ولأول مرة، غاب عن السيمبوزيوم مؤسسه الفنان الكبير آدم حنين لمرضه.. ولأول مرة يعتذر محافظ أسوان عن حضور الختام ولو لساعات قليلة.. ولأول مرة يقل عدد الفنانين المشاركين من 15 فنانا إلى 8 فقط وسألنا لماذا توقفت عمليات تطوير المتحف المفتوح وعدم استكمال بناء  دورات مياه وكافيتريا لخدمة الزائرين؟!

 لم نجد إجابة شافية، فالمحافظة توقفت عن المساعدة وصندوق التنمية الثقافية المشرف على المشروع  بعد  قرار وزارة الآثار بالتوقف عن التمويل  المالي الـ10% التى كانت تدعم بها الصندوق، أصبح يعاني من أزمة تمويل مالي إلى حد ما.. وهذا أمر يحتم مشاركة من وزارة الثقافة ومحافظة أسوان لإنقاد المتحف المفتوح الذي يحتوي على عشرات القطعة النحتية   شارك فيها عشرات الفنانين المصريين والعرب والأجانب وكل قطعة منهم تكلفت آلاف الجنيهات ثمن قطع الجرانيت، غير تعب ومجهود وإبداع الفنانين.

أليس هذا إهدارا للمال العام وضياعا لمجهود وإبداع وفن عبر 23 عاما.. نداء لكل من يهمه الأمر: أنقذوا المتحف المفتوح للنحت بأسوان لكي يصبح مزارا عالميا يليق بهذا الإنجاز العظيم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز