عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الانتخابات الرئاسية.. الدوافع والدلالات

الانتخابات الرئاسية.. الدوافع والدلالات

بقلم : محمود حبسة

أعطى الشعب المصري كعادته دروسًا لكل من تصوروا أنهم أوصياء عليه، سواء في الداخل أو الخارج، أكد أنه سيبقى هو المعلم وهو الأستاذ لا يحتاج لمن يعطيه دروسا في السياسة بل هو من علم الآخرين السياسة وفنونها وألاعيبها عبر تاريخه الطويل وقبل أن تكون هناك جامعات أو مدارس، على الصعيد الداخلي ضرب الشعب المصري بعرض الحائط دعوات ونظريات من يسمون أنفسهم نخبة ويتصورون أنهم فوق الجميع وأنهم قادرون على التأثير في الجماهير أو توجيهها في المسار الذي يريدونه وهم لا يستطيعون التأثير حتى في محيطهم العائلي فخرج بالملايين على مدار ثلاثة أيام إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية لفترة أربع سنوات قادمة رغم دعوات المقاطعة، حول أحلام الطغاة الباحثين عن التوسع والهيمنة وإحياء أمجاد الماضي في تركيا وغيرها إلى كوابيس تقض مضاجعهم، وأكد أنه جدير بوطن اسمه مصر وأن مصر بلد يقود ولا ينقاد فاختار رئيسا تصدى لأحلام وخطط الرئيس التركي أردوغان في التوسع وخطط البيت الأبيض في الهيمنة، اختار الشعب المصري الاستقرار والبناء والتنمية واستكمال المسيرة التي بدأتها مصر منذ ما يقرب من أربع سنوات إلى المستقبل والمضي قدما بنفس الخطوات الواسعة نحو تحقيق الحلم الكبير حلم بناء مصر الحديثة الدولة العصرية بكل معنى الكلمة من خلال مشروعات تنموية عملاقة في كل المجالات، تفهم المصريون صعوبة المرحلة وحجم ما تم رغم الصعوبات من إنجازات تحققت في مختلف القطاعات والمجالات يشهد بها التحسن في أداء الدولة وتعافي الاقتصاد المصري بشهادة المؤسسات الدولية والمحاولات الجادة للنهوض بأوضاع مأساوية مثل أوضاع التعليم والصحة والعشوائيات ومواجهة الفساد، ضرب المصريون أروع الأمثلة في كيف يكون الوفاء لأبناء من هذا الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن تراب الوطن وعن وحدته واستقراره في وقت عصف الإرهاب فيه بدول في المنطقة فكان خروج المصريين ليقولوا نعم بالإجماع لاستكمال المواجهة الشاملة للإرهاب في سيناء من خلال العملية العسكرية سيناء 2018.



على الصعيد الخارجي أدرك المصريون حجم ما يحدث حولهم في المنطقة والعالم من صراعات وانقسامات وجنون يضرب العالم بأثره فها هي سوريا تتحول إلى أنقاض دولة وها هو شعبها يتحول إلى مجموعات من اللاجئين مبعثرين في عدة دول وها هو الحليف الروسي للأسد يغض الطرف عما يفعله الرئيس التركي أردوغان ومحاولاته احتلال مدن الشمال السوري بدعوى القضاء على المجموعات الكردية وقتل من السوريين الآلاف وبدعم من الجيش السوري الحر الذي دعمته أمريكا ودول رافضة لوجود الأسد فاختار المصريون رئيسا حافظ على مصر دولة قوية مهابة مصانة وحدث من قدراتها العسكرية وجعل جيشها يحتل المرتبة العاشرة في العالم، وفي وقت تطل فيه الحرب الباردة بوجهها وتعود من جديد بين القطبين الرئيسيين أمريكا وروسيا على خلفية مقتل الجاسوس الروسي المزدوج سيرجي سيكريبال في بريطانيا يختار المصريون رئيسا حافظ على علاقات متوازنة مع الجميع ولم ينحز لطرف ضد آخر وشهدت بذلك سياسته الخارجية على مدار السنوات الأربع الماضية، خصوصا في تأكيد استقلال القرار المصري وعدم تبعية مصر وانتهاج سياسة تنوع مصادر السلاح، استوعب المصريون ما آلت إليه الأوضاع في دول مثل اليمن وليبيا حيث أنهت عليهما الحرب الأهلية وقوى الإرهاب وجماعات الشر الممولة من هنا وهناك والتي حاولت أن تفعل الشيء نفسه في مصر لولا يقظة الجيش المصري، تفهم المصريون أن الديمقراطية ومبدأ تدول السلطة لا يعنيان الهدم ولا يعنيان الفوضى فها هو الشعب الألماني يجدد للمستشارة ميركل لفترة رابعة وكل رئيس أمريكي يحصل على حظه وافرا من خلال دورتين متتابعتين من بوش الأب إلى بوش الابن مرورا بكلينتون وانتهاء بأوباما رغم أن منظمات حقوق الإنسان في أمريكا وبريطانيا توجه سهام حقدها لمصر فحسب وتتجاهل ما خلفته كارثة غزو العراق من نتائج مأساوية ما زال الشعب العراقي يعاني منها وسوف يستمر في المعاناة منها لسنوات عديدة قادمة فكان التجديد للرئيس السيسي من نفس المنطلق لمزيد من الاستقرار ومزيد من البناء والتنمية.  

انحاز المصريون في 26 و27 و28 مارس لاختيارهم وأكدوا أن خروجهم يوم 30 يونيو 2013 لم يكن عشوائيا ولم يكن قرارا عقابيا أو رد فعل لسياسة خاطئة أو حتى تصفية حسابات مع من أداروا مصر لحسابهم ولأهوائهم وأغراضهم بل كان قرارا مصيريا بأن مصر لن تكون إلا للمصريين وأن من يقود مصر لن يكون إلا ما يقرره ويختاره جموع المصريين وليست جماعة معينة مهما بلغ عددها وحجمها، أكد المصريون أنهم يعوا جيدا كل المؤامرات التي تستهدف الوطن وتسعى للنيل من وحدته واستقراره وأحبطوها جميعا وأطفأوا نار الفتنة كلما أوقدها من يذكون نارها ومن ينفقون المليارات في قطر وتركيا لإشعالها كلما خبت وانطفت من خلال برامج فضائياتها المسمومة وأكاذيبهم التي يسعون لترويجها لتكون أموالهم حسرة عليهم، وجه المصريون من خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة رصاصة قاتلة لجماعة الإخوان ومن يقف وراءها ومن يدعمها من خلال التصويت للرئيس السيسي لفترة قادمة رصاصة قضت على كل أحلامهم في العودة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز