عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشعب المنتصر

الشعب المنتصر

بقلم : أيمن عبد المجيد

لم تكن مصادفة أن يكون اسم عاصمة مصر "القاهرة"، في ملخص لتاريخ هذا الشعب المنتصر، القاهر لكل من عاداه وكل من تآمر عليه.



انتصار الشعب المصري، في معركة الانتخابات الرئاسية، هو نصر لو تعلمون عظيم، انتصار سلمي ديمقراطي، قليل الكلفة، عظيم الأثر والنتائج، انتصار له ما بعده من نماء ورخاء، وتعزيز لمكانة الوطن دوليًا وإقليميًا.

قال وسيقول السفهاء: ما ولاكم عن "كنبتكم"؟ ما فائدة المشاركة في انتخابات الفائز فيها متوقع، بلا منافسة؟! الزموا المقاطعة. قالها العملاء ورددها سفهاء، لكن جاء رد الملايين من الشعب المصري بمشاركتهم الكثيفة، صفعة مليونية على وجوه الخونة والمتآمرين، ومن وقف خلفهم من أنظمة إقليمية ودولية معادية.

كل صوت في الصندوق صفعة للمتآمرين، ودفعة للوطن للأمام في طريق البناء والتنمية، والتربية الديمقراطية.

الشعب كما كان وسيظل هو المنتصر، شعب مبهر للعالم، ثار في 2011، ثم خرج في جولة ثانية للثورة يصحح مساره، ويسترد وطنه من الاحتلال الإخواني الإرهابي، كانت ثورة 30 يونيو، ثورة تحرير للدولة المدنية الوطنية، من احتلال التطرف، انتزاع القرار الوطني المستقل من أنياب التبعية، ترسيخ للدولة الوطنية، في مواجهة ولاءات تنظيمات دولية إرهابية، لأجهزة مخابرات معادية صنعتهم وتمولهم وتسلحهم.

ما فعله الشعب المصري، وما يواصل فعله اليوم من احتشاد أمام اللجان الانتخابية، هو موجة جديدة من ثورة 30 يونيو، تصب في طريق تحقيق أهدافها، عبر الانتقال من الاحتشاد في الميدان إلى الاحتشاد في اللجان.

على مدار ثلاثة أيام الشعب قال كلمته: نعم للدولة الوطنية، نعم لثورة 30 يونيو، نعم لخطط الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، التي خطها الرئيس عبد الفتاح السيسي في السنوات الأربع الماضية، نعم لاستكمال بناء الوطن، نعم لمواصلة الإصلاحات في منظومة الصحة والتعليم، والتربية الديمقراطية وإعداد كوادر شابة قادرة على تحمل مسؤولية قيادة الوطن ومؤسساته، نعم للمشروعات القومية.

قالها الشعب: وفاء لدماء الشهداء، كل صوت في الصندوق هو شهادة وفاة للإرهابيين، الذين عاشوا سنوات يخدعون شعب مصر.

مصر حديثة، يراها العالم اليوم، الأسر أمام اللجان بمختلف أجيالها، حتى الأطفال ذهبوا مع أسرهم محتفين بالانتخابات، مجرد تواجدهم تربية عملية على الديمقراطية، تخلق منهم مواطنين فاعلين في المستقبل.

وجد المواطن البسيط، نفسه متساويًا، في الحقوق والواجبات، مع كبار مسؤولي الدولة، صوت المرشح الرئاسي، يتساوى مع صوت المواطن البسيط، في الأثر في لجان الفرز، وجد السفير بسام راضي المتحدث الرئاسي، يقف مثل أي مواطن في طوابير انتظار الدور للتصويت، فتحية له على الرسالة البليغة، التي حرص عليها رغم ضغوط العمل، وكذلك كل مسؤول يجد طوابير يلتزم بها.

كذب من ادعى عدم وجود منافسة، لا المنافسة هي الأشرس، لأنها بين استقرار وطن وترسيخ لدعائمه، وبين اللاوطن، بين الدولة الوطنية وأعدائها رعاة التنظيمات الإرهابية، بين الدولة التي كان يراد التشكيك في شرعية حاكمها البطل، بزعم المقاطعة، وبين الدولة القوية التي تستمد شرعية رئيسها من إرادة شعبها.

ونعم الشعب، الذي تنامى وعيه، وحطّم على صخرة عزيمته، وإرادته، مؤامرات السفهاء والمتآمرين، الذين أفقدتهم الحشود وعيهم، فلجأوا لبث الشائعات لتضليل الناخبين، في محاولة بائسة يائسة، لوقف الزحف التاريخي إلى اللجان، أشاعوا مد فترة الانتخابات ليوم رابع، وهو الكذب بعينه، فهدفهم أن يتراخى من لم يصوت في انتظار اليوم الرابع، حتى يفوت عليه فرصة التصويت فيخرجون هم بعد ذلك يزعمون أن من لم يذهب مؤيد لهم ولدعوتهم.

اليوم الأربعاء هو الأخير، انزل شارك، صوتك يحمي وطنك ومستقبل أبنائك، لا تضع نفسك في نفس المربع الذي يقف فيه أنصار الإرهاب، لا تحرم نفسك من المشاركة في معركة انتصر فيها شعب مصر العظيم، حدث سيسجله التاريخ، فهو بذرة في شجرة الديمقراطية التي ستنمو إن شاء الله لتضرب بجذورها في عمق والوطن وفروعها في سماء البناء والتنمية.

فما بعدها اختيار ممثليك في المحليات والبرلمان، بل وإبعاد من يقصر في انتخابات تالية ومنح الثقة لمن يستحق، قوة المشاركة تجعل كل من ينوب عنك في نقابة أو مجلس محلي أو مجلس نواب، أو رئاسة يعمل من أجلك أنت يعمل من أجل الوطن، لأنه يدرك أنك وفيّ لمن يخلص في عمله وينجز، ومحاسب لمن دون ذلك.

تحية للصحفيين والإعلاميين المصريين، حرفيتكم، ومنهيتكم، في التغطية ونقل الصورة، وضع القنوات والصحف المتآمرة في مأزق، فعجزوا عن الخداع، ومن يخشى على مصداقيته من الإعلام الدولي التزم الحياد، فالدولة المصرية باتت قوية قادرة على تفنيد الأكاذيب وفضح مروجيها.

الانتصار صنعه، الشعب بمختلف أطيافه ومؤسساته، الانتصار لم يكن إلا جني ثمار إنجازات تحققت على الأرض، اختفت أمامها الشعارات، والحنجورية، أمام دولة تعمل بأسلوب علمي، فللرئاسة متحدث رسمي يتواصل مع الإعلام بحرفية، ومؤسسة رئاسة تعلن عن الإنجازات يوم افتتاحها بعد أن تصبح واقعًا معاشًا لا وعود، وجيش يحمي ويضحي بشهدائه، وكذا شرطة تحولت إلى خدمة الشعب تحاسب من يخطئ، تذهب إلى من يطلبها من المسنين المعاقين لتنقلهم للجان الاقتراع تلبية لطلبهم ممارسة حقهم الانتخابي.

مواطن شاهد بعينه اختفاء طوابير انتظار العلاج من فيروس سي، وحملات تجوب المحافظات للكشف المبكر، تسعى هي إليه لعلاجه، بعد أن كان يستجدي هو الوساطة والمحسوبية لتقدم طوابير الانتظار فرارًا من عزرائيل الذي يلاحقه مع كل وخزة ألم ومعاناة، مواطن وجد عشوائيات تختفي ويحل مكانها سكن آدمي، وجد طرقًا تُعبد ومزارع تثمر، وصحراء تعمر.

لمن شارك تحية، ومن لم ينزل حتى الآن أمامك الفرصة قبل أن تصل عقارب الساعة التاسعة من مساء اليوم، فلا تهمل حقك وحق وطنك، جني الثمار آتٍ لا محالة إن شاء الله، قوة مصر الإقليمية والدولية ستتضاعف، والاقتصادية أيضا.

تحيا مصر.. يحيا الشعب البطل المنتصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز