عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
طاقة نور

طاقة نور

بقلم : محمود حبسة

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة عطائه كقائد وكإنسان خلال زيارته الأخيرة أمس الأول لقاعدة جوية في سيناء لتتبع سير العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 ولقائه بقادة وضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة المشاركين في العملية، رغم البساطة التي تجلت صورها واضحة خلال الزيارة سواء في حديث الرئيس لضباطه وجنوده أو سواء في تناوله طعام الإفطار معهم وبشكل يفوق ويتجاوز بكثير كل قواعد البروتوكول، فالمشهد بين قائد عسكري وجنوده وعلى أرض المعركة، إلا أن الزيارة رغم أنها ليست الأولى فقد أكدت بكل جدية صدق حديث الرئيس عندما قال إنه على استعداد لارتداء الزي العسكري ويقاتل ضمن صفوف الجيش المصري وكواحد من أبنائه، فها هو الرئيس يرتدي الزي العسكري ويجلس بين ضباطه وجنوده في مشهد بسيط يخلو من أي مظهر للتكلف أو الإبهار يتبادل معهم الحديث والمداعبات ويناولهم الطعام بنفسه ويجيب عن تساؤلاتهم، في مشهد يقول في أرض المعركة كلنا جنود وكلنا نخوض معركة واحدة هي معركة الدفاع عن مصر وعن أرضها ومقدراتها، وفي مشهد يقول الشفافية عنوان العمل السياسي والعسكري اللذين تشهدهما مصر وهي كلمة السر لتحقيق النجاح والانتصار، لا شيء نخفيه، الكل يعرف الأسباب ويعرف الدوافع ويعرف حجم المشكلة وحجم التحدي ويعرف أيضا الثمن الذي سندفعه من عرق وجهد ودم.



الزيارة فعلا كانت في غاية الأهمية وكان الرئيس في قمة تألقه وحيويته كقائد في ميدان المعركة لا يرى سوى شيء واحد وهو تحقيق الهدف والوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه وهو تطهير سيناء من الإرهاب وتصفية كل الإرهابيين فيها وقطع كل خطوط الإمداد مع حلفائهم في الخارج وعودة الأمن والأمان لأرض الفيروز الحبيبة لا سيما مع بدء خطة التعمير.

كان الرئيس عفويا وتلقائيا وهو يوجه حديثه لرجال القوات المسلحة والشرطة عندما أكد مجددا أنهم يخوضون أنبل وأشرف مواجهة في التاريخ، وهو قول لا بد من إعادة التأكيد عليه مرارا في ظل صعوبة المعركة وسقوط المزيد من الشهداء الأبرار، والأهم في رأيي أن الرئيس أعاد التأكيد أيضا أن رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة المصرية لا يخوضون هذه المعركة دفاعا عن الأرض المصرية فحسب، بل من أجل الله سبحانه وتعالى ودفاعا عن دينه ضد أعداء الدين الحقيقيين الذين أساؤوا إلى الله وإلى الإسلام العظيم، ضد الذين أشاعوا القتل والخراب الذين سفكوا الدماء واستحلوا الأعراض وروعوا الأمنين، الذين شوهوا الدين بسفك دماء المسيحيين وحرق الكنائس وقتل المخالفين معهم في المذهب من المسلمين وهو سجود كل ذلك بدعوى إقامة شرع الله ومن أجل الدين والدين منهم بريء، هنا الرئيس يضع هدفًا أسمى لهذا العمل العظيم الذي يقوم به أبطالنا في سيناء، قواتنا في أمس الحاجة لأن يكونوا على يقين منه وأن تتجدد في نفوسهم القناعة به باستمرار، وهو أن يكون عملهم لله ودفاعا عن دينه وهو ما يفتح في نفوسهم طاقة نور ويعطيهم قدرة روحية هائلة على الصمود والإصرار، فالمؤكد أن الإرهابيين لا يعلمون شيئا عن حقيقة الإسلام وجوهره ونبل مقاصده وغاياته، إرهابيون ممولون بالمال والسلاح من الخارج كل مسعاهم هو القتل والتخريب وإشاعة الفوضى وبث الرعب وترويع الأمنين وهدم الدول الإسلامية المستقرة وإضعافها بدعوى إقامة الخلافة الإسلامية تنفيذا لأجندات أجنبية حتى يسهل لأعداء الأمة تنفيذ مخططاتهم القذرة والسيطرة على الأمة وتقسيمها وتفتيتها واستغلال ثرواتها ومقدراتها، لذا فإن ما قاله الرئيس يكتسب أهمية قصوى حتى يكون كل ضابط وكل جندي مصري على يقين أنه يقاتل في سبيل الله ودفاعا عن دين الله وبهذا يكون موته فعلا شهادة في سبيل الله، وهي أسمى أنواع الشهادة، وبذلك يكون الجيش المصري يحقق معنى الجهاد في سبيل الله في واحدة من أبهى صوره لأنه لا يعتدي على الآخرين ولا يطمع في ممتلكات وثروات الغير فهو يدافع عن الأرض وعن العرض وعن الشرف وهو يحارب مجموعات من الفاسدين المفسدين في الأرض مجموعات من العملاء المأجورين البغاة الظالمين الذين يتخذون من الدين ستارا لإخفاء أغراضهم وأهدافهم المشبوهة، جيش يحارب لتصحيح صورة الإسلام العظيم التي شوهها هؤلاء المفسدون المارقون خوارج هذا العصر كما أجمع علماء الأمة على وصفهم.

وبذلك فإن حرب الجيش المصري في سيناء حلقة من حلقات جهاده التي يشهد بها التاريخ ضد التتار الهمجيين مرتكبي الموبقات كلها، وضد الصليبيين الذين استولوا على الأرض وهتكوا الأعراض وسفكوا دماء الأبرياء وضد اليهود الصهاينة أعداء الدين عبر كل زمان وفي كل مكان.

بساطة الرئيس وعمق إيمانه بقضيته وتدينه من غير تكلف وفهمه صحيح الدين وإلمامه بالتاريخ يكسب زياراته المتكررة لمواقع المواجهة في سيناء أهمية قصوى ويجعل منها طاقة نور تبعث روح الأمل في نفوس الضباط والجنود المصريين وتجدد فيهم العزيمة على مواصلة القتال والإصرار على تحقيق الهدف وهو تطهير سيناء بالكامل من الإرهاب وتجعل من المعركة في سيناء واحدة من معارك الشرف التي خاضها الجيش المصري عبر تاريخه، ولذلك نثق أن اليوم الذي سنعلن فيه أن سيناء أصبحت خالية من الإرهاب بات قريبا.   

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز