عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سياسات الدولة لمواجهة الفقر

سياسات الدولة لمواجهة الفقر

بقلم : د. حماد عبدالله

كانت من أهم الأهداف الستة لقيام ثورة يوليو 1952 هى القضاء على (الفقر والمرض والجهل)، وحتى اليوم وبعد أكثر من خمسه وخمسين عاماً مازلنا نكافح فى القضاء على هذه الآفات الثلاث، التى توارثها شعب مصر من احتلال عثمانى فوق الثلاثمائة عام، وأكثر من سبعين عاما تحت الاحتلال الإنجليزى وحكم سلطانى وملكى وجمهورى، من شمولى إلى انفتاحى إلى ديمقراطى، ونحن مازلنا  نكافح للقضاء على هذه الآفات الثلاث،



ولعل الفقر هو صلب التخلف، وهو أهم أسباب المرض، وكذلك الجهل، لذلك جاء ترتيبه فى أول المنظومة المطلوب القضاء عليها كما جاء فى كتاب (فلسفة الثورة) بقلم الزعيم الراحل (جمال عبد الناصر) قائد ثورة يوليو العظيم، وكانت كلمة (فقر) هى كلمة (عيب ) لم تنطق بها، ولم تعترف بها حكومة من حكومات الثورة، لأن البيانات الحكومية كانت تتوالى بإظهار مؤشر أن الفقر فى تراجع، وأن الحال (عال العال) وبالتالى  كان المرض، رغم الكفاح ضده بإنشاء المستشفيات والعيادات الصحية وغيرها، إلا أن الجودة فى العلاج وفى صحة السكان كانت غير ذى معيار محترم، أسوة بما يتم قياسه عالميا أو حتى إقليميا، وبالتالى كانت الفقرة الثانية من (الآفات) متأخرة فى التقدم لكى نرضى عنها شعباً وإدارة وقيادة والعكس، كأن المفترض أن التعليم، خاصة بعد إعلان مجانيته،  وبعد إعلان دستوريته (تناوله كالماء والهواء) إلا أن ذلك أيضاً تدهور وانهار،

 وأصبحنا أمة تعانى من "فقر المستقبل"، حيث التعليم هو ضمان لعقول وآمال هذا الوطن، فكان لابد من البدء مرة أخرى وبالتوازى التعامل مع تلك الآفات الثلاث، وكانت الفورة فى 11 يناير 2011 فنادت أول ما نادت بعيش وحرية وعدالة اجتماعية، ولم نعلن عن مكافحة الفقر ببرامج، سواء من صندوق اجتماعي أو من تهيئة مناخ الاستثمار، لجلب استثمارات مباشرة، ولرفع مؤشر النمو الاقتصادي فى الدولة، بل أخذتنا (الجماعة الإرهابية) التى قفزت على السلطة إلى غياهب (الجب) أو القرون الوسطى، فكانت ثورة 30 يونيو وإعلان 3 يوليو، وبداية جديدة تبذل الحكومة فى هذا المضمار  جهوداً جبارة، وبجانب إظهار (عفريت الفقر) على جدول أعمال الحكومة المصرية، وتبنى "القيادة السياسية" لمجموعة سياسات مع المرأة ومع الشباب ومع الضمان الاجتماعي، كلها تفاعلت لكى تتضمن أو تقلل من مؤشر ارتفاع نسبة الفقر، وتحديد أماكنه وتوطنه، حتى مواجهته،

كل هذا تم ويتم بقدر كبير من النجاح، إلا أنه فى الجانب الآخر هناك "آفة الجهل"، وبالتالى الأمية، والتعليم الابتدائي والإعدادى والثانوى، ثم التعليم الجامعى، وهو ما أصابنا بخيبة أمل كبيرة نتيجة سياسات لم تستكمل ولم تتضح صورتها من الحكومة والتي أضاعت جزءا كبيرا من "شهرة الحكومة" بأنها حكومة إنجاز، فأصبحت عاجزة عن وضع تصور أو البدء فى تطبيق أي من "توجيهات القيادة السياسية" فى ورقة التعليم خاصة، وبالتالى فمازلنا حتى اليوم  نقرأ ونسمع عن تضارب فى تصريحات وزيرى التعليم والتعليم العالى والبحث العلمى، حيث أنا وكثيرون لا نرى أملاً، فى جديد يمكن الحصول عليه للقضاء على "آفة الجهل" أو الخروج من مأزق تعليم عال وما قبله "أصيب بالفشل الكامل"، وسوف نرى آثار هذا كل يوم سواء على شكل توقف عمل أعضاء هيئات تدريس أو تكدس بطالة مقنعة غير حقيقية فى سوق العمل، حيث "إن العاطل غير مؤهل للعمل"، حيث إنه خريج نظام تعليمى جامعى فاشل.

 

   Hammad [email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز