التوقعات المرئية للسيارة الكهربائية!

بقلم : جورج أنسي

كان يمكن أن يكون القرار الذي أصدره هذا الأسبوع طارق قابيل- وزير التجارة والصناعة- بشأن السماح باستيراد سيارات الركوب المستعملة التي تعمل بالكهرباء، محل ترحيب وتفاؤل وسعادة، خاصة لقطاعات كبيرة من الجمهور؛ إيذانًا بتحقيق واحدة من أهم أحلامهم- خاصة الشباب منهم ذوو الدخول المتوسطة- في امتلاك سيارة خاصة!

لكن بالنظر للتوقعات المرئية في سعر السيارة الكهربائية، نجد أن مسؤولي الشركة المستوردة يتوقعون أن يصل متوسط سعر السيارة لحوالي ٣٠٠ ألف جنيه، وهو- في اعتقادي- مبلغ كبير جدًا لسيارة مستعملة، لا يناسب غالبية جمهور الشباب، وبالتالي فهو يتناسب مع ذات الطبقة التي تميل إلى ركوب السيارات الفارهة، والذين لا يعنيهم- من قريب أو بعيد- عملية رفع الحكومة الدعم عن المحروقات أو تلويث البيئة، باعتبارهما من توافه الأمور!

وليس من شك أن الدولة عندما تحاول الأخذ بالتكنولوجيا الحديثة وتوفير الحد الأدنى من المتطلبات الحياتية لغالبية المواطنين، إنما يأتي حرصًا على توفير بيئة صحية، وتوصيل الدعم لمستحقيه مع تحقيق الحد الأدنى من الرفاهية في ضوء الظروف الاقتصادية وإمكانيات الدولة، ولعل ذلك يعيدني مرة أخرى لتأكيد حق الدولة في إيجاد السبل اللازمة لتقليل إنفاقها خصوصًا في القطاعات التي تستنزف الكثير من موارد الدولة- ومنها بالطبع المحروقات- لكن هذا لا ينفي ضرورة التذكير بكارت البنزين الذي لا يزال معطلًا عن العمل حتى الآن، رغم أنه يعد فكرة عبقرية لوصول دعم المواد البترولية لمستحقيه بشيء من الانضباط والتدقيق، وهو ما لا نزال نتطلع إلى العمل به قبل أي أفكار أخرى غير واضحة المعالم، وغير معروف طبيعة الجمهور.. المستفيد الحقيقي منها!