عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"تربية سياحية" مدرسية!

"تربية سياحية" مدرسية!

بقلم : جورج أنسي

فاجأني نجلي- الطالب في المرحلة الابتدائية- هذا الأسبوع، بتنظيم مدرسته رحلة لمجمع الأديان بمصر القديمة، في سابقة تعد الأولى منذ دخوله المدرسة، وهو ما أسعدني جدًا بدرجة أدهشته هو شخصيًا، ربما لأنه لم يتوقع أن تثير داخلي هذا الحماس الكبير بصورة أكبر من الرحلات الأخرى الترفيهية التي يتم تنظيمها طوال العام!



سعادتي لا توصف بقرار تنظيم هذه الرحلة، ربما لأنني لم أتمكن- شخصيًا- حتى الآن من زيارة هذا المكان العريق، أو لإحساسي أن هناك أملًا يظهر من جديد في تنشئة جيل جديد يستطيع أن يتجاوز أخطاء أجيال أخرى.. عاشت وتربت على عدم قبول الاختلاف في الأفكار والمعتقدات، ما كان له أكبر الأثر فيما وصلنا إليه اليوم من تردٍ على جميع المستويات، إضافة إلى ضحالة المعلومات في عقول الأطفال حول تاريخ بلادنا!

ومجمع الأديان بما يضمه من شواهد لتاريخ الديانات الثلاث الرئيسة في مجتمعنا- اليهودية والمسيحية والإسلام- ليس مجرد إثبات لقدرة مصر على احتواء الجميع تحت مظلتها وهو ما انعكس فيما بعد بوجود طوائف وجاليات من جنسيات مختلفة عاشت ونمت في مدن المحروسة المختلفة خاصة في المدن الكبرى، ولكنها بداية جديدة للقيام بتربية النشء "تربية سياحية" مدرسية، بالنظر إلى بلادنا كأحد أبرز المقاصد السياحية العالمية بما تضمه من تنوع في المنتج السياحي، وهو ما يضمن- أيضا- نشأة أجيال وأجيال تعي قيمة "السياحة والسائح" كصناعة، لنظل باقين في سوق السياحة العالمي، والذي تأثر حتمًا بمتغيرات دولية وداخلية كثيرة، لعل أخطرها دعاوى المتشددين ضد صناعة السياحة والعاملين والمتعاملين فيها وهي أخطر أنواع الحروب.

الفكرة في حد ذاتها واختيار هذا المكان بكل ما يحتويه من مزارات عريقة وما يحمله من معاني التنوع والاختلاف وقبول الآخر.. كل ذلك يحمل في طياته أمورًا إيجابية تترسخ في أذهان أطفالنا، ما يعطي أملًا في أجيال أكثر انفتاحًا ونقاءً من أخرى انطفأت عقولها بفعل عوامل التشدد والتزمت والانغلاق!

 
 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز