عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
قيمة الوطن

قيمة الوطن

بقلم : محسن عبدالستار

كل إنسان ولد في أرض فهو يتعلق بها، والشخص الذي يعيش في بلد فإنه يحن إليه، ومهما تنقل يتمنى الرجوع إليه مرة ثانية حتى لو كان سفره هذا للعبادة وأداء فريضة من الفرائض، فمصر وطن يحتوينا جميعًا، فأبناؤها المخلصون يتمنون خدمتها ويعملون من أجلها، كل في مجاله، نظرًا لمكانتها العظيمة في قلوبنا، وفي قلوب العرب جميعًا.



فالشخص يحن إلى وطنه ومهما طالت سنوات الغربة يتمنى العودة إليه، فالكل إذن يحب وطنه، ولو كانت بلاده قد ينقصها شيء، من حسن الطبيعة، أو قلة الرزق فيها، إلا أن الحب قد تعلق بهذه الأرض الطيبة.

كنا في حافلة، متجهين إلى بيت الله الحرام، لأداء مناسك الحج، وإذ بمجموعة من قوات الأمن السعودي عند مدخل مكة المكرمة، تشير للسائق بالتوقف، وصعد أحد الضباط إلى الحافلة، وطلب من البعض إبراز الهوية الشخصية وتصاريح الحج  - نظام متبع في المملكة – وكان معنا حجاج من جنسيات مختلفة، وعندما تقدم لإحدى زميلاتنا طالبًا منها إبراز الهوية الشخصية، فأعطته له، فإذ به يسألها: "حضرتك مصرية، قالت له نعم، فقال لها:

 لا أستطيع إيقاف حافلة بها مصريون يتجهون إلى بيت الله الحرام، إكرامًا لمصر وشعبها، وهنا هتفنا جميعًا: "تحيا مصر.. تحيا مصر.. حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء".    

في هذه المواقف تظهر محبة الإنسان لوطنه، خاصة إذا كان له قيمة كبيرة في قلوب من حوله.. وفي المناسبات الوطنية وأوقات الشدائد، يظهر معدن المخلص المحب لوطنه. وهذا ما شاهدناه جميعًا في الأزمات التي مر بها وطننا الحبيب، ثورة يناير مثالًا، ووقوف الجيش العظيم في صف الشعب الأعظم، وهنا تظهر عقيدة الجيش المصري، الذي لا يمثل إلا بلده، في الدفاع عن الأرض والعرض، فعاهد الله سبحانه وتعالى وأخذ على نفسه عهدًا أن يحمي هذا الوطن الأبي، ويقف في صف شعبه، ضد الفاسدين. ولمَ لا وقد قال عنه رسولنا الكريم: "خير أجناد الأرض"، لذا نجدهم يدافعون عن الأرض بعقيدة ثابتة، ويقفون خلف قيادتهم الرشيدة للعبور بالوطن إلى بر الأمان والاستقرار واستمرار البناء والتنمية، حتى تعود مصر إلى مسيرتها الأولى دولة ذات حضارة وريادة، تأكيدًا لركائز وثوابت الدولة المصرية في أن تبقى أبد الدهر منارة للإنسانية نحو الحضارة والتقدم والبناء.

فحب الوطن ليس شعارًا نرفعه فقط، وإنما لابد من شيء نقدمه لهذا الوطن الغالي علينا جميعًا. وحب الوطن عمل، ويجب على كل إنسان العمل بجد وإخلاص لرفعة شأن هذا الوطن.

  بلادي وإن جارت على عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا على كرام

فمفارقة الوطن قطعة من العذاب، لا يعرفها إلا الذي فارق وطنه، فحين يفارق الإنسان وطنه ويبتعد عن أحبابه ورفاقه، ولو أوتي الدنيا كلها، يبقى حنينه وشوقه إلى بلاده وأهله.

لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الشوق إلى مكة حين غادرها مهاجرًا إلى المدينة، مجبرًا بسبب سوء معاملة أهلها له، وكان حبه لها شديدًا يعلمه كل من حوله. فيقول صلى الله عليه وسلم: "والله إنكِ لخير أرض الله وأحب أرض إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منكِ ما خرجت".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز