عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"لا مزيد" من الأشخاص الخطأ!

"لا مزيد" من الأشخاص الخطأ!

بقلم : د. حماد عبدالله

نعم حقيقة نكتشفها متأخراً جداً في مراحل متقدمة من عمرنا، لكن نحمد الله على أننا قد لحقنا بها، حيث "لم يعد في العمر متسع لمزيد من الأشخاص الخطأ"، جملة وردت في كتابات الأديب العالمي الروسي الجنسية "فيودور دوستويفسكي".



تختلط الأمور علينا في مشوار الحياه الطويل، فتقابل أشخاصا، وتعاشر أناسا، وتزامل كثيرين سواء في رحلتك اليومية إلى المدرسة أو الجامعة. وتقابل معهم الموت لو كنا في زمن حرب، وما أكثر الحروب التي شاركت شخصياً فيها حرب استنزاف من "1967 إلى 1973"، وحرب الشرف والكرامة "أكتوبر 1973"، "وما زلنا في حالة حرب" مع فصائل إرهابية في "سيناء"، وقبلها على كل ناصية من نواصي شوارع الوطن، وقت أن كان الوطن في مهب الريح!

وكذلك نتزامل مع كثيرين في الشارع وأنت مترجلاً أو مستعملاً إحدى مركبات النقل العام، وحتى وأنت تمتلك سيارتك يزاملك في الشارع سائق (التوك توك) أو الميكروباص أو سيارة مرسيدس، وكذلك "عربجي يقود عربة كارو" أو حنطور كل هؤلاء زملائك على الطريق!

وننسى في بعض الأحيان ونسمى البعض ممن نتواصل معهم بالأصدقاء! وهنا يجب أن نتوقف قليلاً لكي نتفحص الأمر جيداً!

"فالصداقة شعيرة" من شعائر العلاقات الإنسانية فيها من الحب المتبادل، والتضحية المتبادلة، والمصلحة أيضا المتبادلة، وقبل ذلك كله، حالة كيمائية بين الناس وبعضها البعض، كل تلك العناصر يجب توفرها لكي "تعطي لقب صديق لشخص آخر" بجانبك، وهنا الأمر يحتاج إلى كثير من التجارب والخبرات، وأيضا إلى كثير من المواقف التي يظهر فيها هذا الشخص بجانبك لكي يحمل لقب صديق!

وما أكثر الأكاذيب التي نراها في حياتنا في التعامل من شخص تظنهم بحق أنهم أصدقاؤك، حتى إنني- وفي تجربة حياتي- مررت بمثل هذه الشخصيات التي اعتقدت عن (طيبة) في جيناتي أنهم بالفعل أصدقاء!

ولكن "وهم" يا صديقي "وهم" كبير جداً، ولعل أحد الأصدقاء الأعزاء في رحلة حياتي- وليسمح لي أن أسميه في هذا المقال وهو الأستاذ "عادل حمودة" الكاتب الصحفي الكبير- قد قال لي مرة، وأنا أعاني أزمة فقد ما "يسمى صديق" حيث كان دوره بالغ السوء في موقف ما في الحياة بيننا، قال لي الأخ "عادل": يا صديقي لا تختبر صديقك وقت الأزمة!

النتيجة ستكون "صفر على الشمال" أي رقم، أي لا فائدة منه ولا ضرر أيضا، فهو مجرد (صفر) وصديق آخر، أو كنت أعتقد أنه صديق قال لي: وقت الأزمة اضرب صديقك بالجزمة "الحذاء"!

أي والله كان هذا هو تعليق على موقفه من حدث يتطلب أن يظهر فيه الصديق "براءة صداقته" أو "برهان صداقته" من شجاعة أو تحفز للانتصار للحق بجانبك، لكن لم يتقدم خطوة بجانبك، بل العكس تنصل عن معرفته حتى بك!

وحين عتابه صدر منه هذا التعليق التاريخي "وقت الأزمة اضرب صديقك بالجزمة"! اتركه، انساه، اهرب بجلدك، اسلك طريق خروجك من الظلام، أو من الحفرة التي وقع فيها صديقك أو ما كنت تدعي أنه صديقك!

فصديقك هذا هو فقط حينما يكون الجو صافيا وبديعا والحياة (بمبي) على رأي "صلاح جاهين، وسعاد حسني "رحمهما الله"، أما عكس ذلك فلا احتياج أبدا "لإعلان شهامتك" فهي غير ذات قيمة عند من ليس لديه (قيمة إنسانية)!

إذا كان الكاتب الكبير الروسي (ثيودور) حينما نبهنا بأنه "لم يعد في العمر متسع لمزيد من الأشخاص الخطأ "الفريدة" من نوعها في السوء والرداءة والخسة!

 

Hammad [email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز